شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ـ 3 ـ (1)
الزعيم الاقتصادي طلعت حرب: (من ص95 إلى ص102)
حديث عن الأسباب السرية لزيارته الخاصة،ولقائه الملك عبد العزيز، بعد وقوع جفوة بعد (حادثة المحمل) بينه وبين الملك فؤاد ملك مصر، فعمل الملك عبد العزيز سراً وعلناً أن يزيل من ذهن فؤاد ما يساوره من جراء تلك الحادثة، للاعتراف بالوضع الجديد في (الحرمين الشريفين)، فأصرّ على عدم إنشاء علاقة سياسية بين البلدين، مع ما بذله الملك عبد العزيز من الوسائل لإصلاح ذات البين، ومرت الأعوام فرأت الحكومة المصرية ـ لإنشاء جَوٍّ وُدّي ـ الإيعاز للاقتصادي المشهور طلعت حرب باشا أن يزور المملكة وأن يجتمع بملكها وحكومتها.
ثم وصْفٌ لرحلة طلعت حرب بالطائرة من (القاهرة) إلى (الطور)، ثم (ينبع) أو (رابغ)، فـ (جدة)، وكان الطيران في أول عهده.
وأضيف: مرّ طلعت حرب بـ (ينبع) على طائرتين اثنتين لا واحدة، إحداهما يقودها الطيار المصري المشهور محمد صدقي، وفيها أحمد يكن باشا رئيس (الشركات المصرية الاقتصادية) ومن أخوال الأسرة المالكة في مصر، وكان طلعت حرب يقدّمه عليه، فاستقبلهما أمير ينبع حمد بن عبد العزيز بن عيسى ـ رحمه الله ـ وأقيم لهما حفل استقبال ألقى فيه الأستاذ ياسين الجداوي ـ وكيل (البواخر الخديوية) في (ينبع) كلمة ترحيب، أعقبته بأخرى، فقد كنت أعمل في (مدرسة ينبع) ، وركبت في إحدى الطائرتين إلى ( جدّة).
واستمر الأستاذ بلخير في وصف الاحتفال المقام في (مكة) من قبل الشيخ عبد الله السليمان ـ رحمه الله ـ وأنه ألقى فيه ـ بدون علم المحتفي ـ قصيدة تطرق فيها لاستنكار الجفاء، وقطع العلاقات بين البلدين، مع ما بين الشعبين السعودي والمصري من مودة ووفاء وإخاء، ورغبة شديدة للتواصل والتقارب وأورد عشرة أبيات منها. جاء فيها:
لو مشت (مصر) نحو (مكة) شبرا
لمشت (مكة) إلى (مصر) ميلا
وإذا ما (الحبيب) أسرف في الهجر
فقل (للمحب) صبراً جميلاً
وقال: (وذهل الوفد، وذهل المضيف بأن يتعرّض شاب صغير متحمّس في الحفل لهذا العتاب) ووصف ما أحدثته القصيدة من صدى واسع، إذ لم يكن يعلم إلاّ القليلون أن الغرض من إيفاد البعثة جس النبض لإعادة العلاقات.
صورة حية لأداء الملك عبد العزيز العمرة عام 1945 (2) (من ص103 إلى ص117)
لهذا الفصل مقدّمة طويلة عن وصف الملك عبد العزيز سنة 1345 حين شاهده الأستاذ (وهو صبي صغير ولكنه يفقه ويعي) متجهاً إلى الكعبة للطواف، واستمر في الوصف وأن تلك الصور التي شاهدها تتكرر كل عام، أثناء الحج حيث يتمكّن الناس من مشاهداتها، أما المشاهير من رؤساء الحجاج وغيرهم فالملك يخصص لهم أوقاتاً معيّنة لمقابلتهم، وصور الأستاذ مشاعر الشباب أمثاله أثناء مشاهدة تلك الصور تصويراً شعرياً. ثم انتقل لوصف الحفلات التي تقام في المناسبات الرسمية في القصر الملكي حيث يلتقي بعض الشعراء بالملك، وسمّى منهم زميله وصديقه الشاعر الكبير أحمد إبراهيم الغزاوي، وعلي أحمد باكثير، ومحمد محمود الزبيري، وذكر أنه كان يشارك فيلقي بين يدي الملك محاولاته الأولى في الشعر.
وخلص من هذا ليذكر اختيار الملك عبد العزيز له موظفاً في ديوانه، وأن يسند إليه في بداية عمله (3) 1361 هـ (1942م) القيام بتتبع وتسجيل جميع الإذاعات الصادرة من العواصم العربية والعواصم الغربية، مع بعض زملائه: محمد عبد العزيز ماجد، وعلي بن عبد العزيز النفيسي، وأحمد عبد الجبار، وعبد الله بن عبد المحسن البسام، وعبد العزيز بن إبراهيم المعمر، وعبد الله بن سلطان (4) .
وبعد أن بيّن الجانب الذي كلف بالقيام به وأنه تسجيل الإذاعات العربية من إذاعات (المحور) كل صباح وعصر ومساء واسترسل في ذكر الإذاعات في تلك الفترة.
وكان الانتقال من هذا الموضوع ـ دون تمهيد ـ إلى (5) (الأثر الذي تركه مجيء البعثة الكشفية العراقية إلى الرياض ومكة والمدينة من روح عربية وإسلامية زاخرة).
فذكر أنه قرأ وهو طالب بـ (الكلية الثانوية العامة) من (الجامعة الأميركية) في (بيروت) عن عزم (البعثة الكشفية السورية) القيام بأداء فريضة الحج، فسر بهذا النبأ، وقرّر السفر إلى (دمشق) للترحيب بها باسم (الشباب السعودي) ووصف حسن استقبالهم له، وكتابته للأستاذ محمد سعيد عبد المقصود، والشيخ محمد سرور الصبان، مُعرفاً بها، وأنها ستكون في ضيافة الملك كما كانت (البعثة العراقية).
سبق أن ذكر الأستاذ بلخير (6) أنه من المنتسبين إلى (جمعية العروة الوثقى) التي كان الأستاذ قسطنطين زريق رائداً من رواد الشباب بالجامعة ومستشاراً لها، فكان من بين أهدافها التعاون على كل ما يرفع شأن العروبة والتعريف بها.
ثم وصف الحفاوة البالغة التي قوبلت بها البعثة السورية، فذهب لمقابلتها والترحيب بها، فحدثوه بما لقوا من الشباب في (مكة) من حسن الاستقبال ونشروا عن ذلك فيما كتبوه في صحف الشام.
شباب العرب في ضيافة ملك العراق: (من ص119 إلى ص163)
وخلص من ذكر الحديث عن البعثتين الكشفيتين مشيراً إلى أن الاستطراد يقتضي منه، وقد شارك بما ذكر في أمر البعثتين أن يذكر بعثة جامعية ثالثة كان من بين أعضائها إلى قطر عربي عزيز وهو (العراق)، وتحدّث عن (جمعية العروة الوثقى) بأن (الجامعة الأميركية) أنشأت في سنة 1935م جمعية عربية قومية أدبية تسمى (جمعية العروة الوثقى) لتَسْتَقْطبَ الطلاب العرب من مختلف أقطارهم العربية، ليجدوا مجالاً واسعاً للتَمرين على إنشاء المحافل والجمعيات التي تنمي عقيدتهم العربية والقومية في ذلك الوقت، حين خرجت الأقطار العربية من الحرب العالمية الأولى متحررة من النفوذ الإسلامي العثماني إلى النفوذ الاستعماري الفرنسي في سورية ولبنان والمغرب، والنفوذ الإنجليزي في العراق ومصر وجنوب الجزيرة وفلسطين، والنفوذ الإيطالي في ليبيا، وكانت القومية العربية والدعوة إليها قد نمت وظهرت منذ أوائل القرن العشرين الميلادي في أواخر سني الحكم العثماني، حين انبثقت في دول البلقان التي كانت تحت نفوذه قوميات تلك الشعوب العديدة، فلقيت القومية أرضاً خصبة في تلك الشعوب، وعمل الغرب إلى إثارة القومية بين الأقليات التي تتألف منها الدولة العثمانية نفسها، فأثارت النعرة والقومية (الطورانيّة) بين شباب الشعب التركي، المتطلّع إلى حياة غربية، مما دفعه للتمرد على الإسلام الذي كان دين الدولة، وعرش خلافتها، لتنشأ دولة تركية عنصرية، تقوم على قومية لا دينية، وقامت الأقلية الكردية أيضاً تبحث عن قومية تشابه قومية تركيا، وجاء دور العرب فتحرّكوا كما تحرّك غيرهم، واسترسل في هذا مشيراً إلى قيام الثورة في الحجاز، إلى أن خلص للقول: تم كل شيء في العالم العربي وفق ما اتفقت عليه الدول العظمى، وأصبحت البلاد العربية تحت الاستعمار الغربي، وأُعْلن (وعد بلفور) في هذه الأعاصير. وفي هذه المفاجآت التي لم يحلم بها العرب، ولم يعلموا، فهبّ شبابهم للقيام بدورهم في (سورية) و(لبنان) و(فلسطين) و(الأردن)، وأفسحت (الجامعة الأميركية) للمتحمسين من طلابها بأن تكون لهم ندوة عربية يلتحقون بها وينتمون إليها، وهكذا قامت (جمعية العروة الوثقى) ليلتحق بها من يشاء من طلاب الجامعة، وينتخب لها رئيس ممن يرتضيه الطلاب، على أن يكون سير العمل تحت إشراف مستشار تعينه الجامعة، فكان الأستاذ قسطنطين زريق، وانتشرت فروعها، وانتمى إليها عدد كبير من أصحاب الأسماء الكبيرة واللامعة في مجالات السياسة والعلم والتربية والاقتصاد، وأشار إلى التحاقه بـ (الجامعة الأميركية) سنة 1935م في الصفوف الأولى من (الكلية الثانوية العامة) لضعفه في اللغة الإنجليزية، وانغمس في مجالات واسعة مع الشباب في الشعر والأدب، وكانوا كلهم ينتمون إلى (جمعية العروة الوثقى) فضمّ إليها في الأسبوع الثاني من وصوله، وتعرف فيها على عدد من الشعراء، منهم رشدي المعلوف وسعيد عقل، الذي وصفه بأنه لا صلة له بـ (جمعية العروة الوثقى) ولا بالقومية العربية، ولكنه يُدْعى لإلقاء بعض قصائده، وسمّى آخرين من عدن وفلسطين، كما ذكر صديقه الشاعر حسين سراج من (الطائف)، ووصف (جمعية العروة الوثقى) بأن الكلام عنها يطول، ولكنه وجد فيها مجالاً يرتوي منه حيث يلتقي بتلك النخبة من العالم العربي، وكان يشارك في أكثر النشاطات والمحاضرات، بتشجيع من مستشار الجمعية الدكتور قسطنطين زريق الذي كان يرى في إفساح المجال له تمثيلاً للجزيرة العربية، واشتهرت هذه الجمعية بدعوتها إلى العروبة وإلى الوحدة العربية. وعلى هذا وجهت وزارة المعارف العراقية وكان يديرها الدكتور فاضل الجمالي (7) في عام 1939م الدعوة إلى (جمعية العروة الوثقى) لاستضافة وفد من أعضائها عدده حوالي خمسين طالباً لزيارة العراق، فتألّف الوفد لهذه الغاية، وكان الأستاذ بلخير ممن اختير بين أعضائه ممثلاً للجزيرة العربية،واتجه الوفد بالسيارات من(بيروت) إلى (دمشق) ووصف ما قوبل به من حفاوة في هذه المدينة، ثم التوجّه إلى (بغداد) في طريق الصحراء بالسيارات حيث استقبل استقبالاً حافلاً في (بغداد)، وأنزل في (مدرسة الأعظمية) وقابلهم الدكتور فاضل الجمالي مع عدد كبير من وزارة المعارف، وسمى بعضهم، وذكر أن زيارة هذه البعثة قُصد بها التقارب يبن شباب البلاد العربية، ووصف ما قوبل به الوفد من مظاهر التكريم، ووضع برنامج لهذه الزيارة يبدأ في الساعة التاسعة من الصباح بزيارة البلاط الملكي وأخبر الجميع بأن الملك غازي قد تفضّل بتحديد ذلك الموعد للاستقبال.
استرسل الأستاذ بلخير في الحديث عن زيارة (بغداد) منتقلاً إلى تفصيل (الخبر المفجع) ويعني به قتل الملك غازي في منتصف الليلة البارحة.
كان الوفد يتأهب للاتجاه للذهاب إلى بلاد الملك في الوقت المحدد، وبينما كان يلقي نظرة على الرواق الممتد في (المدرسة الأعظمية) إذا به يرى السيد علي حسن فدعق، الذي وصفه بأنه: (صديق العمر، وزميل في مدرسة الفلاح، وابن جارته في الشبيكة والهجلة بمكة المكرّمة، وابن صديق والده) مقبلاً من أقصى الرواق، فقد علم بأنه بين أعضاء البعثة، فأقبل إليه للسلام عليه، وبدلاً من أن يكون متهلل الأسارير إذا به متجهّم الوجه، دامع العين، فلمّا اقترب منه سأله: إلى أين؟ فقال له: لآخذ آلة التصوير وألحق بالبعثة قبل التحرّك إلى البلاط الملكي لزيارة الملك غازي والسلام عليه. فصاح بصوت جهوري قائلاً: لقد قتل الملك غازي منتصف الليلة البارحة، قال: فوقفت واجماً غير واثق بما قال. وقلت له: لا أستطيع أن أصدق ما أسمع، ولا أن أعود لأخبر البعثة بمثل هذا الخبر، فقد يكون مبالغاً فيه. فجذبني إلى باب مدخل المدرسة وقال: انظر إلى علم (المفوّضية الألمانية) وهو مخنوقاً على ساريتها إعلاناً بالحداد، فنفضت يدي من يده، وعدت إلى غرفة الإفطار المكتظّة بجميع الأعضاء، وفي صدرها بين رؤسائها الدكتور محمد فاضل الجمالي، والبهجة تغمر من في القاعة بأنهم بعد نصف ساعة سيكونون في البلاط الملكي بـ (قصر الزهور) ويلتقون بالملك غازي، وبعد دقائق تحركت الكراسي تحت الجالسين عليها للمسير إلى السيارات. قال: وبدأ الموكب في التحرك إذ أقبل ضابط عسكري على دراجة ضخمة متوجهاً إلى الدكتور الجَمَالي الذي همس في أذنه فتعالى صوت الجمَالي في عفوية: (لا حول ولا قوة إلاّ بالله) ثم توجّه بخطابه إلى أساتذتنا: شارل مالك وقسطنطين زريق وأنيس المقدسي ومن معه من الأساتذة الآخرين قائلاً: تفضّلوا بالنزول من السيارة فعندي ما سأخبركم به. ثم كان إعلان (الخبر المفجع) من قبل الدكتور فاضل، الذي قال: سأترك للدكتور قسطنطين ولزملائي حرية ما ينبغي لبعثتكم أن تسير عليه، فكان أن ألغي البرنامج الأول، وترك لأعضاء البعثة حق التجوّل في شوارع (بغداد) بدون سيارات، ولا تجمعات، والعودة في الساعة الواحدة بعد الظهر لتناول طعام الغداء، وذكر أنهم في أثناء جولتهم في (شارع الرشيد) الغاص بازدحام الناس شاهد سيارة مقبلة عليهم ويتصايح الناس في الشارع: (أبو صباح أبو صبَاح) وكانوا يعنون نوري السعيد الزعيم العراقي المشهور، وكان رئيس مجلس الوزراء يوم زيارة البعثة.
ثم ذكر زيارة (المفوّضية السعودية) التي لم يشاهد علمها منكساً، فذهب إليها في (حي العزيزية) فاستقبله فراش (المفوّضية) مرحباً به وهو في زيه المدرسي، وسائلاً له عما يريد، فأخبره أنه يريد مقابلة الوزير المفوّض، فأدخله، فإذا هو السيد حمزة غوث الذي رحّب به، وأجلسه على كرسي مجاور له، وسأله مستغرباً: ما الذي جاء بك اليوم إلى ( بغداد)؟ فأخبره. فقال: نحن مطّلعون على أخبار بعثتكم من الصحف البغدادية. وقدم إحداها وفيها صور موكب البعثة في (بغداد) وفي (الرمادي) وبرنامج البعثة في ذلك اليوم، ويبدو أن الأستاذ بلخير كان متأثراً لعدم تنكيس العلم السعودي. فسأل السيد حمزة عن ذلك، فقال له: اهدأ يا بني، إن علمنا لا يرفع منكساً في أي حادث من الأحداث. وأبقاه السفير إلى ما بعد الغداء.
ثم ذكر الأستاذ بلخير أن السيد حمزة غوث بعد عودته من (بغداد) أصبح مستشاراً للملك عبد العزيز في ( الرياض).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :473  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 72 من 142
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج