شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ محمد مختار الفال ))
ثم تحدث الأستاذ محمد مختار الفال - الكاتب المعروف - فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم..
- في البدء: أؤكد أنني من الداعين إلى أن يكون المتحدث في الاثنينية من الَّذين يملكون أن يضيفوا شيئاً.. ولست من ذلك الفريق، ولكن كرم الأستاذ عبد المقصود خوجه ومودتي، وسنين قريبة قضيتها مع الدكتور حسن ظاظا أملت عليَّ هذا الموقف، وأرجو ألاَّ أكون ضيفاً ثقيلاً.
- أنا من التلاميذ الهاربين من مدرسة الدكتور ظاظا، وسر هروبي ليس قسوة الدكتور ولكن تكاسل التلميذ، باختصار: الدكتور ظاظا فيه جوانب عديدة لا يملك مثلي أن يلخصها ولا أن يحكم عليها، ولكن هناك جوانب اجتماعية نعرفها نحن تلاميذ الدكتور ظاظا الَّذي فتح أبواب منزله في الرياض لاستضافتهم، وهو بالمناسبة من الَّذين يجيدون صنع القهوة، فكنا نهرب من منازلنا لنشرب القهوة عند الدكتور ظاظا ونستمتع بحديثه.
- الدكتور ظاظا متعدد الجوانب ولكن نحن تلاميذ اللغة العربية في ذلك الزمان، أو أنا بالأخص تعلمت منه شيئاً صاحبني إلى هذا اليوم، وهو أن اللغة العربية إحدى علوم الصحة، وينبغي أن نتدبر هذا المعنى وألاَّ نكثر من الحفظ الَّذي لا يستعمل؛ وعلمت من الدكتور ظاظا يوم ذاك أن كتاب سيبويه فيه ألف وخمسون قاعدة، وأن العقل البشري المتوسط لا يستطيع أن يستخدم أكثر من مائتين وخمسين قاعدة؛ ولأنني من أصحاب العقول المتوسطة لم أجهد نفسي في حفظ الألف والخمسين قاعدة.
- تعلمت من الدكتور ظاظا - أيضاً - في منهج دراسة اللغة العربية، أنه كان يبحث لإحياء قاموس اللغة العربية، ويعتقد أن هذا القاموس مقبرة للألفاظ، ولا بد أن تنهض دراسات مكثفة واعية علمية لإحياء هذا القاموس، فكنا نحن نخربش - كما قال أخي وزميلي الدكتور محمد القويفلي، وهو من التلاميذ الَّذين صمدوا في المدرسة وهنيئاً له - كنا نخربش، وكان الدكتور ظاظا يدفعنا لدراسة النصوص لإيجاد الألفاظ التي يمكن أن تظل حية تصاحبنا في هذا العصر؛ وأذكر أنه كان يوجه تلاميذه لدراسة اللغة في بعض أمهات الكتب، وهذه ظاهرة لم تكن موجودة في مناهج الأساتذة الَّذين كانوا يلقنوننا مناهج مختلفة.
- لم يكن الدكتور ظاظا يلقي درساً في الواقع بالنسبة لنا في ذلك الوقت، كنا نخرج من المحاضرة أحياناً ونحن غير محددي الملامح، ماذا يريد أن يقول هذا الأستاذ البحر، ولكن في النهاية اكتشفنا أن زحمه وفيضه العلمي لا يخفي مجرى المنهج العلمي لديه، والدكتور ظاظا يحمل صلابة الكرد وانسياب النيل ورقة السين.
- والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :482  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 122 من 155
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج