ذكرتني الشباب في ريعانه |
وصفاء القلوب في وهجانه |
وائتلاف النفوس بالود نشوى |
والهوى العف في ذرى عنفوانه |
هي كالشمس تملأ الأرض نوراً |
فتغار النجوم من لمعانه |
هي كالشهد كالمليح إذا ما |
ماس قداً وأختال في أردانه |
يتبارى العشاق في حلبة العشق |
ويشدو الهزار من ألحانه |
تتسارى أطيافهم يملأ الكون |
صداها كالمسك في عبقانه |
وترى العاشق المعنى كمن لاقى |
حبيباً فانداح في أحضانه |
يحتسي نهلة الرحيق ابتهاجاً |
وتهيم الأحلام في أكوانه |
علّه يجتبي سلافات حب |
مانعته الأقدار من إعلانه |
يا لها من فريدة لامستها |
أوجه الحسن في أوان اتّزانه |
هي ملء القلوب نشوة عزٍ |
وفخار للمجد في سلطانه |
تلك محبوبتي الجميلة أنى |
سرت حلّت في القلب في خفقانه |
تخذت من سواحل البحر مهداً |
وتبدّت شمّاء في شطآنه |
إنها [جدة] السّنى والمعالي |
وجلاء الفؤاد من أحزانه |
* * * |
يا [عروس البحار] كم هام قبلي |
من وَلَوْهٍ أثار من أشجانه |
كم تغنّى من شاعر ساعفته |
موحياتٌ وأنتِ سر بيانه |
تملأين الدُّنا قصائد حب |
أريحيّ في ذوقه وافتنانه |
أنت للعاشقين مصدر إلهام |
يضيق الفؤاد عن كتمانه |
أنت للمكرمات موئل صدق |
ومنار يشاد من أركانه |
حل فيك الأباة من كل ندب |
مستقيم في فكره ولسانه |
والندى والتكريم بعض مزاياك |
وبعض كالدر في ميزانه |
أو كلثم الحبيب بعد فراق |
وحنان ينساب في وجدانه |
إيه يا [إثنينية] هي تاج |
قد تجلىَّ على جبين زمانه |
أنت للفارس المتوج مضمار |
تبارى الفرسان في ميدانه |
هو رمز الوفاء في جبهة الدهر |
كريم في داره وكيانه |
هو للمكرمات ردءٌ حفيٌّ |
هو [عبد المقصود] في مهرجانه |
حلّ في ثغر [جدة] الخير بسّاماً |
ونال المرام في ريعانه |
كم عشقنا روائعاً لا تسامى |
هي بعض من درّه وجمانه |
يتوالى القريض والأدب الجم |
وتجنى الثمار من بستانه |
بارك الله ليلة جمعتنا |
بكرام الوجوه من إخوانه |
نلتقي في رحاب تلك المروءات |
كراماً نستاف من ريحانه |
فاقبلوها مقرونة بالتّحايا |
رمز ودٍ في سره وبيانه |