سيد الحفل زفه كالثريا |
وجلاه للناس طَلْقَ المحيا |
تتلقاهم سماحاً موشّى |
طيبَ الأصغرين براً حفيا |
أنت أكرمت غالياتِ المعاني |
حين أكرمتَ ضيفك الهاشميا |
إنما يكرم الكريمَ كريمٌ |
والأبي الجواد يهوى الأبيا |
والسري النبيل يعلو ويزكو |
حينما يكرم النبيل السريا |
سيد أنت والضيوف كرام |
سادة زينوا اللقاء البهيا |
هم ضيوف وهم لآلٍ غوالٍ |
أريحيون عانقوا أريحيا |
أنت مقصودهم هششتَ فلاقَوْا |
منك وجهاً مثل السحاب نديا |
إذ تساقيهم المروءة كأساً |
عربياً معطراً حاتميا |
وتحيي في حب طبٍ صفي |
وهو يلقى بعد التنائي صفيا |
يملك المالَ خازنيه فيحيا |
كل فرد منهم فقيراً غنياً |
فكنِ الباذلَ الذي ليس يرضى |
أن يعيش الحياةَ إلا سخيا |
* * * |
أنا أدركت في رحابك حُلماً |
طالما شاقني وكان عصيا |
يوم شيدتَ للنبوغ مناراً |
صار في الناسِ وردَهم مأتيا |
مرحباً بالوفاء أعليت منه |
فتهادى بين الصحاب وضيا |
شربوه كزمزم طاب ورداً |
وسرى في اللهاة عذباً مريا |
وأنا العاشق الوداد المصفى |
والوفي الذي يحب الوفيا |
* * * |
محفل ضم أذكياء كراماً |
زاحم النجم فضلهم والثريا |
ضحك البشر في الوجوه فقالوا |
مرحبا مرحباً فقام فحيا |
نادموه فازدان علماً وفضلاً |
وسقوه فازدان عقلاً ذكيا |
ألمعيون طالما حادثوه |
فمشى بينهم فتى ألمعيا |
أحسنوا فيه يوم أحسن فيهم |
وكساهم كما كسوه حليا |
وجَلَوْه كما تهادت عروس |
قد حباها الجمال كِبراً وغَيا |
فإذا الحفل وهو سعد ووعد |
يملأ الرحب والفضاء دويا |
* * * |
امرؤ القيس ها هنا ولبيد |
وحبيب يقول شعراً عصيا |
وجرير ومسلم وزياد |
وخناس تبكي زماناً مكيا |
والمعري إزاءه المتنبي |
ناقمٌ نادمَ الرهينَ الشجيا |
والأميريُّ يوم كرِّم فيه |
فتغنّى فهاج ليلى وريا |
تتبارى الفحول في ساحتيه |
ويساقي شوقيُّه البُحتريا |
قد أقاموه للقوافي عكاظاً |
وأصاروه كوكباً دريا |
وتداعَوْا إليه من كل حدب |
وحبَوْه من كل أفق عليا |
فمشى الشعر والجلال عليه |
طيلسان يعانق البدويا |
وخيالاته مسارح شتى |
حضري يعانق البدويا |
في بساطٍ من الفنون بديعٍ |
أعجب الناسَ حسنُه عبقريا |
أأراني أنال فيه مكاناً |
فتنال الشموس عزاً يديا |
* * * |
نجد فيه وألف مرحى لنجد |
ولد الشعر في ثراه سويا |
والحجاز العزيز وهو زكي |
عاش قد عاش هادياً مهديا |
والشآم الذي تفرد حسناً |
والفرات الذي جرى كوثريا |
والعراق الذي حبانا طويلاً |
من غواليه شعره المسكيا |
وبنو النيل طاب نهراً وطابوا |
أنفساً حرة وعقلاً سنيا |
* * * |
يا علي وأنت ذوب خصال |
كالطيوب الحسان هبت عَليا |
أنت ورد وشيمة الورد يحذو |
من يدانيه نفحَه الورديا |
وأنيق كما تود الغواني |
تستبيَهن بكرة وعشيا |
ونقي يداً وقلباً وعقلاً |
صاغك الله كالرحيق نقيا |
طبت نفساً وَمحْتِداً وأفعالاً |
وعفافاً وطبت قولاً طليا |
قد عشقت العلا وكنتَ فتاها |
والعصاميَ والدؤوبَ الرضيا |
إنما المجد سيد ليس يرضى |
من كرام الرجال إلا الكميا |
كُنْهُ يلقاك صاحباً وفياً |
وتلاقيه صاحباً وحفيا |
أنتما توأمان، كلٌ حريٌّ |
أن يؤاخي بالغالياتِ حريا |
* * * |
العليون رادةٌ يا علي |
فكن الرائدَ المجلى العليا |
عشتَ للضاد حصنَ عَوْنٍ وصونٍ |
حيث تدعى وصارماً سمهريا |
تنفق العمر في الغوالي وتحيا |
عربي النجار حراً أبيا |
مسلماً والحياة حلو ومر |
باسما والخطوب تدوي دويا |
ثابتا والرياح هبت رُخاء |
أو تمادى الطغيان فيها عتيا |
وتقياً كما نشأت وسيماً |
بورك الحسن في الرجال تقيا |
وأديباً في بردتيه اللآلي |
والمعالي مظفراً هاشميا |