عبد المقصود خوجه:
|
نأمل بصالونات أدبية للمرأة بعيداً عن ((الخناشير))
(1)
! |
|
تحظى الصالونات الأدبية بمكانة رفيعة من بين اهتمامات النخبة من أبناء المجتمع السعودي ويقبل على جلساتها الثرية
((
العامرة
))
كل موهوب ومتذوّق للفنون والآداب. فتقام أسبوعياً منها الأحادية والثالوثية والربوعية ولعلّ من أشهرها الاثنينية التي يرعاها رجل الأعمال والأديب السعودي عبد المقصود خوجه والتي تستضيف عدداً كبيراً من الأدباء والفنانين العرب المتميزين. واللافت أن ساحة الصالونات الأدبية تخلو من العناصر النسائية التي لا تقلّ إبداعاً عن الرجال.
((
سيداتي سادتي
))
طرحت هذا الاستفسار على صاحب الاثنينية فأرجع ذلك إلى طبيعة الصالونات العريقة وكان الحوار.
|
ـ يستضيف صالون الاثنينية الأدبي الأدباء والصحفيين وبعض الشخصيات الاجتماعية لتكريمهم إلا أننا لم نسمع أنكم استضفتم إحدى الأديبات أو الصحافيات العرب لتكريمها هل هذا سيتم قريباً؟
|
كما تعلمون إن للمرأة مكانتها الرفيعة التي كرّمها الإسلام، وهي مكان تقدير كأم وأخت وزوجة. وقد اعتنى بها مجتمعنا وحافظ عليها وصانها من كل سوء، وعملت التقاليد والعادات والأصالة في تناغم مع تلك التعاليم السماوية، وبالتالي أصبح من غير الوارد في الاثنينية إقامة أمسية يؤمها الرجال على شرف إحدى السيدات، وبحمد الله نجد في الصحف والمجلات المتخصصة بالإضافة إلى الفضائيات المختلفة، مجالاً رحباً لاستضافة هؤلاء المبدعات وتسليط الضوء على عطائهن الذي يجد منا كل تقدير. |
أما الاثنينية فلها منهجها وأسلوبها الذي سارت عليه منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، ونرجو أن تكون قد أدت رسالتها على الوجه الأكمل بمشيئة الله، ونأمل أن نرى ((اثنينيات)) للأخوات الفاضلات بعيداً عن ((الخناشير)). |
كيف بدأت حياتك وحققت هذا المستوى من النجاح الذي جعلك بين أهل الطليعة من رجال الأعمال المهتمين بالثقافة والأدب والفكر في العالم العربي؟
|
أشكركم على هذا الإطراء، وإذا كان هناك من نجاح تحقق فيعود فيه الفضل بعد الله سبحانه وتعالى إلى النشأة التي نعمت بها في رحاب بيت علم وأدب، فقد كان والدي رحمه الله من أوائل المثقفين والأدباء الذين تركوا بصمات واضحة في البدايات وأسس المسيرة الثقافية بحكم عمله رئيساً لتحرير جريدة ((أم القرى)) ومديراً لمطبعتها وهي ما كانت تعرف بمطبعة الحكومة آنذاك، وكانت يومئذٍ الجريدة الوحيدة في المملكة، وقد ساهم رحمه الله مع صديقه معالي الوالد الشيخ عبد الله بلخير في وضع وطباعة كتاب ((
وحي الصحراء
)) عام 1350هـ ويرجع إليه كثير من الباحثين والدارسين الآن باعتباره واحداً من الكتب القليلة التي ساهمت في جمع التراث الأدبي لتلك الحقبة، كما كان يقيم حفلاً سنوياً في اليوم الثاني من أيام عيد الأضحى المبارك يعرف باسم ((حفل التعارف)) يحتفي من خلاله بأهم الشخصيات التي تؤدي فريضة الحج كل عام، وهو حفل خطابي لعب دوراً بارزاً في التعريف بأدب المملكة العربية السعودية في وقت لم تكن وسائل الاتصالات على نحو ما نسعد به اليوم. |
هذه باختصار لمحة عن الخلفية التي غذَّت اهتماماتي الأدبية والفنية، وغرست في نفسي بذرة أو ((جينة)) وربما ((فيروس)) حب الأدب. |
ما هي الشروط المطلوبة للنجاح في الأعمال الأدبية؟
|
العمل الأدبي، شأنه شأن أي عمل إبداعي آخر، إذا لم يكن نابعاً من وجدان صادق، ويعبِّر عن معاناة حقيقية فلن يكتب له النجاح في أي حال من الأحوال، وهذا هو سر ((أكسير)) النجاح الذي واكب أعمال العمالقة التي أثبتت وجودها رغم اختلاف مدارسها ومناهجها. |
ماذا حققت باستخدامك الدبلوماسية في تجاربك لخوض حلّ الخلافات بين بعض الأدباء العرب؟
|
في الواقع لم أمارس عملاً دبلوماسياً يكسبني خبرة أوظفها لحلِّ الخلافات التي أشرتم إليها، ولكن إذا كان من توفيق للتقريب بين وجهات النظر، فإن هذا أولاً من الله سبحانه وتعالى كما يعود الفضل فيه للأخوة الزملاء الذين لا يفسد ودُّهم بمجرد تلك الخلافات الطارئة، والتي تكون في مجملها بادرة صحية وعلامة سير في الاتجاه الصحيح. |
هنالك أدباء يستحقون التكريم ومن أمثالهم الكاتب والأديب نجيب محفوظ فلماذا لا يدعى للاثنينية؟
|
لقد سعت الاثنينية وما زالت تسعى دائماً لاستقطاب واستضافة أعلام الثقافة والأدب والفكر في البلاد العربية والإسلامية، ومن بينهم أديبنا الكبير الأستاذ نجيب محفوظ لكن ظروفه الصحية لا تسمح له بالسفر كما تعلمون. وهناك آخرون ضمن قائمة الذين يستحقون التكريم وهي قائمة طويلة ولا نعمل بالأهم والأحق من شخصياتها ولكن بمن تسمح الظروف باستضافتهم ويسعدني أن أسمع منكم من تقترحون تكريمهم من أساتذتنا وروّادنا الأفاضل. |
|