شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حسين سراج.. قيمة ثقافية واجتماعية فقدناها (1)
بقلم: أ.د. حسن بن محمّد سفر
فقدن الأوساط العلمية والثقافية والأدبية عالم أدب من الطراز الأول ومن يشار إليهم بالهامة الأدبية الشامخة حيث غيّب الموت الأديب السعودي الأستاذ حسين عبد الله سراج رحمه الله بعد أن ذوى المرض والعجز والشيخوخة هذا النجم الرائد من أدباء المملكة العربية السعودية فالأدب عند الناس هو الوقار والتحلي بالأخلاق والنطق بجواهر الكلام وفي عرف المتخصصين يوسم الأديب بأنه ذاك المشتغل بالكتابة والتأليف في حقول المعارف من نثر، وشعر، وإجادة لصناعة الكلام تبديعاً وبياناً. وقد نقل شيخنا العلامة المناضل الفقيه الأصولي الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان في كتابه القيم العلماء والأدباء الوارثون الجهاز في القرن الرابع عشر الهجري تعريفاً للأدب قاله معالي الشيخ الشاعر والأديب الكبير الأستاذ أحمد بن إبراهيم الغزاوي هو: (عهدنا بالأدب في مراميه وأهدافه يوم نشأنا أغراراً إلاّ أن نتلمس وسائل بديع الزمان الهمداني ومقامات الحريري، وأساطير أبي زيد الهلالي، وعنترة وسيف بن ذي يزن). ثم يبرز بالشواهد والأمثلة أدباء العصر وفقهاء جمعوا بين الفقه والأدب كانوا من أبرز من أنجبتهم بلاد الحرمين مكة الحبيبة. وما من شك أن طليعة أدباء العصر وفقهاء الأدب الرائد والأستاذ والمربي حسين عبد الله سراج. ويعتبر فقيد الأدب والشعر رمزاً من رموز هذا الوطن فهو من الرعيل الرصيف الذي أثرى الساحة الثقافية والفكرية بقلمه أدباً وشعراً فله من الملاحم الشعرية الشيء الكثير ساهم بالإنتاج الوهبي المتنوّع في شخصيته وعكس ذلك على النهضة الفكرية والأدبية والثقافية في بلادنا، أدركت الأديب رحمه الله في أواخر التسعينيات وعندما كانت رابطة العالم الإسلامي تنظم المحاضرات الموسمية في موسم الحج ويلقيها كبار العلماء والفقهاء والأدباء والمفكرين تحت رعاية وتوجيه وإشراف معالي الأديب والوزير الشيخ محمد سرور الصبان الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي آنذاك وكان الأستاذ حسين سراج من رجالات الرابطة والمحرك المنظم لملتقيات ندوات الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي كون الرجل مفكراً من الطراز الأول وأديباً بارزاً في الساحة الثقافية السعودية وإدارياً ناجحاً من خلال أعماله الإدارية كمدير عام للرابطة عرفته عن قرب عندما كان يشجع الشباب ويوزودنا بالكتب الدينية والثقافية من إدارة الكتب بالرابطة والتي كان يشرف عليها العم الفاضل الشيخ رشيد فارسي رحمه الله وكان هو الآخر من المحبين في الشباب القراءة والتشجيع إلى حضور منتديات وندوات الرابطة والتي كان مقرها في قصر السقاف في المعابدة بجوار إمارة منطقة مكة المكرمة فقد عرف الزائرون للرابطة من كبار الشخصيات الإسلامية العالمية أعلام الرابطة من الرجال منهم الأديب الأستاذ حسين سراج والذي يغلب عليه رحمه الله الهدوء والسكينة والتواضع والسمت الحسن وفرضية شخصية للاحترام والتكريم وأنه من خلال المحطات الذاتية والسيرة الجميلة لهذا الأديب يحسن إجمال الآتي:
أولاً: إن غياب المثال هذا الأديب هو يعني فقدان الساحة الأدبية لمثل هؤلاء الرجال فالواجب تخليد ذكراهم بالترحم عليهم وذكر أعمالهم الوطنية وأعلام حاضرة الأجيال بسوالف الإعلام وحبذا لو قام كلاً من النادي الأدبي في مكة المكرمة ومدينة جدة عروس البحر الأحمر بإقامة ندوة ثقافية إعلامية عن هذا الأديب يشارك في استقراء أعمال الأدباء والشعراء والمثقفين.
ثانياً: قيام وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الثقافة بجميع نثر وشعر وأدب هذا الرائد وطباعته استكمالاً لما بدأ بجمعه والعناية به الأستاذ والأديب الشيخ عبد المقصود خوجه صاحب الاثنينية الشهيرة داخلياً وخارجياً والذي له من الإسهامات البارزة والجمع الشتاتي لما تناثر من ذكريات وتراث وعبق من رائحة عود وعطر الماضي القريب والذي مسحته الذاكرة ونسيت أشياء منه.
ثالثاً: يجب توجيه الجامعات والأكاديميات نحو الاتجاه في دراسة ونقد أعمال هؤلاء الأعلام من الأدباء والمفكرين وتكون في رسائل علمية فيها إحياء لأجيال قدموا لبلادهم الخير والانتاجات الفكرية والثقافية.
فرحم الله هذه الثلة من العلماء والأدباء وإنا لله وإنا إليه راجعون.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :469  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 106 من 107
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.