| عبقُ القصيم يضوعُ ملءَ فؤادي |
| حملَ الطيوب إليَّ مِن أجدادي |
| يسري يترجم للقلوب قصائداً |
| رقراقة الكلمات والإنشاد |
| يختالُ في أعطافِها أزكى شذاً |
| من كل روض بالمحاسن نادِ |
| أصغت لها الأيام حين رأيْنَها |
| في الأفق مشرقة الجبينِ تنادي |
| أنا ربَّةُ الحسن البديع ورايتي |
| خفَّاقةٌ تروي شموخَ جهادي |
| سرق الربيع جمالَه من مفرقي |
| واستلهم البسماتِ من أعيادي |
| سجَّلْتُ للتاريخ أروع قصَّةٍ |
| تتلو على سمع السنين جلادي |
| أسرجتُ للعلياء كل فتيلةٍ |
| وقدحْتُ للإخلاص كلَّ زناد |
| وجعلتُ من نور العقيدة لي حمىً |
| ونسجتُ من ألقِ الضُّحى أبرادي |
| مذ قبَّلَتْ صدري جباهٌ حُرَّة |
| والنصر لي مولى يقود جيادي |
| شاخ الزمان ولم أزل شمسَ الضُّحَى |
| وصباي في وجه الجزيرة بادي |
| عبد العزيز أعاد عهد طفولتي |
| فتعلَّقت زهرُ النجوم ودادي |
| أرخى عليَّ من المكارمِ حلَّةً |
| رسمت على هامِ العلى أبعادي |
| لما أطلَّ وضَمَّني بحنانه |
| أسلمتُ في زهوٍ إليه قيادي |
| وحملتُ خلف ركابِه في نشوةٍ |
| عُددي إلى نيل المنى وعتادي |
| وتعانقت عند اللقاء قلوبنا |
| فكأننا كنَّا على ميعاد |
| * * * |
| يا جَنَّةً هذي السهولُ عرائسٌ |
| زُفَّتْ من الأجداد للأحفاد |
| خضر المروط يلوحُ في قسماتها |
| جُهدُ البناةِ وعزَّة الأمجاد |
| في راحتيك قرأت ملحمة النَّدى |
| وسقيت ماء حروفها أولادي |
| وشهدتُ ينبوعَ النَّصيحة دافقاً |
| تزكو به الأرواحُ في الأجساد |
| كم بيننا للصالحات وللتُّقى |
| مهجٌ مقرَّحةُ الشَّغَاف صوادي |
| أنـا يـا قصيم ولدتُ مـن هـذا الثـرى |
| وكتبتِ أنتِ شهادةَ الميلاد |
| فـإذا جحـدتِ فشاهـدي عـدلُ النّهى |
| حسنُ الشمائل منصف الرواد |
| هو ابن بجدتك الَّذي أبصرت في |
| نظراتِهِ فذاً من النُّقاد |
| يغشى ميادين الثقافة فارساً |
| ولـه من الإيمان خير عماد |
| ودليل حُبِّي وانتمائي لهفة |
| تسري من الأحداقِ للأكباد |
| أنَّى اتجهتُ فأنتِ فجر مطامحي |
| أعددت من روض المكارم زادي |
| سأظلُّ أهتفُ والصدَى ملءُ الدُّنا |
| عاشت ضياءاً للحياةِ بلادي |