شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الدكتور الشاعر حيدر الغدير (1)
بسم الله الرحمن الرحيم، هذه القصيدة هي في الحقيقة تحية وتقدير وإجلال للمعاني الجميلة النبيلة التي تدعو إلى تكريم العلم والأدب والفضل وإعلاء قيمة النبوغ والتفوق والذكاء وإشادة بأخلاق الجد والعصامية والكفاح وهي بذلك تحية للمحتفى به الدكتور محمد علي الهاشمي، والمحتفي الأستاذ عبد المقصود خوجه والضيوف الكرام وأجمل ما في الإنسان وهو يكرم أخاه الإنسان:
((مرحباً بالوفاء))
سيد الحفل زفه كالثريا
وجلاه للناس طَلْقَ المحيا
تتلقاهم سماحاً موشّى
طيبَ الأصغرين براً حفيا
أنت أكرمت غالياتِ المعاني
حين أكرمتَ ضيفك الهاشميا
إنما يكرم الكريمَ كريمٌ
والأبي الجواد يهوى الأبيا
والسري النبيل يعلو ويزكو
حينما يكرم النبيل السريا
سيد أنت والضيوف كرام
سادة زينوا اللقاء البهيا
هم ضيوف وهم لآلٍ غوالٍ
أريحيون عانقوا أريحيا
أنت مقصودهم هششتَ فلاقَوْا
منك وجهاً مثل السحاب نديا
إذ تساقيهم المروءة كأساً
عربياً معطراً حاتميا
وتحيي في حب طبٍ صفي
وهو يلقى بعد التنائي صفيا
يملك المالَ خازنيه فيحيا
كل فرد منهم فقيراً غنياً
فكنِ الباذلَ الذي ليس يرضى
أن يعيش الحياةَ إلا سخيا
* * *
أنا أدركت في رحابك حُلماً
طالما شاقني وكان عصيا
يوم شيدتَ للنبوغ مناراً
صار في الناسِ وردَهم مأتيا
مرحباً بالوفاء أعليت منه
فتهادى بين الصحاب وضيا
شربوه كزمزم طاب ورداً
وسرى في اللهاة عذباً مريا
وأنا العاشق الوداد المصفى
والوفي الذي يحب الوفيا
* * *
محفل ضم أذكياء كراماً
زاحم النجم فضلهم والثريا
ضحك البشر في الوجوه فقالوا
مرحبا مرحباً فقام فحيا
نادموه فازدان علماً وفضلاً
وسقوه فازدان عقلاً ذكيا
ألمعيون طالما حادثوه
فمشى بينهم فتى ألمعيا
أحسنوا فيه يوم أحسن فيهم
وكساهم كما كسوه حليا
وجَلَوْه كما تهادت عروس
قد حباها الجمال كِبراً وغَيا
فإذا الحفل وهو سعد ووعد
يملأ الرحب والفضاء دويا
* * *
امرؤ القيس ها هنا ولبيد
وحبيب يقول شعراً عصيا
وجرير ومسلم وزياد
وخناس تبكي زماناً مكيا
والمعري إزاءه المتنبي
ناقمٌ نادمَ الرهينَ الشجيا
والأميريُّ يوم كرِّم فيه
فتغنّى فهاج ليلى وريا
تتبارى الفحول في ساحتيه
ويساقي شوقيُّه البُحتريا
قد أقاموه للقوافي عكاظاً
وأصاروه كوكباً دريا
وتداعَوْا إليه من كل حدب
وحبَوْه من كل أفق عليا
فمشى الشعر والجلال عليه
طيلسان يعانق البدويا
وخيالاته مسارح شتى
حضري يعانق البدويا
في بساطٍ من الفنون بديعٍ
أعجب الناسَ حسنُه عبقريا
أأراني أنال فيه مكاناً
فتنال الشموس عزاً يديا
* * *
نجد فيه وألف مرحى لنجد
ولد الشعر في ثراه سويا
والحجاز العزيز وهو زكي
عاش قد عاش هادياً مهديا
والشآم الذي تفرد حسناً
والفرات الذي جرى كوثريا
والعراق الذي حبانا طويلاً
من غواليه شعره المسكيا
وبنو النيل طاب نهراً وطابوا
أنفساً حرة وعقلاً سنيا
* * *
يا علي وأنت ذوب خصال
كالطيوب الحسان هبت عَليا
أنت ورد وشيمة الورد يحذو
من يدانيه نفحَه الورديا
وأنيق كما تود الغواني
تستبيَهن بكرة وعشيا
ونقي يداً وقلباً وعقلاً
صاغك الله كالرحيق نقيا
طبت نفساً وَمحْتِداً وأفعالاً
وعفافاً وطبت قولاً طليا
قد عشقت العلا وكنتَ فتاها
والعصاميَ والدؤوبَ الرضيا
إنما المجد سيد ليس يرضى
من كرام الرجال إلا الكميا
كُنْهُ يلقاك صاحباً وفياً
وتلاقيه صاحباً وحفيا
أنتما توأمان، كلٌ حريٌّ
أن يؤاخي بالغالياتِ حريا
* * *
العليون رادةٌ يا علي
فكن الرائدَ المجلى العليا
عشتَ للضاد حصنَ عَوْنٍ وصونٍ
حيث تدعى وصارماً سمهريا
تنفق العمر في الغوالي وتحيا
عربي النجار حراً أبيا
مسلماً والحياة حلو ومر
باسما والخطوب تدوي دويا
ثابتا والرياح هبت رُخاء
أو تمادى الطغيان فيها عتيا
وتقياً كما نشأت وسيماً
بورك الحسن في الرجال تقيا
وأديباً في بردتيه اللآلي
والمعالي مظفراً هاشميا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :492  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 65 من 192
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.