الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

عبد المقصود خوجه:

هذا هو مشوار عمري ⁽¹⁾

جدة: مكتب (( الصباحية )) من صالح إدريس

طلبنا من الأستاذ عبد المقصود خوجه أن يتحدث عن مشوار عمره.. فقال لا أريد أن أثقل على القرّاء بسرد (بطولات) أيام زمان كما يفعل الكثيرون. أضاف متعجباً: ما من أحد تسأله عن الماضي إلا ويحكي عن أمجاد وبطولات وتفوّق لا مثيل له وكأن الماضي لم يكن فيه مكان للإخفاق والفشل. أو أن القدامى كانوا جميعاً أبطالاً وليس فيهم من أخفق مرة واحدة..

وأخيراً وافق عبد المقصود خوجه على الإفضاء ببعض ذكريات الطفولة والشباب.

لو عدنا لمرحلة الطفولة.. من هم أصدقاء المرحلة الابتدائية وأين هم الآن؟

ـ قضيت المرحلة الابتدائية وجزءاً من الثانوية في مدارس الفلاح بمكة المكرمة وأصدقاء الطفولة والمرحلة الدراسية الابتدائية كثر ولله الحمد. أذكر منهم على سبيل المثال سعادة الأستاذ السيد أمين عطاس الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي وسعادة الأخ الأستاذ السفير طلعت حمدي سفيرنا في جاكرتا ومعالي الأخ الدكتور فايز بدر مدير عام المؤسسة العامة للموانئ وحسن آل الشيخ وزير المعارف السابق يرحمه الله.. وغيرهم ممن لا يتسع المجال لذكرهم. وقد كان مستوى التفوق ولله الحمد جيداً ولا نريد أن نذكر بطولات.. قد لا تصدق الآن..

ـ من هم روّاد الشقاوة من الأصدقاء؟

ـ لم يكن بيننا روّاد في ((الشقاوة)) ولكن كانت مجموعة متحابة متجانسة ومتآنسة.. وإن كانت الحياة الدراسية لم تخل من كثير من القفشات التي لم أعد أذكرها الآن ومن زملائنا بكر بغدادي مدير فرع وزارة التجارة بالمنطقة الشرقية، رجل فكاهة وظرف.

ـ أقرب الأصدقاء والذين امتدت صداقتهم لكل المراحل الدراسية؟

ـ ارتبطت من خلال دراستي في مدارس الفلاح بالأساتذة الذين سبقت الإشارة إليهم واستمرت علاقتي بهم وبغيرهم إلى حين تخرُّجنا.

ـ اللعبة الرياضية المحببة في المراحل الدراسية الأولى؟

ـ كرة القدم. وكانت هواياتي المطالعة والسباحة وسماع الموسيقى.

ـ عادات طيبة بدأت تتلاشى؟

ـ التواصل والتوادد والمحبة لذاتها.. أي بدون غرض دنيوي، هذه الصفات بدأت للأسف في الانكماش وذلك يرجع إلى سرعة إيقاع الحياة واختلاف نمطها بين جيل وآخر.

ـ الآن متى تحب جدة.. وكيف تستمتع بجدة وأين؟

ـ أحب جدة في كل وقت.. فليس هناك مجال ((لمتى)) أما كيف استمتع بجدة وأين؟ فليس لي إلا أن أستعير قول الشاعر:

وما حب الديار شغفن قلبي

ولكن حب من سكن الديارا

ـ فحبي لجدة ليس قرين العمران والإسفلت لكنه لصيق الوشائج بأهلها الطيبين.. فهم أهل الحب والمودة.

ـ ما هو أجمل ما سمعت عن جدة. شعراً أو نثراً؟

ـ قيل لي في جدة الكثير وهي أهل لذلك ولعلّ ما جاء على لسان شاعرنا الكبير المرحوم عبد القدوس الأنصاري يعطي مثالاً واحداً في هذا المجال إذ أحسن حين قال:

يا عروس البحر ما أنت سوى

مربع طاب بنا روضاً نضيدا

فبشطيك أفانين السنا

تلهم الأوزان تجريها قصيدا

وعلى ثغرك أطياف المنى

رفرفت بالنور في الأفق بنودا

وعذارى الموج تلهو بالنهى

بالصدى الهامس ينساب نشيدا

ورؤى الحسن التي طافت بنا

أتلعت بالسحر والفتنة جيدا

والبشاشات التي قد ضحكت

في الصحاري فأحالتها ورودا

إلى آخر القصيدة الرائعة:

ـ هل ما زلت على صلة بأصدقائك القدامى؟

ـ نعم.. فهم جزء لا يتجزأ من حياتي اليومية.

ـ هل تحب اللحظات التي تبتعد فيها عن الرسميات؟

ـ بكل تأكيد أحب اللحظات التي أبتعد فيها عن الرسميات لأن الرسميات تشكّل حاجزاً مصطنعاً بين المشاعر الإنسانية ولا يتم التواصل وينساب في وجود الرسميات مهما كانت الأوامر التي تربط بين المجتمعين.

ـ هل تفضِّل قيادة السيارة بنفسك وفي أي الأوقات؟

ـ لا أحب قيادة السيارات.. إلا في حالات الضرورة القصوى.

ـ مدينة أعجبتك وتحب السفر إليها؟

ـ أحببت دائماً مكة المكرمة والمدينة المنورة ولا أملّ البقاء فيهما على الإطلاق.

ـ هل تحب شرب القهوة وأي نوع من القهوة ومتى تفضِّل شربها؟

ـ كنت أحب القهوة العربية ولكني توقفت عن شربها الآن إلا في المناسبات.

ـ كلمة أو عبارة تصف فيها عروس البحر جدة؟

ـ يكفي أنها الحورية.. عروس البحر.. ولا عطر بعد عروس.

ـ ماذا تعني لك الصحافة؟

ـ جعلت العالم قرية صغيرة.

ـ ماذا يعني لك الفن؟

ـ وجه الحياة الجميل.

ـ ماذا يعني لك التراث؟

ـ يعني الجذور وكل شيء بدون جذور يذوي ويضمر ويضمحل ويزول.

ـ هل تعتقد أن من الصعوبة الوصول إلى أعماق عبد المقصود خوجه؟

ـ أعماقي كتاب مفتوح لمن يستطيع قراءة المقدمة.

ـ بعض الناس يعرف عبد المقصود خوجه من خلال الاثنينية فما هي الاثنينية؟

ـ الاثنينية باختصار هي حفلات تكريم تقام مساء كل يوم ((اثنين)) خلال موسم معيّن من كل عام. الغرض من هذا التكريم كلمة شكر للروّاد في مختلف مجالات العطاء الإنساني الفكري والأدبي والعلمي.. وهي في الوقت عينه توثيق لهذه المرحلة من حياتنا ونهضتنا الشاملة وملف وثائقي للباحثين في المستقبل عن نوع الحياة الفكرية خلال هذه الفترة. بالإضافة إلى إعطاء ترجمة مختصرة عن حياة الأساتذة الذين يتم تكريمهم.

ـ بعض الناس يعرف عبد المقصود خوجه كرجل المساهمات والتكريم؟

ـ المساهمات مهما كان نوعها وحجمها واجب وطني منوط بكل واحد منا.. أما التكريم فهو عمود الاثنينية الفقري.

ـ اتهام موجَّه للاثنينية.. لماذا لا يكرّم إلا كبار الكتّاب؟

ـ التكريم حق لكل من قدَّم شيئاً يستحق عليه التكريم في أي من مجالات العمل التي سبقت الإشارة إليها.. وفعلاً تم تكريم بعض الشباب أذكر منهم سعادة الأخ المهندس زياد أحمد زيدان وسعادة الأخ الأستاذ عماد الدين أديب وهما من الشباب الذين قدَّموا ما يستحق التكريم. الفرصة متاحة لغيرهم متى ما توافرت القرائن الدالة على عطائهم بما يضيف جديداً إلى الحياة الفكرية والأدبية.