شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مع الفجر (1)
عبد الله عمر خياط
في أكثر من مناسبة كتبت مناشداً الأستاذ عبد المقصود خوجه إصدار محتويات أشرطة التسجيل بما تحتوي عليه من مرويات الرواد والمحتفى بهم في الاثنينية.. في كتب أو كتيبات لتبقى وثائق وتاريخاً تطالعه الأجيال القادمة أو الذين لم يسمعوا أو يقرأوا مما كان من حديث أولئك الرواد عن تاريخنا الحديث والقديم حتى من أبناء هذا الجيل، أو الجيل الثابت.. وليكون بذلك عطاء الاثنينية أكثر انتشاراً.. وأوسع تأثيراً وأثراً.. وفي كل مرة كان الصديق الأستاذ عبد المقصود خوجه يؤكد لي اهتمامه بذلك الأمر وأنه فاعل بمشيئة الله.
وفجأة.. أو على حين غرة.. وجدت بين يدي كتاب مطبوع عنوانه: ((مع رجال الفكر والأدب)) وعلى رأس الغلاف الداخلي [اثنينية عبد المقصود خوجه رقم (1)] ثم في الغلاف الذي يليه اسم الذي تولى الإشراف وهو أستاذنا الكبير صالح محمد جمال واسم الذي تولى الإعداد وهو الدكتور محمد ضيف.. وقد ضم الكتاب محصلة تكريم الاثنينية لثلاثة من الرواد هم الأساتذة: أحمد محمد العربي ومحمد حسين زيدان وعبد الله خوجه.
وأخذت الكتاب.. أطالعه.. فإذا بي أمام عمل فاضح يسيء إلى أدبنا.. وإلى الرجال المكرمين.. وإلى من قام بتكريمهم أيضاً.. وهذا ما دفع بي لأن أهب ليلتي بكاملها لقراءة الكتاب وبتمعن وروية حتى أذان الفجر وعندها بكيت ـ أي والله بكيت ـ ألماً لما ارتكب بحق هؤلاء الرواد ومسيرتهم وما رووه من أشعار وتاريخ من أخطاء ليست مطبعية فحسب وإنما إملائية.. وتعبيرية وشروخ في المعاني.. وتكسير في الأوزان الشعرية لعدم سلامة التفريغ.. وبالتالي عدم دقة المراجعة.. أو التصحيح.. وأكاد أقول انعدام المراجعة والتصحيح.. فلو كان شيء من ذلك لما حدث كل ذلك الفحش في النقل. أو الطبع.. فأنا أجزم بأن الأصول سليمة.. والأشعار مستقيمة.. والمعاني واضحة.. في الأشرطة التي تحمل النصوص.. ولكن العيب في التفريغ وما تبع ذلك من نقل.. ومراجعة.. ونصبح أشك في انعدامها أصلاً.
وهذا ما دعاني للاتصال من خارج جدة في اليوم التالي بالصديق الأستاذ عبد المقصود خوجه الذي قال لي من بعد ما سمع مني: هذه ورطة قررنا بعدها الحجر على الكتاب وعدم توزيعه وقد تم الاتفاق مع الأستاذ صلاح المنجد أن يتولى المراجعة. وأن يكون كل إصدار مشتملاً على محتويات عشر اثنينيات ومراجعاً من قبل المحتفى بهم أو المتحدثين كل فيما يخصه.
قلت: يجب أن لا تكتفي أيها الصديق بالحجر على ما بقي من هذا الإصدار لديك.. وإنما لا بد أن تسعى وتطلب من كل من وقعت في يده نسخة من هذا الإصدار إتلافها.. أو إحراقها فذلك أقل ما يجب في حق من قمتم بتكريمهم.. فجاء هذا الإصدار مسيئاً لهم ولتاريخنا.. ولحفلات التكريم التي أقيمت لهم إذ لا يُعقل أن يتم تكريم من يخطئ في الفاعل والمفعول. أو لا يقول كلاماً واضحاً.. أو شعراً سليماً.. وحاشا أن يكون روادنا كذلك.
وأنا بهذه السطور أشارك الأخ عبد المقصود فيما طلبت منه وأرادوا من كل من لديه نسخة من هذا الإصدار إتلافها حتى لا تسئ لواجهتنا ورموزنا أمام التاريخ وأمام الأجيال التي لا تعرف الخلفيات، وتعتبر ما يتضمنه هذا الكتاب حلقة من تاريخنا.. وصورة لعطائنا.. والأمر غير ذلك لما أسلفت. والله من وراء القصد.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :773  التعليقات :0
 

صفحة 1 من 107
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.