شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور محمود حسن زيني ))
ثم أعطيت الكلمة لسعادة الدكتور محمود حسن زيني الأستاذ بقسم اللغة العربية بجامعة أم القرى بمكة المكرمة فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم..
 
- أحمد الله، وأصلّي وأسلّم على خاتم أنبيائه ورسله سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين، وعلى صحابته أجمعين.. أما بعد:
 
- أيها الإخوة: أحيي معكم سعادة أستاذنا الأستاذ الدكتور حسن ظاظا، وأشكر الله - أولاً - ثم أشكر سعادة المستضيف الشيخ عبد المقصود خوجه، الَّذي شرفني بأن أقول كلمة بحق هذا الرائد الكبير؛ وأنتهزها فرصة لأقول: إنني من تلاميذه الأوائل قبل أكثر من ثلاثين سنة، حينما كنت في القاهرة أدرس في كلية الآداب بجامعة القاهرة، وكان مدرساً في كلية الآداب جامعة الإسكندرية.. هذا شيء، ولكني أقول عن هذه الشخصية إنها من الشخصيات الفريدة في تاريخ الجامعات العربية والإِسلامية، وجيل الرواد من هؤلاء العلماء الَّذين نفتقدهم اليوم.. نفتقد كثيراً من أمثال هؤلاء، ولم يبق لنا سوى هذا الدكتور.. الدكتور حسن ظاظا.
 
- جيل الرواد هذا ثقف الثقافة الإِسلامية الحقة، ثم نهل من معين الآداب والعلوم واللغات، وأجاد شيخنا الأستاذ الدكتور حسن ظاظا لغات عدة؛ أجاد العبرية الحديثة إلى جانب معرفته بالعبرية القديمة والسوريانية والآرامية، وتمكنه من لغات أخرى كالفرنسية وغيرها.. وهذا مثل من الأمثلة التي كانت حية في الجامعات المصرية والعربية.
- يذكرني بأستاذي - أيضاً - الدكتور عبد الحليم النجار، كان أستاذاً في النحو مثل الأستاذ الدكتور حسن ظاظا، ولكنه كان علامة في اللغات إلى جانب تمكنه من اللغة العربية، فكلاهما رافد من روافد المعرفة باللغات في ذلك العصر؛ ولم يكن فقط ممن يعرف اللغات فحسب لمجرد المعرفة، بل لقد وظف هذه المعرفة في ما قدم لقراء العربية وللمكتبة العربية الإِسلامية من كتب ومؤلفات وأبحاث، ورحلاته التي رحل فيها شرقاً وغرباً في البلاد العربية والإِسلامية والأوروبية، لأنه تعلم في القاهرة ثم انتقل إلى فلسطين وهناك حصل على درجة الماجستير العالمية في اللغة العبرية، ثم بعد ذلك أراد أن يواصل ولكنه واصل في فرنسا، فأخذ دكتوراة الآداب بمرتبة الشرف الأولى، وانتقل بين البلاد العربية والإِسلامية فلم يترك بلداً إلا وترك بصمات فيه؛ ومؤلفاته التي تركها تحظى باهتمام كبير، لأنه لم يكن ممن يعرف اللغة فقط، ولكن يريد أن يفيد منها.
- ومثله في هذا مثل فريد لا نكاد نجد في الحاضر من يوظف معرفته اللغوية المتعددة في خدمة الآداب.. والعلوم.. والفنون.. والتاريخ، وليس أدل على ذلك مما نلاحظه ونقرؤه في هذا الكشكول؛ والكشكول الأسبوعي الَّذي نتلهف على قراءته في كل أسبوع في جريدة الرياض في أكثر من خمسة عشر عاماً مرت بنا - وهو ليس ممن يحب حشو الكلام وملء الصفحات، ولكنه يفيد على طول هذا المقال الطويل الشيق - إنما هو إضاءات في الآداب وفي الأدب، وجعل من عنوان مقاله هذا الكشكول ليحدثنا وليذكرنا بكشكول قديم في التاريخ الأدبي عند العرب، وهو الكشكول لبهاء الدين العاملي أحد علماء ومؤرخي القرن العاشر الهجري، وإن كان كشكول العاملي يعتبر صفحات في فنون الأدب وعلومه، فإن كشكول الدكتور حسن ظاظا يختلف - تماماً - في فنه، فقد جمع بين القصة والتاريخ والعلوم في هذا الكشكول. ومن يقرأ الكشكول - أسبوعياً - تمتعه هذه الشخصية الفذة التي ملئت بالعلوم والأفكار والآداب، ويمزج السياسة فيها بالآداب والفنون، وبأحاديثه طرافة فيما يكتب في هذا الكشكول؛ ولذلك فإن كتاباته هذه تعتبر من الكتابات الفريدة في مجال القصة التي يكتب فيها مؤلفات.. وإنما ضمنها في هذه الكتابات، كما أشار أخي الدكتور محمد القويفلي.
- على أي حال: أنا ممن يعجب بكتابات دكتورنا الأستاذ حسن ظاظا، ولا أملك في هذه الليلة المباركة، إلاَّ أن أحيي - مع جمهور عروس البحر وأنا قادم من مكة المكرمة - أن أحيي هذا الرائد الكبير في الآداب.. وفي العلوم.. وفي الفنون، ونسأل الله له مزيداً من العمر في الكتابة والتأليف، والدفاع عن العقل العربي، وتعرية العقل اليهودي والشخصية اليهودية التي لم يترك في مؤلف من مؤلفاته إلاَّ وحاول إبرازها حقيرة وعارية عن الحقائق المزيفة التي يزعمها اليهود، وهم كاذبون فيما ألفوا وكتبوا.. أكتفي بهذا، والحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :736  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 121 من 155
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.