شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ تركي السديري ))
ثم أعطيت الكلمة للأستاذ تركي السديري - رئيس تحرير جريدة الرياض، الَّذي أفضل وجاء من الرياض ليشارك في هذا التكريم - فقال:
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
- أشكر الأستاذ الكريم عبد المقصود خوجه على هذا الاجتماع الفاضل النبيل، الَّذي ضمنا هذا المساء، والَّذي يتكرر في مناسبات سعيدة.. تخدم العلم، وتخدم الثقافة، وتخدم تكريم المواطنة الصادقة التي تعطي نتائجها الجيدة في مجالات العمل، وفي مجالات المسؤولية.
- كثيرون منكم يعرفون الدكتور رضا عبيد، وهو الرجل الأكاديمي، والرجل العالم في مختلف مجالات العمل الجامعي، أو في كلية العلوم من قبل، أو في المركز الوطني للعلوم والتكنولوجيا، ما سأتحدث عنه - في الحقيقة - هو زمالتي للدكتور رضا عبيد في مرفق ربما لا يعرف بعضنا عن مساهماته فيه، أو لا يعرف حقيقة الحجم الَّذي ساهم الدكتور رضا عبيد في هذا المرفق.. وأعني به الصحافة، منذ فترة وجيزة ربما تابع بعضكم أخبار افتتاح المبنى الجديد لمؤسسة اليمامة الصحفية، وما رافق ذلك من نشر أخبار وتحقيقات عن إمكانيات المؤسسة وتصاعد القدرات فيها، سواء من الناحية المادية - التي تجاوزت أو قاربت مبلغ المائة مليون ريال - أو القدرات البشرية التي - أيضاً - أصبحت تعد بالمئات.
- هذا الإنجاز هو المكسب الأساسي لمؤسسة اليمامة الصحفية أو المكسب الوحيد لها، هذا ليس إلاَّ ثمرة لمرحلة تأسيس عمل بها الدكتور رضا عبيد عضواً إدارياً في مؤسسة اليمامة الصحفية، وشغل - لأكثر من مرة - موقع نائب المدير العام، حضوره لمجلس الإدارة - وأنا قد زاملته في هذه المرحلة لعدة أعوام - وكان حضوراً قوياً يتسم بتبني الأفكار التطويرية، والحوار مع من يعارض هذه الأفكار بكثير من الروح الرياضية، ولم يكن من السهل - أبداً - تطويع مؤسسة صغيرة تعود أعضاؤها على جني بعض الأرباح المحدودة، لكي تبرمج قدراتها الصغيرة، لكي تكون كبيرة فيما بعد، ولكي تحول أهدافها من أهداف تجارية إلى أهداف ثقافية صحفية.
- في تلك الفترة عشنا صراعاً ليس بالسهل من أجل تأكيد: أن المؤسسة الصحفية هي مؤسسة وجدت من أجل خدمة الإعلام والثقافة، وليس من أجل خدمة أي هدف تجاري آخر، حدث خلط في تلك المرحلة بأن بعض مطابع المؤسسة سجلت - في بعض من هذه المؤسسات - على أنها منشآت تجارية تتعامل مع وزارة التجارة أكثر مما تتعامل مع وزارة الإعلام؛ وحدث نتيجة لذلك عملية فصل لمصدر الإمكانية المادية للمؤسسة الصحفية؛ ولعل من حسن الحظ أن يكون معنا الآن الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام في تلك المرحلة، وفيما أعتقد أن المرحلة التي أتحدث عنها - فيما يتعلق بالدكتور رضا عبيد - كانت مرحلة متقدمة، ولكن الدكتور محمد عبده يماني أدرك تلك الفترة وربما في أوج الخلاف على ما هو مصير المطبعة، هل هي عمل تجاري؟ أم هل هي تابع للعمل الصحفي؟
- الدكتور رضا عبيد من الناس الَّذين تحملوا الكثير من الغمز والكثير من التجريح في مناسبات النقاش، فيما كان يحاول هو وعدد من الإخوة الَّذين أرادوا تطوير العمل الصحفي وخدمته، من أمثال الأساتذة عبد الله القرعاوي، محمد بن صالح بن سلطان، محمد العجيان، محمد الحميدي، وعدد آخر.. الحقيقة لا تحضرني كل الأسماء، ولكن كان الدكتور رضا عبيد أكثر حضوراً وأكثر إلحاحاً وإصراراً على أن تكون المؤسسة الصحفية في موضع خدمتها الإعلامية الصحيحة، بعض المؤسسات الصحفية - حينذاك - كانت تتجه إلى العمل التجاري خارج العمل الطباعي، ربما بشراء الأرض، وربما بتعاطي العقار؛ وكان هذا يثير بعض المساهمين في بعض المؤسسات الصحفية عندما يجتمعون في نهاية كل عام أو عامين، فلا يجدون أمامهم إلاَّ الربح ما يسمعون به لدى الآخرين.
- المجموعة التي كانت تنادي بتطوير العمل الصحفي صمدت في تلك الفترة، وكان الدكتور رضا عبيد خير من يناقش وخير من يحاور، وخير من يصر على الموقف الصحيح والسليم من أجل خدمة الكيانات الصحفية؛ وأريد أن أستدرك - هنا - أنه ربما لم يعرف البعض أن مؤسسة اليمامة الصحفية لم تكن تصدر جريدة الرياض فقط - مثل ما هو الحال في بعض المؤسسات، حتى يكون العبء خفيفاً ومقبولاً - فقد كانت تتحمل خسارة مجلة أسبوعية منذ أن أسست، وحتى الآن ما زالت تخسر وهي مجلة اليمامة؛ أيضا جريدة إنكليزية يومية هي الرياض ديلي، أيضاً منذ أسست حتى الآن ما زالت تخسر، ربما لو تم إصدار اليمامة أو الرياض ديلي بمستوى طباعي محدود وبإمكانيات متواضعة، لأمكن لأي منهما أن تربح؛ ولكن كان هناك إصرار على أن تطرح المجلة والجريدة بين يدي القراء وهي بمستوى طباعي مشرف مما أدى إلى ارتفاع التكلفة، مما ضاعف العبء على جريدة الرياض التي كانت المصدر الوحيد للدخل وما زالت؛ ارتفعت - الآن - نسب المحصلة من العمل الصحفي ومن العمل الطباعي، ارتفعت أرقاماً تفوق مئات المرات ما كان يحدث في السابق، ووصلت الأرقام إلى حد ربما لا يتوفر في بعض الشركات المساهمة التي وجدت لممارسة أعمال تجارية، ربما لم تحقق نفس العائد الَّذي أصبح يتحقق الآن؛ وأضافت المجلة إلى عبئها بإصدار المجلة والجريدتين، إصدار كتابها الشهري، إضافةً إلى استكمال جميع إمكاناتها التي كان يجب أن تتوفر في مبناها الجديد.
- هذا الإنجاز الكامل لم يتحقق أبداً؛ لأن مجلس الإدارة منذ أربع سنوات - أو خمس سنوات - فكر في ذلك وإنما تحقق، لأن المؤسسة - ومنذ أكثر من خمسة عشر عاماً - فكرت بهذا البرنامج، وفكرت بأن تصل بالعمل الصحفي إلى هذا المستوى المرموق، وكان الدكتور رضا عبيد من أبرز فرسان تلك المرحلة، ومن خيرة الرجال الَّذين عملوا من أجل الوصول إلى هذه الغاية، وكان - وكما تعرفونه - في مجالات العمل الأكاديمي والإداري هو ذلك النموذج الفاضل النادر التكرار في طيبته، في صدقه، في بساطته، في تواضعه، في قدرته على الإصغاء، وقدرته - أيضاً - على النقاش، وتقبل وجهات نظر الآخرين.
- أشكر لكم إصغاءكم، وأشكر لمضيفنا الكريم إتاحة هذه الفرصة لأتحدث عن زميل كريم وصديق عزيز بعض كلمات لا تفيه حقه، ولكنها بعض مما يستحق؛ وشكراً لكم.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :624  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 131 من 155
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج