شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة معالي السيد حسن كتبي ))
ثم أناب معالي وزير الحج الأسبق السيد حسن كتبي الأستاذ محمد صلاح الدين ليلقي كلمته في تلك الأمسية فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله وسلم وبارك على رسول الحق وخاتم النبيين، وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ وبعد:
- فقد شرفني سيدي ضيف هذه الاثنينية أستاذنا الكبير وشيخنا الجليل معالي السيد حسن كتبي أن أقرأ عليكم نيابةً عنه هذه السطور المضيئة، والكلمات الطيبة الموجزة التي كتبها معاليه تحية لكم ولصاحب الاثنينية:
- حضرات السادة الكرام:
- أخي الكريم الأستاذ عبد المقصود خوجه.
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - وبعد:
- فإنني لا أجد من البيان ما ييسر لي أداء الشكر كما يجب على تفضلكم بإجابة هذه الدعوة للندوة التي أقامها - وباستمرار - الأستاذ الكبير عبد المقصود خوجه لمتابعة كل ما يتعلق بأدب هذه البلاد، وبعث ماضيه التليد الَّذي يتصل بأمجاد الأمة العربية منذ كانت هذه الأرض المباركة في الذروة من أمجادها.. وأمجادهم!!.
- ولقد شهدت نشاط هذا الأدب بروحه السامية.. وصوره المشرقة وأصدائه التي كانت تبعث الحياة - في الموات!!.
- ولست أعبر بالحياة.. والموات تعبيراً عفوياً - ولكنه وصف حقيقي للفترة الأدبية التي عاشها أدبنا وأدباؤنا إبان إصدار كتاب: (وحي الصحراء) بجهود الأخوين الكريمين الأستاذين محمد سعيد خوجه.. وعبد الله بلخير.
- ومن يقرأ شيئاً من ذلك الأدب بروية وبصيرة يختلط أنفاس صانعيه بأنفاسه.. وروحيهما بروحه.. ويتحسس انفعالاتهم بمثلها في نفسه، فإنه يعرف بحق كيف كان صانعو ذلك الأدب عمالقة بحق، ومواطنين يذوبون بإخلاصهم الوطني في حب وطنهم وحب مواطنيهم؛ ويعيشون بأحلامهم التي تفوق حقائقها في (الواقع) قبل أن تكون واقعاً، ويبلغ تصورهم لها في خيالهم وجودها في أوج كمالها؛ ولعل تلك الأحلام اليقظة.. والتصور السابق للوقوع هو ما نعيشه الآن.
- واسمحوا لي أن أُمجد.. وأذكر أخي السيد محمد حسن فقي الموجود بيننا الآن، فهو من ذلك الرعيل المتفوق، وإنَّ وجوده في هذه الندوة يمثل ذلك الجهد.. والجهاد الَّذي لم يزل (حفظه الله) يتمتع بعنفوانه وقوته وأدائه السخي المبرز.
- وإنني ما زلت أعتبر كتاب: (وحي الصحراء) هو السجل الذهبي لتاريخ تلك الفترة الزمنية التي تعتبر القاعدة لكل تقدم في حياتنا التي نعيشها الآن بصحوة مؤمنة.. متوازنة.. ملتزمة بكل ما هو من المعايير التي تحكم من يسكن هذه البقاع الطاهرة - تلك المعايير التي صنعها الدين، والأخلاق الكريمة، والمثل العليا.
- وإنني أكتفي بهذه اللمحة عن ماضينا الَّذي عشناه في كبد.. وما انتهينا إليه من سلوك الطريق الواضحة المبينة، التي تقودنا (بإذن الله) إلى السداد والرشاد.
- وإنَّ هذه الندوة الكريمة: (الاثنينية) التي جعلها الأستاذ عبد المقصود ملاذاً للِّقاءات الكريمة بين القلوب الواعية لواجبها.. والعقول المصقولة بالعلوم والمعارف، لتعمل على توجيه الطاقات الكامنة في هذا المجتمع الكريم لأسمى الغايات التي تطمح إليها تطلعاته.
- هذه (الاثنينية) التي تعقد باسم ليلة اليوم الَّذي تعقد فيه (الاثنين) إنما تعيد دور ندوة كانت متواضعة كل التواضع، وقوية في روحها كل القوة، وذات بسط أوسع في أدائها، وأحب أن أطلق عليها: (الديمومية) لدوامها يوم كانت، ولعدم انقطاعها في أي مناسبة أو أسباب تدعو إلى انعقادها في ليل أو نهار.
- ولقد كان صاحب تلك (الديمومية) هو محمد سعيد خوجه رحمه الله، الَّذي كان بمثابة حارس الأدب والنشاط الأدبي والفكري.. والحركة الدائبة بإصرار وعنف وعناد في كل ما يمكن للأدب والأدباء تحقيق غاياتهم.. وكانت روحه القوية، واتصالاته الواسعة تيسر له تذليل كل صعب وبلوغ كل غاية، ولو كان في طريقها كما يقول المثل العربي (خرط القتاد).
- ولعلي ألقي الضوء على تلك الشخصية المرحة التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه، بلقاء ذكرته بمناسبة لقائنا هذا الَّذي يهتم فيه صاحب (الاثنينية)، بما أنقل نصه من جواب تشرفت بتلقيه منه بتاريخ 6/8/1414هـ يقول فيه:
- (.. فكانت لنا وقفة مع الجامعات لنقوم بتكريم كل من ساهم في رفع صروحها وعمل في صمت، حتى وصلنا إلى ما يشرفنا بين الأمم؛ وكذلك لنا وقفة مع المؤسسات الصحفية لنسعد من خلال (الاثنينية) بتكريم الرعيل الأول الَّذي أعطى بكل حب، وعمل بكل تضحية، من أجل رفعة ونمو العمل الصحفي وصولاً لأرقى المستويات، من حيث العطاء الفكري، والعمل الإداري، والتقنية الفنية).
- إلى آخر ما جاء في هذا الكتاب الَّذي استطاع - وبكل يسر ووضوح - التحدث عن هذه الشؤون العظيمة التي ناءت بحمل عبئها الجماعات، ليحملها في قلبه وعقله ويسعى لأدائها أكمل أداء!!.
- واسمحوا لي أن أعود من الحديث عن الخَلَف الَّذي يمثل خير خَلَف لمن كان له خير سلف، لأضرب مثلاً كنت واحداً من المشاهدين له مع الأستاذ محمد سعيد خوجه حين قرر إنفاذه.
- كان ذلك في موسم الحج الَّذي حضره محمد حسين هيكل (رحمه الله) بعد أن أصدر كتابه: "في منزل الوحي" وقد جاء في ذلك الكتاب، حديث له مع الملك عبد العزيز (رحمه الله)، قال فيه للملك:
- ( نحن المسلمين نحرص على أن تكون (مكة) في الدول الإسلامية (كجنيف) في الدول الأوروبية) فأجابه الملك عبد العزيز (رحمه الله) بقوله: (وهذه الحكومة تشاطرك الرجاء في أن تكون (مكة) مقر عصبة الأمم الإسلامية.. والإصلاح بين المسلمين إذا اختلفوا).
- وقد أصبحت مكة - بل المملكة العربية السعودية - بكاملها (بفضل الله وتوفيقه) تقوم بمهمات إصلاح شؤون المسلمين في أحوال تآلفهم.. وتخالفهم.. وفي كل أحوالهم.
- ولقد أراد محمد سعيد خوجه (رحمه الله) إقامة حفل تكريم لذلك الكاتب والإشادة بتصوره العظيم عن دور (مكة) ودور ملك المملكة فيها بالنسبة للعالم الإسلامي، فاجتمعنا في (ديموميته) أي داره التي كانت دائماً مركز لقاءاتنا في مثل هذه الشؤون، وتقرر استعارة صالون استقبال في بيت الشيخ ماجد كردي بمنى وكان (رحمه الله) يتمتع بمقام عظيم بين مواطنيه، ولم يكن هذا الصالون على مستوى الصالون الَّذي نحضر فيه الآن - ولكنه كان أعظم وأنفع، لأن فيه تجمعت كل الطاقات التي تكمن في قلب (الذرة)، حتى إذا تفتحت وتطورت جاءت بمثل ما نحن فيه..
- وقد حضر اللقاء أفضل من حضر من الحجاج علماً ومقاماً، وحضره - وبصورة مفاجئة ومن غير سابق علم ممن أقاموا هذا الحفل - الشيخ حسن البنا (رحمه الله) وهو في أوج نشاطه في دعوته للاعتصام بتعاليم الإسلام؛ وكانت أمسية بلغت الذروة في الحديث عن الإسلام كمنهج حياة، والبلاد المقدسة كحصن لتطبيق ذلك المنهج، وملكها الَّذي يحرص على تحقيق كل هذه المسؤوليات الكبرى.. كإمام للمسلمين.
- ذلك هو محمد سعيد خوجه.. وأكثر مما ذكرت..
- وهذا هو خليفته عبد المقصود خوجه فيما قام به منذ كان في جهاز الإعلام على ما كان عليه في أيام الأستاذ عبد الله بلخير.
- وما دام الحديث عن الصحافة السعودية هو موضوع هذا اللقاء الَّذي أتشرف بالمشاركة فيه، فإنني أقرر - وبكل وضوح وصراحة - بأن الصحافة السعودية لم يكن لها وجود بحقيقة مهمات الصحافة ومواضيعها ومتاعبها وغاياتها إلاَّ في السنوات الأخيرة التي قد لا تتجاوز عشرين عاماً، أو في حدود ذلك الزمن؛ وكل الصحف المرموقة ذات الشأن التي تصدر الآن في حدود هذه الفترة إنما كانت تقدم (مقالات أدبية)، ويؤكد ما ذكرت لقطات نقلتها من دراسات علمية قدمها الدكتور أمين ساعاتي في كتابه: "السياسة الإعلامية في المملكة العربية السعودية".
- إلا ما كان يكتب عن أحداث كبرى وقعت خلال هذه الفترة، وكتب فيها بذاتها وملابساتها؛ فهذه تصلح أن يطلق عليها لقب الصحافة، لأنها لا يمكن أن توضع في جانب المقالات الأدبية.
- وفي الختام أكرر عظيم شكري لتفضلكم عليَّ بهذه الرعاية والمشاعر النبيلة التي أنتم أحق بها وأهلها، وأحمد الله أننا قد بلغنا هذه المرحلة المشهودة من الوعي وملاحقة الأحداث الكبرى التي تكررت من حولنا، ولم تختلط علينا الأمور ولا خرجنا عن الصراط المستقيم الَّذي يكفل لنا السلامة التامة كجيران لبيت الله الحرام، وحراس لأمانة الدين التي تتمثل في مسجد رسوله عليه الصلاة والسلام.
- والسلام عليكم ورحمة الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :876  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 5 من 171
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.