فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
حسين سراج.. نخلة أخرى تموت واقفة (1) سمير الزهراني ـ جدة اعتبر عدد من المثقفين والمختصين في الأدب السعودي وفاة الأديب الراحل حسين سراج خسارة لرمز مفكر وشاعر من عصر الروّاد الذين لم يبق منهم غير القليل مشيرين إلى أن الفقيد كان من القامات الشعرية التي قفزت نحو الجديد قفزاً في محاولة للبحث عن التجديد في الأدب السعودي عبر نتاج شعري منوّع وغزير، وقال الدكتور محمد عبده يماني: لقد تألمنا جميعاً لوفاة أستاذنا الشاعر والأديب حسين سراج وهو رجل نعتز به من الرعيل الأول الذي ساهم بأدبه وفكره وشعره في النهضة الأدبية التي مرت بها البلاد وكان يتميز بفصاحته وسلامة لغته وروعة تعبيره وموهبته، فيما قال الدكتور عاصم حمدان في حديثه عن الراحل: يعتبر حسين سراج واحداً من آخر جيل الروّاد إن لم يكن آخرهم حقيقة في الكتاب الذي خرج في عام 1355 باسم (وحي الصحراء) الذي قدم له د. حسين هيكل وقام بجمع مادته رائدان هما محمد سعيد عبد المقصود وعبد الله عمر بلخير، ويضيف د. عاصم: نجد أن حسين سراج أحد أولئك الشعراء الذين ضمن إنتاجهم في هذا البيان الجماعي إن صح التعبير للأدباء السعوديين لأنه إذا اعتبرنا خواطر مصرحة الذي صدر عام 1945 أول بيان فردي لأديب سعودي فإن وحي الصحراء يعتبر أول بيان جماعي لأدباء سعوديين وقد ضم عدداً كبيراً من الشعراء السعوديين لم يبق منهم الآن بعد حسين سراج إلاّ معالي السيد حسن كتبي وهو الباقي الوحيد من هذه المجموعة التي ضمنت هذا الإنتاج الذي له الآن أكثر من سبعين عاماً ومما اشتهر به حسين سراج الرواية الشعرية وهو أول من استخدم مصطلح الرواية الشعرية ومن أشهر رواياته الشعرية: (غرام ولادة) و (جميل بثينة) و (الظالم لنفسه) وقد قلد تقليداً أصيلاً بعض الشعراء خصوصاً في غرام ولادة وكان شعر حسين سراج يتسم بالعذوبة والرقة وهذا يعكس أيضاً أن حسين سراج تنقل في بيئات مختلفة فهو عاش في مكة وعاش في الطائف وعاش في الأردن فترة من الزمن ثم رجع وأنا أدركته فترة من الزمن ثم رجع وأنا أدركته عندما كان مديراً عاماً لرابطة العالم الإسلامي في التسعينات هجرية في فترة الأمين العام الشيخ محمد سرور الصبان الذي حاول أن يستفيد من الشخصيات الأدبية والفكرية التي يعرفها فأتى بالشاعر حسين سراج وبعد وفاة الشيخ الصبان رحمه الله أتى الشيخ صالح قزاز واستمر حسين سراج مديراً عاماً للرابطة وعلاوة على أنه شاعر فهو مفكر وأديب وإداري، ساهم في الحركة الأدبية والحقيقة يعتبر إنتاجه الذي جمعه عبد المقصود خوجه مشكوراً في عشرة أجزاء دليلاً على الفترة الزمنية التي عاصر فيها حسين سراج عدداً كبيراً من الأسماء الشعرية واستطاع أيضاً أن يكون موجوداً في الساحة بقوة مدللاً على قوة عارضته وتمكنه من الأدوات الشعرية والأدبية ومدللاً على روحه المتوثبة التي تنطلق منه والتي عمر بها نحو مائة عام.. بموت حسين سراج تفقد الساحة الأدبية علماً من أعلام الشعر والفكر في بلادنا وتفقد رائداً من الروّاد الذين قامت على أكتافهم الحركة الأدبية ولا ننسَ أن جيل العوّاد وشحاته وسرحان والجاسر وحسين سراج هم الذين قامت على أكتافهم النهضة الأدبية ولولا جهودهم لما استطعنا أن نقفز هذه القفزات الكثيرة لأن الفعل الأدبي يبنى بعضه فوق بعض.. عبد الفتاح أبو مدين أشار في عجالة إلى أن الشاعر حسين سراج هو أول أديب وشاعر سعودي يؤلف مسرحية شعرية، فيما قال الدكتور محمود زيني: أسأل الله أن يعوضنا بشاعر مثله فهو شاعر من شعراء المملكة الكبار الذين لهم لمسات ولهم أيادٍ بيضاء على هذا البلد فهو من الروّاد وهذا الشاعر يقترن اسمه بحب الوطن وحب البلاد وحب هه الأمة، شخص متواضع كبير في شعره ولم يكن مقلاً بل كان فحلاً من الفحول وقد أجريت على أدبه رسائل أكاديمية، مما يدل على ثقل وزنه وكان محافظاً على هذه اللغة لغة القرآن وحامياً لها واهتم كثيراً بالثوابت ولم تشغله الاتجاهات الجديدة التي حسنت له التقليد للمدارس الأدبية والنقدية، وظل محافظاً في شعره رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.   [1] المصدر: جريدة المدينة، العدد: 16008، التاريخ: 2/2/1428هـ ـ الموافق: 20/2/2007م.
طباعة تعليق  القراءات :591  التعليقات :0
صفحة 100 من 107

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج