شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور أحمد عبد الله اليحيا ))
ثم تحدث الدكتور أحمد عبد الله اليحيا فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم..
- الحمد لله أحمده وأستعينه وأستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، وأصلي وأسلم على المصطفى الحبيب المعلم الأول والأديب المؤدب، الَّذي أدبه ربه فأحسن تأديبه، وبعد:
- فإن لكل مقام مقالاً ولكل موقف هيبة وجلال؛ وما هيبة هذا الموقف وجلاله بما احتشد فيه من أساطين الأدب؛ وأرباب القلم، والنقد، والفكر؛ إن كل هذا لا يمنعني أن أشارك مشاركة بسيطة لم أكن معداً لها ولا مستعداً لها، إذ أخذتني فرحة هذا الاحتفاء بزميلي سعادة الدكتور حسن الهويمل، فامتطيت الركب على عجل؛ ولم أكن مستعداً لهذا الموقف الجليل بحضور هؤلاء الأدباء الأجلاء؛ ولكن هذا لا يمنعني أن أتقدم لأعبر عن شكري وعظيم امتناني وصادق عرفاني، بفضائل سعادة هذا الشيخ عبد المقصود خوجه لما يتيح لي ولكم مثل هذه اللقاءات، وإن كنت قليل المعرفة ضئيل الإنتاج، ولكنني أتسلى بقول الشاعر:
ولما رأيت القوم أدلوا دلاءهم
إلى بحرك الطامي أتيت بجرتي (1)
 
- فإن وفقت، فإن أفعال هذا الرجل المفضال تملي عليَّ وتفيض بكلام لأعبر عن مشاعري، وإن أخذني الحجر والإعياء والحصر فقد حصر من مثل هذه المواقف من هو خير مني، حصر عثمان بن عفان ربيب النبوة، وصاحب قراءة القرآن، ونتاج فطاحلة قريش، كما حصر إمام الأدب واللغة أبو علي القالي، لأن لهذا الموقف هيبة كما قلت وجلالاً، ولكنه يكفي مني أن أعبر عن شكري وامتناني أصالة ونيابة عن زملائي.
 
- أيها السادة الفضلاء: اسمحوا لي في هذه الاثنينية المباركة أن أعبر عن كامل سعادتي وعظيم امتناني للأستاذ الشيخ عبد المقصود خوجه، هذا الرجل الأديب الأريب الَّذي كان في شبابه نبراساً يستضيء منه الأدباء، ساهم بقلمه الفذ بالتربية والتأديب بقلمه وبكلمته الموجهة، ولما منَّ الله (سبحانه وتعالى) عليه باليسر والجدة لم يستعبده المال ولم يتخذه كنزاً يسخر همه لحراسته والإطلال عليه بكرة وعشياً، بل عرف قيمة هذا المال وفائدة فضله، فسخره لخدمة عيال الله في أرض الله، مقتدياً بأجواد العرب الَّذين سجل مفاخرهم كتب العرب الأولين والآخرين، فكانوا نبراساً وسنَّة لكل جواد مفضال ثم تأسى بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما ذمّ جمع المال إلاَّ من قال هكذا وهكذا؛ ثم إنه صلى الله عليه وسلم لما قال: "ذهب أصحاب الدثور بالأجور.." في تمام الحديث قال: "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم".
- إن سعادة الشيخ عبد المقصود أصبحت اثنينيته منهلاً، وجعل المال مطية تسير به إلى المجد، ووسيلة للمثوبة والأجر، ومنهلاً يروي حديقة الأدب والعلم؛ وكلنا يعرف أن الأدب وسائر الفنون والمعارف تنمو في ظل التشجيع والبذل والعطاء، كما قال ابن نباتة: فإن اللُّهاء تفتح اللَّهى.
- أسواق العرب - أيها السادة - في الجاهلية والإِسلام وندوات أسلافنا العظماء، من أمثال الحمدانيين وعضد الدولة والمهلب وابن عباد، خير شاهد على ما للتشجيع من أثر كبير على اللغة والأدب وسائر الفنون، ولقد خلفت لنا تلك الندوات وتلك المجالس العلمية بحراً وفيضاً من مناهل العلم والمعرفة، يستقي منها ويرتادها طلاب العلوم في سائر العصور، وإلى أن تفنى الخلائق؛ كما خلدت لنا أسماء لامعة في التاريخ، شعراء.. كالمتنبي، ونقاداً.. كالحاتمي.. والجرجاني، وكُتَّاباً.. كالخوارزمي.. والهَمداني، وفلاسفة.. كالفارابي.. وغيره..، أيها الفضلاء إن مكارم هذا الشيخ لا أستطيع أن أعددها:
فمكارمٌ عدد النجوم ومنزلٌ
مأوى الكرام ومنزل الأضياف
 
- إن سعادته أدرك قيمة هذه الندوات وأثرها في الأدب والفنون.. ويعرف الفضل ذووه، ووفقه الله إذ سنَّ سنَّة حسنة بتخصيص مثل هذه الليلة من كل أسبوع، يقدم فيها علماً من أعلام الأدب من داخل المملكة وخارجها، يحتفي بشخصه، لتشريف علمه وفنه، وليعقد الصلة والمحبة بين طلاب العلم من رواد هذه الندوة المباركة وهذه الاثنينية المباركة، وبين رجال هذا المنتدى ورواده، ليجعله سبباً في تلاقح الأفكار، وتلاحم الإخاء والمودة، وشد عرى القربى والرحم..، لأن الأدب صلة ونسب كما صور ذلك أبو تمام لصديقه وحبيبه وزميله: علي بن الجهم عندما قال:
إن يختلف ماء الوصال فماؤنا
عذب تحدر من غمام واحد (2)
أو يختلف نسب يؤلف بيننا
نسب أقمناه مقام الوالد
 
- في هذه الاثنينية المباركة جاء دور القصيم، ليحتفي سعادة الشيخ عبد المقصود بالدكتور حسن بن فهد الهويمل، أستاذ الأدب العربي بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود فرع القصيم ببريدة، وهو رئيس لنادي القصيم الأدبي ببريدة.. كما قدمه لنا مقدم هذه الاثنينية، والأستاذ علم غني عن التعريف، وما أنا هنا لأقدمه أو لأشارك في الاحتفاء به، فهو زميلي وعندما أحتفي به إنما أحتفي بنفسي، ولكني - أيضاً - أعرِّف به كأخ وكزميل ورفيق درب - أيضاً - كمفكر من مفكري هذه المملكة الحبيبة، استفدنا منه - في المنطقة - كثيراً كما استفاد منه - ولله الحمد - غيرنا؛ فهو مفكر من مفكري هذه المملكة الحبيبة، وممن أثرى الساحة الأدبية إنتاجاً، وآثاره الأدبية وكتاباته الصحفية والتأليفية منشورة، ومشاركاته في المؤتمرات داخل المملكة وخارجها - أيضاً - معروفة ومسطرة، وهو عضو عامل في كثير من الجمعيات الأدبية ومنها رابطة الأدب الإِسلامي.
- وقد عرف له المحتفي هذا الفضل وأعطاه نصيبه من التكريم، فجزى الله المحتفي عن الأدب والأدباء عامة وعنا خير الجزاء، وأجزل له الأجر والمثوبة إنه سميع عليم؛ ولا يفوتني - أيها السادة - أن أشكر لكم إتاحة هذه الفرصة.. وفرصة اللقاء تشفع لي بنقص القول وسوء التعبير، وها أنذا أعتذر لكم وأشكر لكم استماعكم، وأستعير من المتنبي قوله:
ليت الكواكب تدنو لي فأنظمها
عقود شكر فمـا أرضـى لكـم كلمـي
- والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :839  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 99 من 155
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الثاني: تداعيات الغزو العراقي الغادر: 1990]

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الرابع - النثر - مقالات منوعة في الفكر والمجتمع: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج