شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
صاحب الاثنينية الأديب عبد المقصود خوجه:
بالعقل والقلب يتفاعل الأديب مع القضايا والآمال (1)
ـ زاوية نستضيف خلالها رجال الفكر والأدباء والمثقفين.. ندخل قلوبهم وعقولهم من كل الاتجاهات لمعرفة بواطن وأسرار ساحتنا الثقافية والأدبية..
وضيفنا هذا الأسبوع هو الأديب الشهير والكاتب المعروف صاحب الاثنينية الشهيرة الأستاذ عبد المقصود خوجه.. وبدأت بوصلتنا معه كالتالي:
شمالاً:
ـ قافلة الأدب العربي إلى أين تتجه؟ وفي أي الاتجاهات: تتسامق ـ تتنفس ببطء ـ تصعد ـ تهبط؟
ـ من الصعب أن تشير بوصلة الأدب أو الثقافة أو الفكر أو إلى اتجاه يختلف عن مسار مجموع توجهات الأمة السياسية والاقتصادية والحضارية، ذلك أن بيئة نمو وازدهار هذه العلوم لا تنفك عن مشيمة الواقع الحضاري للأمة.. وبناء عليه فإن الأدب الآن في حالة صعود ولكن بوتيرة بطيئة إذا ما قورنت بالآداب العالمية، والأمل قائم على إحراز تقدُّم أكبر بتحسين وضع الكتاب وسبل نشره بين فئات الشباب الذين يشكلّون عصب هذه النهضة وعمودها الفقري.
جنوباً:
ـ لمن تقرع الطبول استحقاقاً بالصدارة سعودياً.. وعربياً.. في: الشعر ـ الرواية ـ النقد ـ القصة؟
ـ الحمد لله أنني لم أكن يوماً من قارعي الطبول، وحارقي البخور وماسحي الجوخ ومن دار في فلكهم.. ولكن أدلي بدلوي بهدوء شديد، ولا أجد صعوبة في أن أشير إلى علمين بارزين في مجال الشعر والرواية، حيث يتصدر هرم الشعر معالي أستاذنا الكبير السيد العم محمد حسن فقي وفي الوقت عينه يلازمه في هذه الصدارة الأساتذة الكبار معالي الوالد الشيخ عبد الله بلخير ومعالي الشيخ حسين عرب، والشيخ عبد الله بن خميس، والأستاذ حسن قرشي.. بينما تبقى ريادة الرواية في يد الأديب الكبير الأستاذ نجيب محفوظ.. أما مجالي النقد والقصة فالصدارة فيهما متجاذبة بين عدد كبير من الأساتذة الذين نكنُّ لهم كل تقدير ولهم محاولاتهم التي تذكر فتشكر في هذين المجالين الهامين، وبعيداً عن أن نذكر الدكتور عبد الله الغذامي والدكتور حسن الهويمل وغيرهما.
ـ من أي الاتجاهات تريدنا أن ندخل إلى عقلك وقلبك؟
ـ من بين يديّ.. عسى أن أكون من الذين يسعى نورهم بين أيديهم.
شرقاً:
ـ هوية الأديب.. تستقرأ أكثر.. من عقله.. أم من قلبه؟.. ولماذا؟
ـ الأديب الحقيقي يتعامل مع حقائق المجتمع الذي يتناول قضاياه ويلتصق بآماله وآلامه.. وهذه الحقائق لا تقوم إلا على عاملين سويين متساويين هما العقل والقلب.. ولا أعتقد أن استقراء هوية الأديب بطريقة صحيحة ستكون بمعزل عن هاتين الركيزتين أو إن شئت العاملين السويين المتساويين، وإلا فإنها ستكون قراءة عرجاء.
غرباً:
ـ حين نسير عبر كل الاتجاهات في حياتك، ما هي الخطوة: الأصعب ـ الأثقل ـ الأسرع ـ الأجمل.. ولماذا؟
ـ الخطوة الأصعب هي الوصول إلى بناء اسم في عالم العمل ((مهما كانت نوعيته)) لأن البناء يحتاج إلى وقت طويل ومعرفة تامة بالمداخل والمخارج التي تتعامل معها.. أما الأثقل فقد مضت مع اقتلاع نفسي من العمل الحكومي والتوجه إلى العمل الحر، بعد أن مكثت سنوات عديدة في خدمة الدولة مديراً للإدارة العامة للإذاعة والصحافة والنشر.. ولعلّ الخطوة الأسرع هي تطوُّر (( الاثنينية )) وطباعة سلسلة كتبها التي وصلت الآن إلى اثني عشر جزءاً بالإضافة إلى رافدها الأساسي كتاب الاثنينية.
وتأتي الخطوة الأجمل في تربية الأبناء والوصول بهم إلى تحقيق بعض طموحاتهم ليكونوا لبنة في بناء الوطن.
المسألة أكبر من مجرد اهتمام بمعالجة القشور فقط، إذ لا بد من الغوص في الأعماق ومعالجة الداء من جذوره حتى يأتي العلاج ناجعاً وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.
شمال غرب:
ـ بياننا الشتوي أديباً بماذا تعلله؟ وكيف نوقظه؟
ـ أعتقد أن النشاط الأدبي يمكن أن يستمر طوال العام، فمن الضروري مرور فترة إعداد وتقييم ومراجعة واستعداد لمزيد من العطاء وترك مساحة زمنية كافية لتأمل معطيات الساحة الثقافية محلياً وإقليمياً.
جنوب شرق:
ـ كساد تجارة الكتاب.. إلى ماذا ترجعه؟ وكيف نجعلها رائجة من جديد؟
ـ يبدو أن اتجاه ((جنوب شرق)) أصبح مرتبطاً بالكساد، فالعالم كله يضع يده على خدِّه وينظر بحسرة إلى ((جنوب شرق)) آسيا بنموره العظام وأزمتهم الاقتصادية الخانقة التي ألقت مصادفات العالم كله.. وفي هذا الاتجاه أيضاً وضعتم كساد تجارة الكتاب الذي يعود في تقديري إلى خلل تربوي في الأساس، فقد كان الاهتمام واضحاً فيما مضى بموضوع القراءة ضمن النشاط الصفي واللاصفي في المدارس.
الآن اختلف الوضع وأصبح التركيز على ((المدرِّس الخصوصي)) وعلى المذكرات التي يصبُّها الأساتذة في عقول الطلاب، دون حاجة للرجوع إلى الكتاب.. فتلاشت تدريجاً العلاقة بين الطالب والكتاب والمكتبات بصفة عامة ولم يبق في الساحة إلا الكتاب الجامعي وبعض الكتب القليلة.
أما استفساركم عن كيفية عندي إجابة جاهزة لهذا السؤال الهام، لكنها في تصوري مسؤولية مشتركة بين كل شركات ومؤسسات التوزيع والأندية الأدبية والأساتذة روّاد الكتابة في مجتمعنا لتدارس الأمر والخروج بتوصيات عملية مبنية على إحصائيات فعلية ومسح شامل للخروج بالكتاب من مأزقه الحالي.
جنوب غرب:
العولمة.. كيف تنظرون إليها؟
ـ شر لا بد منه.. وصرعة أخذت بتلابيب العالم بعد انتهاء الحرب الباردة، واستحواذ القوة المهيمنة الوحيدة على مقدرات الأرض وشعوبها وبدأت بفرد جبروتها باتفاقية ((الجات)) كأول خطوة نحو ترسيخ الهيمنة، وما خفي أعظم وأعتقد أن على العالم العربي التعامل مع هكذا وضع إلى أن يتيسر له إيجاد آلية لترتيب أوضاعه الداخلية.
سؤال من كل الاتجاهات:
ـ ما بين القضايا والشخوص يكمن التفاعل. وتتمدد الجسور.. في منظوركم ما هي؟ القضية التي ولّت؟ القضية التي ما زالت تشغل فكركم؟ القضية التي تتوقع أن تنفجر في أي لحظة..؟
ومن هو: الأديب الذي افتقدناه؟ الأديب الذي يتوارى باتجاه الظلال؟ الأديب الذي يلتحف هالة من الضوء؟
ـ أعتقد أن قضية الحداثة بكل ما أفرزته من مصطلحات وصراعات قد أصبحت من مخلفات الماضي.. ويشغل فكري قضية الترجمة أخذاً وعطاءً وربطها في الوقت عينه مع تنشيط توزيع الكتاب وفك بعض الأغلال التي تكبِّل حركته وتداوله.. أما القضية التي أتوقع أن تنفجر في أي لحظة فهي مسألة تفرُّغ بعض الأدباء إثراء للساحة.
ـ أما سؤالكم عن الأديب الذي افتقدناه.. فقد افتقدنا في العقدين الأخيرين بالذات معظم الروّاد وفي مقدمتهم أستاذنا الكبير محمد حسين زيدان رحمه الله.. أما معالي أستاذنا الكبير عبد العزيز الرفاعي رحمه الله فقد كان بقيمة وقامة الزمان الذي ملأه إبداعاً، وشغل الناس فكراً وعطاء وخلقاً رفيعاً وتواضعاً جماً.
ـ والأديب الذي يتوارى باتجاه الظلال ـ بالتأكيد ليس واحداً ـ فكل من يبتعد عن هموم الناس ويحلِّق خارج السرب فسيجد نفسه باتجاه الظلال التي سريعاً ما تلفُّه في عتمتها، كما أن الغرور مرض عضال بالنسبة للأدباء يؤدي بهم مثل غيرهم من المبدعين الذين يصابون به إلى نهايات محزنة يذخر بها مستودع التاريخ.
ـ أما الأديب الذي يلتحف هالة من الضوء ـ بالتأكيد ليس واحداً ـ فهو كل من يتعامل مع الكلمة والمجتمع من منطلق الحرص على تشريح قضايا المواطنين وتلمُّس احتياجاتهم ودراسة ما استعصى من مشاكل من منظور أدبي وليس كباحث اجتماعي..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :454  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 33 من 47
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.