طاب القريض وزال الهم عن بالي |
فاليوم يوم مقالات وأمثال |
اليوم يوم لقاء للنفوس به |
مراتع الأنس في دارات أبطال |
في ساحة من صروح الفضل شامخة |
أعارها لبنيه والدٌ غالي |
طرف تمرس في الآداب وانبثقت |
عن نبع دوحته أفنان أظلال |
فجاء من بعده ابن له كملت |
صفات مجد عريق ثابت حال |
في أمسيات منيرات مآثرها |
بالجود والبذل في بشر وإقبال |
ترى الأديب بها جذلان مبتهجاً |
مقدراً بين إكرام وإجلال |
قالوا مضت دولة الأشعار وانقرضت |
وجاء من بعدها التمجيد للمال |
فقلت كُفوا عن التثبيط ويحكمُ |
وأقبلوا وانظروا ما ليس بالبال |
مجالساً لعكاظ زانها أدب |
يشع منه ضياء ساطع عالي |
حرمت منها زماناً لا أحل بها |
لكنني لم أكن عن روضها سالي |
يجول بالفكر آهات أرددها |
تهيج في قلبي المجروح بالبال |
أكلما اخترت بين الناس طائفة |
من الصحاب ذوي علم وإفضال |
يجيء من عاديات البعد لي سفر |
يعوقني عن لقاء الصحب والآل |
أهكذا أنت يا حظي تعذبني |
تذيقني لذة الإصغا لأمثالي |
حتى إذا علقت نفسي الطموح بهم |
جاءت دواعي مهماتي بترحالي |
لكن لطفك يا ربِّي يواكبني |
ينيلني منناً جاوزْنَ آمالي |