شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( قصيدة الشيخ ضياء الدين الصابوني ))
ثم ألقى الشيخ ضياء الدين الصابوني (شاعر طيبة) هذه القصيدة الشعرية التالية - مشاركةً منه في الاحتفاء بالدكتور أبي غدة - فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم..
- الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على نبيِّه المصطفى؛ وبعد:
إن أردت العلم فاقصد حلبا
فالنجوم الزهر فاقوا الشهبا
إن شيخي طيب من طيب
ينفحُ الطيِّب دوماً طيبا
هذا (أبو غدةٍ) في علمه علَم
فإنَّه مَنْهَلٌ للظامئ السَّغب
هذا (أبو زاهدٍ) إن كنتَ تجهلُه
فما أتى مثلُه في سالف الحِقَب
مَنْ مثلُ (شيخي) في فهمٍ ومعرفةٍ
مَنْ مثلُه في فنونِ العلمِ والأدب؟
فيا رعى اللهُ أيَّاماً بصحبتِه
مـرتْ بنـا كوميضِ البرقِ فـي السحب!
عرفتُه فعرفتُ الفضلَ شيمتَه
علاَّمةُ (الشـام) شيـخُ العلـمِ والكتـب
(أبو حنيفةَ) في رأي وفي جدلٍ
يسمو بهمتِه لأرفع الرُّتَب
يأتيكَ بالرأي جَزْلاً دونما حصَر
ورأيه الصدق ما في ذاكَ من رِيَب
تسمو البلادُ بأبناءٍ جَهَابِذَةٍ (1)
وإنما العلمُ والآدابُ في (حلب)
مدينةُ العلم كمْ باهى الزمانُ بها
مدينة الشعر والفرسان والطرب!
فأين مني (سيف الدين) قائدُها
مَنْ قاومَ الرومَ لم يَضْرَب ولم يُعَب
(ستين) معركةً قدْ خاضها وقضى
على القياصر أهلِ الجوْر والصُّلُب
هذا (عليٌّ) (2) وما أحلى مجالسَه!
وتلكَ دولتُه تزهو على الشُّهب
وذاكَ (أحمدُ) (3) رَبُّ الشعر، نافَسَهُ
(أبو فراس) (4) أميرُ الشعر والحرَب
يشدو فمُ الدهر ألحاناً موقّعةً
(ملاحماً) خطَّها في الساحِ لا الكتب
كَمْ أنجبتْ مـن رجـالٍ كالنجـوم عُـلا
وكم سَمتْ برجالٍ قادة نُجُبْ!
قومٌ إذا غَضِبُوا ضجَّتْ لغضبتهم
جحافلُ الكفـرِ بيـن القَصْـفِ واللَّهـب
شُمُّ العرانين، أبطالٌ جحاجحة
بيضُ الوجـوه كِـرامُ الأصـل والنَّسـب
وتلك (قَلْعتُها) الشَّماءُ ناطقةٌ
شابَ الزمانُ فلـم تَضْعُـفْ ولـم تَشِـب
يفنى الزمانُ ولا تفنى مآثرُها
وليس في أرضِها رِجْلٌ لمغتَصِب
يا أيها (المحتفِي) بالشيخ تكرمةً
هذا الفخارُ، وهذا غايةُ الأرب (4 )
كرمتمُ العلمَ والإخلاصَ في رجل
سما بهمته العلياء للشُهُب (5 )
العالِمُ العاملُ المحمود سيرتُهُ
ربُّ البيانِ، إمامُ الفقهِ والأدب
يجزيكَ ربُّك في تكريم (عالِمنا)
فأنتَ للعلما كالوالِد الحدِب
كرمتَ كلَّ أبيٍّ مخلص عَلَمٍ
مثل (الدواليبي) و(الزرقـا) ذوي النسـب
ثلاثةٌ في سَما (الشهباء) لامعةٌ
مثلَ النجوم تراءتْ دونما حُجُب
قد طاولوا النجمَ لم تَفْتُر عزائمهم
وزاحموا الناسَ في التحصيلِ بالرُّكب
فإن طلبتَ من العلياء منزلةً
فالمجدُ بالعلمِ، ليس المجدُ بالنشب (6 )
العلمُ نورٌ وكمْ من أمةٍ نهضتْ
بعالِم فسمتْ فيه إلى الشُّهُب
إذا رأيتَ عناءاً في مسالِكِه
فسوف تجنِي ثمارَ الجُهْدِ والنَّصَب
الله يَشْهَدُ أني لا أجامِلُه
هي الحقيقةُ، ما في ذاكَ من رِيَب
يقضي الليالي في بحثٍ وفي طلب
محافظاً وقته يأتيكَ بالعجب
الوقتُ أَنفَسُ شيءٍ أنت ذاخِرُه
أغلـى مـن الذهـب (7) الإبريز والنَّشَـب
أجهدتَ نفسَك في العلياء تخطبها
كالشمس ساطعةً في برجها الذهبي
مَحَبَّةٌ (لرسولِ الله) صادقةٌ
إن المحبَّ لخيرِ الخلْقِ لم يَخِب
قد قال (شاعرُنا) (8) ويا لحكمَتِه
بنتُ التجارب والتفكير والدأَبِ (4)
(بَصُرت بالراحةِ الكبرى فلم ترها
تُنالُ إلاَّ على جِسْرٍ من التعب)
والله أسألُ عزَّ المسلمينَ به
فإنَّه أملُ الإِسلام والعَرب
صلى الإلهُ على الهادي وعترتِه
مـا غَنَّتِ الـوُرقُ في رَوْضٍ علـى عَذَب
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :726  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 152 من 155
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج