من غرة الفجر شعرٌ بالسنا عبقا |
ومن ضحى الشمس ضم الوهج والألقا |
لونته بالشذى المعطار فاغتسلت |
حروفه الزغب بالأنوار واتفقا |
وصغته كَلِماً من خلجة بدم |
حرفاً يجنح إن حاكيته خفقا |
ومن شعور تحاكي الوجد رقّته |
غزلت شعرك يغري عين من رمقا |
زهر النجوم تمنت لو تلملمها |
والليل ساج ونور الصبح ما انبثقا |
والعطر هوم مفتوناً بقافية |
رفت شروداً تحاكي القلب والحدقا |
أسمعتني الحس شعراً فانتشيت به |
وشيته الصدق، إن دغدغته اتلقا |
يا باعث الوهن إني في الهوى تعب |
حروفك السحر، أم وجد غدا يققا |
يتلوه صب محب إن شكا أرقا |
وأعذب الشعر يمحو الهم والأرقا |
يسمو الجمال إذا ما الشعر سامره |
لحناً ومعنى وعذب الشعر ما صدقا |
لكنه الشعر، ويح الشعر يفتنني |
وويح حسي أحالا خافقي مزقا |
أجلو به الهم أنسى ما أكابده |
وأرسم الحسن ألواناً إذا طرقا |
والحرف عندي جموح رغم رقته |
والحسن رغم جموح الحرف قد فلقا |
وقد أنوء بحمل الهم مؤتزراً |
بالصبر يمسح حزناً بالحشا علقا |
لكن لي كبرياء لا يطاولها |
حب عنيف تحدى الكبر فانسحقا |
والكبرياء وما في القلب من فتن |
صنوان ما اختلفا لا بل هما اتفقا |
هذا عصام أمان الله يحرسه |
يجسد الحرف لا زوراً ولا ملقا |
يجدد اللحن يجتاز الذرا سبقا |
كالبرق في البهم يكسو عارضاً فرقا |
صداح يا شاعر الفكر القويم سنًى |
أثرت فيَّ شجوناً تنشدُ الغدقا |
بدار (خوجه) ما تلقاه من كرمٍ |
دار الكريمِ تضوعُ الحب والحبقا |
أنأى عن المدح خوفاً من مفاوزه |
ورُغمَ أنفي لهذا البيت قد ذلقا |
مقصود عشقٍ بعشاقٍ تهيم به |
يا رائد العشقِ يمم دارَ من عشقا |