شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عيون وآذان (1)
جهاد الخازن
هل يستطيع إنسان عمله أن يقرأ ويكتب أن يقرأ كل أسبوع المادة التي تصل إليه من زوايا العالم الأربع؟
هو لا يستطيع مهما حاول، والقارئ الكاتب الناجح هو الذي يختار ما لا يجوز إهماله، ثم يزيد عليه ما تستحسن قراءته إذا بقي عند الواحد منا وقت، أو إذا أرق في الهزيع الأخير من الليل.
تلقيت في أسبوع واحد ستة كتب من الصديق الناشر عبد المقصود خوجه بينها مجلدان جديدان من (( الاثنينية )) و((ديوان الشامي))، الأعمال الكاملة. كما تلقيت كتاب ((الغلو في الدين)) من تأليف عبد الرحمن بن معلا اللويحق، وعكفت على كتب أخرى من إصدار الزميل رياض نجيب الريّس، وهو من أكثر الناشرين نشاطاً، وتصدر عن داره هذه الأيام الكتب الرصينة المعروفة، وكتب حميمة أخرى، ولا يجوز إهمال هذه أو تلك. وتلقيت من ((صحاري برس)) في بودابست كتاباً للبروفسور فريد هاليداي هو ((نهاية الحرب الباردة، والعالم الثالث))، وآخر لنجم والي ((الحرب في حي الطرب)).
وأمامي أيضاً مجموعة ((فصول)) التي صدرت في مناسبة اليوبيل الفضي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ومذكرات هاني الفكيكي ((أوكار الهزيمة)) وهو يستحق القراءة لأن صاحبه، في الصفحات التي انتهيت منها، يعترف بحصته من الذنب.
ثم هناك الكتب الإنكليزية وأكتفي هنا بكتاب البروفسور ادوار سعيد الجديد ((الثقافة والاستعمار)) فهو صعب بقدر ما هو مهم ويحتاج إلى تركيز كبير لفهمه.
وأستطيع أن أقول أن كل ما سبق يدخل في باب ((الكماليات)) لصحافي يعمل كل يوم فأساس قراءته الصحف والمجلات.
ونتصفح الصحف العربية، ثم نعطف على جرائد لندن ومقتطفات من الجرائد الأميركية، ونضيع مع المجلات. فالقارئ يرى عدداً كبيراً منها، إلا أن ثمة عدداً أكبر يوزع بالبريد بعضه ممتاز، إلا أن بعضه غير ذي موضوع.
وبين يديّ من الحصاد الأسبوعي الغث والسمين أكثر من 25 مجلة ونشرة ودورية منها ((الاتحاد))، بإشراف تنظيم أوروبا لحزب الاتحاد الشعبي الكردي في سورية، و((منبر الحرية)) و((صوت العراق)) و((نداء الرافدين)) و((الكلمة)) و((الكوثر)) و((فلسطين المسلمة)) و((طريق الشعب)) و((الوحدوي)) و((الوطن)) (وهي غير الجريدة المعروفة) و((الأمة)) و((الرماح)) و((الأرض)) و((الملف)) و((الوعي)) وغيرها كثير، بعضها لا يريد الواحد منا أن يرى وهو يقرأه.
وأكتب هذه السطور قبل أن أتلقى بريد الصباح، والأسبوع لم ينقض، لذلك أتصور أن تستمر المطبوعات حول طاولتي ترتفع حتى لا أعود أرى الزملاء أو يروني.. وهو مكسب متبادل.
وثمة أسلوب للقراءة السريعة بالإنكليزية لم أسمع عن وجود مثله بالعربية، غير أن القراءة السريعة نفسها ستفشل إزاء كمية المادة المتوفرة، فإذا كان الجاحظ مات تحت الكتب، وكانت نادرة مخطوطة في زمنه، فإن بالإمكان أن يروح الكاتب المحدث ((فعصاً)) تحت الكتب يعد كثيراً.
وربما كان هذا هدف الذين يرسلون الكتب إلينا وربما نجحوا يوماً أو يسبقهم إلى إزهاق الروح شاعر محدث يصرّ علينا أن نقرأ ما يكتب، ونحن نحاول حمله على أن يقرأ ما نكتب. ومشكلتنا معه أننا لا نفهم ما يكتب، وأنه لا يسمع ما نقول.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :455  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 19 من 107
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

سوانح وآراء

[في الأدب والأدباء: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج