شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ـ 6 ـ (1)
من الجوانب الإنسانية لحياة الملك عبد العزيز: (من ص309 إلى ص365)
استهلّ الأستاذ بلخير الموضوع بذكر تمكّنه من رصد الجوانب الإنسانية لمّا سعد بمطلع حياته بالانضمام إلى ديوان جلالته مع أربعة إخوان (2) للعمل في تسجيل أخبار (الحرب العالمية الثانية) وصلتهم القوية به حضراً وسفراً، ثم قيامه بأعمال أخرى في (الشعبة السياسية) بحيث مكّنه عمله من معرفة أخلاق الملك عبد العزيز معرفة تامة، في جميع حالاتها، ووصف تعدد جوانبها وصفاتها وندرتها بين الزعماء والرجال في التاريخ. مبتدئاً بذكر أبرزها وأجلها الإيمان بالله، والتوكل عليه والخشية منه، والعمل المتواصل القوي لذلك، ثم تواضعه وبساطته، وبرّهُ النادر بأبويْه، ممثلاً لبعض أفعاله، وتحدث عن بعض الطرائف المتصلة بالجوانب الإنسانية الأخرى شاهدها، ومنها أن بلخير بعد عرض أوراقه وقراءتها في مجلس الملك، وانتهى ما جرى من مداولة حولها، أمر الملك رئيس البرقيات الشيخ محمد بن دغيثر بكتابة برقية مستعجلة لنائبه في الحجاز الأمير فيصل ـ ساق نصها ـ وفيها بعد ذكر الرجل الذي سيرافقه (عبد الله بلخير، ليصاحبكم في زيارتكم لأميركا مترجماً ومرافقاً). ووصف ما غمره من سرور، حيث علم أن (روزفلت) في ذلك العام 1943، وقد طغى الزحف الألماني والإيطالي على جميع أقطار (أوروبا) وهدد بالوصول لمشارف الشرق الأوسط، فأراد (روزفلت) التعرف على شخصية أقوى حاكم في العالم العربي عبد العزيز آل سعود، فوجّه إليه الدعوة للمجيء إلى (واشنطن) للتعارف، والتباحث بأمر الطوفان المتدفّق من (أوروبا) على الشرق الأوسط، معتذراً من عدم استطاعته ترك القيادة العظمى التي يديرها من (البيت الأبيض). فأجابه الملك عبد العزيز معتذراً بأنه لا يرغب أن يغيب بعيداً عن مجرى الحوادث التي تحيط ببلاده وبالعالم العربي، وسينيب عنه وفداً برئاسة أبنية فيصل وخالد، اللذين سيؤديان المهمة التي يرغب الرئيس (روزفلت) بحثها، وسيحملان إليه وجهة نظر والدهما في تطور الحرب ونتائجها، ويستمعان منه ما سيفضي به إليهما لحمله إلى الملك عبد العزيز.
تولت (السفارة الأميركية في جدة) بالتنسيق مع (وزارة الخارجية السعودية) وضع برنامج الوفد، الذي سيكون من أعضائه الشيخ حافظ وهبه ـ الوزير المفوض للملك عبد العزيز في (لندن) والشيخ إبراهيم السليمان رئيس ديوان الأمير فيصل، وعبد الله بلخير المترجم والموظف في (الشعبة السياسية) بديوان الملك عبد العزيز.
توسّع بلخير في وصف ما يتعلّق بالرحلة (3) منذ البدء في مقدّماتها، وما جرى خلالها ثم نتائجها وتطرّق خلال ذلك لموضوعات متشعّبة، وسأكتفي بأهم ما ورد فيها:
بعد الوصول إلى مدينة (ميامي) في (الولايات المتحدة الأميركية) كان أول استقبال رسمي للوفد، فأقيمت الحفلات بين كبار موظفي الولاية وبين الوفد. واتّخذ الأستاذ بلخير حين أصبح في ولاية (فلوريدا) مجالاً واسعاً للحديث عن نظريات المؤرخين حول اكتشاف العالم الجديد، مستطرداً لذكر جزيرة (منهاتن) وتاريخها، وعن الحديث عن القانون السياسي للولايات المتحدة وظهور (أميركا) على الدنيا بأسرها، في زخم جبار متطور، يعمر ويبني، ويشيّد، لا يقف أمامه شيء، بل قضى على الملايين ممن سبقه للحياة على تلك القارة من (الهنود الحمر) التي اكتسحها الطوفان حتى تغلّب الجنس الأبيض من مهاجري (أوروبا) على ذلك الفردوس الجديد،وكان شعار الفتح والاحتلال والهجرة هو (الغاية تبرر الوسيلة).
وخلص من ذلك ليقول: إننا نعطي الشعب الأميركي حقّه من الإعجاب به، والإكبار لنهضته، مؤجلين محاسبته على السياسة التي يرسمها وينتهجها قادته اليوم، بما فيها من جبروت وغطرسة، وظلم للشعوب الصغيرة، مما يدفعنا نحن العرب أن نقول للسياسة الأميركية اليوم: إنها سياسة لا يرضى بها صديق لذلك الشعب الطيب، فآخر ما يملأ أسماعنا الغارة على جزء من بلادنا العربية (ليبيا)، أما سحق العرب في (فلسطين) وإذلال الأمة العربية بأسرها في كل مكان فهو شيء مخيف في عواقبه ونتائجه.
وأضاف: هذا الخروج عما كنا فيه دعا إليه الاستطراد في ذكر الحقائق عن تاريخ (أميركا) وتطورها إلى ما وصلت إليه، كأنني أقارن به بين مشاعري يوم عرفت (أميركا) في عام 1943، وزيارتي لها ودهشتي لما سمعت ورأيت، مع الصداقات القوية بكبار القوم.
أما جمهور الشعب ممن سمعنا ورأينا، فقد كان مثالاُ للطيبة والسماحة والشعور الإنساني، وهولا يزال كذلك برغم قوى الصهيونية التي تستغل تلك الصفات العفوية، واكتفاءه بذاته ومعرفة بلاده، والاقتصار في ذلك على معرفة ما وراء المحيط من زوايا الأرض، إلاّ (إسرائيل) فما تحت نجوم العلم الأميركي غيرها، قرروا وصمموا على ألا يسمعوا ولا يعرفوا شيئاً عما أحاط بها وجاورها، والعرب هم المؤاخذون على دوام الحال (ومن يَهُنْ يَسْهل الهوان عليه).
ثم تحدّث عن بصيرة الملك فيصل ـ رحمه الله ـ فمع أن تلك الزيارة لأمريكا كانت أول ما شاهد ورأى في العالم الجديد، فإنه كان على بصيرة تامة بما سمع ورأى، لأنه يقرأ كثيراً، ويتولّى الشؤون الخارجية قبل الزيارة، عرف بها السياسة والسياسيين الشرقيين والغربيين. وتوسّع في الحديث عن فيصل ـ رحمه الله ـ بعد أن أصبح ملكاً، ووصف ما قوبل به الوفد من حفاوة، وعاد ليتحدّث عن خواطره من عام 1943م مستهلاً الحديث عن غفلة العرب عن (وعد بلفور) وأنهم ما كانوا يظنون بأن الشعب الأميركي الصديق سيحدث منه ذلك الانحياز التام والمسلح نحو كل من عادى العرب، وعاد للحديث عن وصف فيصل ـ رحمه الله ـ وأنه كان على معرفة تامة للحياة الغربية والشرقية، وبعظماء الرجال ممن ساهم، لهذا لم تأخذه روعة الحفاوة في (البيت الأبيض)، ثم وصف الأحاديث بين الرئيس وبين ضيفية على المائدة بأنها مرحة وودية، ووصف ما تحويه مكاتيب (وزارة الخارجية الأميركية) وإضبارات (البيت الأبيض) من ألوف التقارير السرية والرسمية من الأميركيين المنتشرين في الشرق الأوسط، واستطرد في الحديث عن الحرب العالمية وعن قادتها، وعن تطلع (روزفلت) للتعارف بينه وبين الملك عبد العزيز، للتقارب والتعارف والصداقة، فقد تجمّعت لديه معلومات عنه وعن المسلمين في القارات السبع، وأنهم يتجهون كل يوم وليلة خمس مرات إلى (مكة) التي يتشرّف ابن سعود بخدمتها والنسبة إليها، وقد تجلّت صورة سيد الجزيرة في ذهن (روزفلت) ممن لاقوه وزاروه واعجبوا به، مما أفضى إلى قيام تعاون اقتصادي وسياسي في مجال (البترول) الذي اكتشف في السعودية بعد مفاوضات متوالية وجهود، بذل فيها الطرفان تعباً في التمهيد لها، حتى تمّ إنشاء (شركة التعدين) بمساعدة المستر (توتشل) المبعوث لهذه الغاية من صديق الملك عبد العزيز وهو (تشارلز ريتشارد كرين) الذي كلّفه الرئيس (ولسون) في عام 1916م بالقيام برحلة إلى سوريا ولبنان وفلسطين، يتلمّس خلالها آراء سكانها في الحكم الذي يرغبونه، ثم ذكر فشل (كرين) في مهمة السلام، لأن بريطانيا وفرنسا لا تريدان السلام بل الاحتلال، فانتهز فرصة تعارفه بزعماء العرب، فكان في التقارير التي رفعها عن تلك الزيارة صورة مشرقة للملك عبد العزيز وتنويها بالملك فيصل وتعريفاً بهما.
وأضاف إلى هذا: زيارة الريحاني في تلك الحقبة وهو لبناني الأصل أميركي الثقافة والجنسية، فتنقل في العالم العربي والجزيرة العربية، وتعرف على ملوكها وحكامها، وألف عن (العراق) وألقى عن الملك عبد العزيز عدداً من المحاضرات في (أميركا) وتوالت بعد ذلك زيارات شخصيات أميركية للملك عبد العزيز، نثرت أضواء على البلاد العربية وعلى الملك، بينهم الكاتب العربي المشهور (جورج أنطنيوس) بمؤلّفه ((اليقظة العربية)) الذي ألفه بتشجيع من المستر (كراين)، وسمى آخرين ممن اجتمع بالملك عبد العزيز من الأميركيين، وعقب هذا بالقول: بأن العلاقات بين البلدين تطوّرت وشارك فيها فيصل مع والده في بدايتها، إلى أن استقرت واستوت، مشيراً إلى صدور المرسوم الملكي بإعطاء امتياز استخراج الزيت سنة 1933، فقفزت البلاد السعودية إلى قمّة مجدها، بما أفاء الله به عليها من خير يرجع إلى توفيق الله لذلك المؤسس لهذا الكيان، ومن بعده لخلفائه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد، يُطورونها من الحسن إلى الأحسن. وعرج للتعريف بالشريك الآخر يعني (روزفلت) فقال: بأنه عنده مصادر كثيرة عنه، كتبها كثيرون ومن بينهم الدكتور فؤاد صروف، الذي وصف صداقته له، وإهدائه كتابه إبان الحرب، واستطرد إلى ذكر نسب (روزفلت) الذي قيل بأنه من أصل يهودي، وأنه عندما سُئل عن ذلك، أجاب بغموض: أجدادي نزحوا من هولندا إلى أميركا منذ ثلاث مئة سنة، وكانوا مواطنين صالحين، ولا يهمني إن كانوا يهوداً أو بروتستانت أو كاثوليك.
وأنهى حديثه عن الرحلة بإيراد نص المرسوم رقم (1135) بإعطاء امتياز استخراج البترول، وذلك بالتصديق على الاتفاقية الموقع عليها في (جدة) في 4 صفر عام 1352 بين وزير المالية وبين المستر (هاملتون) ممثل شركة (زيت استندرد) في ولاية (كاليفورنيا) الأميركية، موقع بأمر الملك عبد العزيز نائبه فيصل.
ماذا قال العالم لروزفلت عن ابن سعود؟ لماذا أوفد مبعوثاً ليقابله في حُزْوى؟ (من ص365 إلى ص399)
مهّد الأستاذ للحديث عن هذا باتجاه الحلفاء أثناء (الحرب العالمية الثانية) للبقعة الشاسعة بين الشرق والغرب، المسمّى بالعالم العربي لتحريرها من جيوش (المحور) وحلفائه ثم بسط السيطرة المسلّحة عليه، باستثناء المملكة العربية السعودية، التي أظهرها الله على يد موحدها ومنشئها، وجعل لها مكانة دولية لا عهد لها بها، فأصبح يُحْسَب لها حساب سياسي واقتصادي، تعرف دول العالم مداه، وما سيكون عليه، ووصف (بريطانيا) بأنها كانت ذات الحول والطول في الشرق الأوسط على مدى قرن من الزمان إلاّ أن العملاق الأميركي الجديد قد ظهر للعالم كله في وثبته الجبارة، وذلك بخروج الرئيس السابق (ولسون) ببلاده عن الحياد ودخول (الحرب العالمية الأولى) لينتشل (أوروبا) الغربية من كبوتها، متحالفاً مع (فرنسا) و(بريطانيا) ولكنهما قلبا له ظهر المجَن، بعد إعلان الهدنة واندحار (ألمانيا) فاستولتا على مخلفاتها ومخلفات حلفائها، متجاهلة (أميركا) التي كانت تطمع أن يكون لها نصيب في تلك التركة، فأرضوها بما بيته بعضهم مع بعض وهو إبراز حلم الصهيونية بإنشاء (دولة إسرائيل) لأن فلسطين كانت قد وقعت بين براثن الاستعمار البريطاني، فكان وعد (بلفور) المشؤوم. وأشار إلى بعض نتائج تلك الحرب.
ما تقدّم مقدمة أراد منها الأستاذ تصوير الواقع الأميركي يوم زَجّ (روزفلت) ببلاده في (الحرب العالمية الثانية) منتقماً من الواقع الذي وده سلفه (ولسون) في عام 1918 فغامر (روزفلت) والتجأ إلى الصداقات مع من يستحق الصداقة، لما لبلاده من المقدرات التي ستعينه على بسط نفوذه، ومن هنا كان ابن سعود صديقه الجديد المنتظر، ولقد عرف الملك عبد العزيز حكم ومبادئ (هتلر) و(موسوليني)، مشيراً إلى بعض حوادث أثناء الخلاف بين السعودية واليمن، وكان مدركاً لجميع المحاولات الاستعمارية، على يقظة وحذر مما يدور حوله، وعرف الأميركان أنه قادر على حكم بلاده، على حيادها وسلامتها، وأنه أهل للاعتماد عليه في تقليص النفوذ الأوروبي المحيط بالجزيرة، وهذا ما لا يجهله (البيت الأبيض) الذي كان يتلقّى التقارير من الأميركيين، ومن أبرزهم الوزير المفوّض في كل من (القاهرة) ثم في (جدة) (الكسندر كيرك) الذي حمل رسائل متبادلة من (روزفلت) إلى الملك عبد العزيز في عام 1943م، فقنع (روزفلت) بأن مساعدة الملك عبد العزيز إبّان الحرب هي في مصلحة أميركا ووصل المستر (كيرك) فبلغه أن الملك عبد العزيز يقضي إجازة في (روضة حُزْوَى) في أطراف (الدهناء) فأتى إلى تلك الروضة، واستقبل كلاً من وزير المالية الشيخ عبد الله السليمان والشيخ يوسف ياسين وكيل الخارجية والأستاذ رشدي ملحس وعبد الله بلخير، وحل الوفد الأميركي في خيام الضيافة، وكان يصحب (كيرك) العالم الأديب الدكتور فؤاد صروف، الذي جرى بينه وبين الأستاذ بلخير صداقة وحديث في الأدب، إذ كان الأستاذ صروف يتحدّث من (الإذاعة المصرية) أحاديث في نهاية كل شهر من ذلك العام عن الشاعر ذي الرُّمَّة، فأخبره بلخير بأنه يعيش الآن بين منازل ذلك الشاعر، فكانت صداقة بين الأديبين.
ثم وصف الأستاذ مقابلة (كيرك) للملك عبد العزيز الذي سأله بعد الترحيب به عن الصديق الرئيس (روزفلت)، وأديرت القهوة، وكان مما قال (كيرك) للملك: إنني مخوّل من رئيس الولايات المتحدة الأميركية كتابة بأن استمع إلى طلبك أن يشمل القانون الذي سنّة الرئيس (روزفلت) وسماه (قانون الإعارة والتأجير) المملكة العربية السعودية، وهو القانون الذي أقرّه مجلس (الكونغرس) وجعله لعون ومساعدة كل بلاد أو دولة يتخذ (الكونغرس) حولها قراراً بأن في سلامتها سلامة الولايات المتحدة.
فلما انتهى من تلاوة الجمل المكتوبة قال جلالة الملك ـ رحمه الله ـ: (نعم إني أقبل هذا العرض بالشكر والتقدير، وأرجو من ممثله أن ينقل عني هذا القبول، مقروناً بالتقدير والشكر والاحترام لفخامة الرئيس ولشعبه العظيم).
وبعد مصافحة (كيرك) للملك عبد العزيز قال: لقد أصبحت المملكة من هذه اللحظة مشمولة بهذا القانون، وسنبدأ فوراً المساعدات التي تطلبونها والتي يسرني أن أتلقاها من الجانب السعودي على اختلاف أنواعها، ونادى الملك الشيخ عبد الله السليمان، وقال لي: قل للوزير إن عبد الله السليمان وزير ماليتنا وهو المسؤول عن جميع ما ينص عليه هذا القانون، وسيجتمع بكم من الآن فصاعداً ليزوّدكم بطلباتنا.
واستفاد الأستاذ بلخير ذكر الدكتور صروف فقال: ومرت الأعوام وأصبحنا في عام 1975م وأصبح الدكتور عضواً بارزاً في رئاسة (الجامعة الأميركية) بعد تركه المقام بالقاهرة وانتهاء عمله في مجلة ((المختار)) وغيرها، وكنت أنا قد تقاعدت منذ سنوات وسكنت نحو عشرة أعوام في (بيروت) فكنت أزور الدكتور صروف ويزورني، ودعانا مرة للعشاء صديق الطرفين عيسى خليل صباغ، المشرف يومئذ على إدارة (مكتب المعلومات الأمريكي) في (رأس بيروت) وكنت أزوره وأجتمع به، فدعانا ودعا الدكتور مَتَّى عقراوي والدكتور ماجد فخري، ونعمنا في ضيافته بمنزله في محلة (الرملة البيضاء) على البحر، واسترسل في ذكرياته مع الدكتور صروف متحدثاً في سبب دعوة (كيرك) لصَرُّوف، ليكون مترجماً ومرافقاً له في رحلته عام 1943م، فأخبره بأنه عندما قدم المملكة في المرة الأولى لتقديم أوراقه وزيراً مفوضاً (لأميركا) إضافة إلى قيامه بمثل ذلك في (القاهرة) اختار الشيخ يوسف ياسين صديقه وصديقنا خير الدين الزركلي ليتولّى الترجمة بين الملك عبد العزيز وبين الوزير الجديد (كيرك)، وأثناء الاجتماع بالملك اتضح أن خير الدين لا يعرف إلا الفرنسية و(كيرك) لا يعرفها فبهت الشيخ يوسف بالموقف المربك، فحل الملك هذه المشكلة كعادته وهو يقول للشيخ يوسف: أطلبوا عبد الله بلخير، فوثبت مهرولاً ولم أكد أقف بين يدي الملك حتى لاحظت الصمت مخيماً على الجميع. ثم أومأ إليّ بالجلوس. قال: فجلست وجعل الملك يداعب الشيخ يوسف بأن الحق كله كان عليه وحده، وكان الأميركي قد عرف ما دار حوله، ولهذا تذكر عندما عاد إلى عمله في (القاهرة) فرأى أن يصحب معه مترجماً خاصاً هو الدكتور صروف.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :480  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 75 من 142
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج