شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
على خفيف
قلب المعاني (1)
بقلم: محمد أحمد الحساني
كاتبة تحمل درجة الدكتوراه تحدثت عن تغير إيجابي في حياتها العملية والاجتماعية فوصفت ما حصل مقارنة بما كان بأنها استبدلت الذي هو أدنى بالذي هو خير، فقلبت بذلك المعنى دون قصد لأنها كانت تريد أن تقول إنها تحولت إلى الأفضل ((الذي هو خير)) فإذا بها تعكس المعنى فيقول إنها تحولت عن الذي هو خير إلى الذي هو ((أدنى)) وقد جاء في الذكر الحكيم قوله عز وجل واصفاً طلب بني إسرائيل بأنهم يريدون طعاماً غير المن والسلوى مثل العدس والبصل والثوم وغيرها أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ (البقرة: 61)؟ فقد تركوا الذي هو خير وطلبوا الأدنى وهو البصل والعدس، وكان على الكاتبة أن تقول ((لقد استبدلت الذي هو خير بالذي هو أدنى)) حتى يستقيم لها معنى ما تريد!
وعلى سبيل الدعابة فقد فاخر ((أخ)) مصري زميلاً له من دولة فلسطين بأن الله قد قال اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ (البقرة: 61) فأجابه زميله قائلاً ولكن الذي سأله وطلبه بنو إسرائيل كان الذي هو أدنى وما تضجر منه بنو إسرائيل كان الذي هو خير فانقطع المصري وقلما ينقطع مصري!
الليلة والبارحة:
في عام 1350هـ كتب الصحفي والأديب الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه في جريدة صوت الحجاز يقول ((ويجب ألا نتألم من ذكر الحقائق بل نعمل لإصلاح ما فسد فينا وإلا فنكون كالذي يكذب على نفسه، ثم ما الفائدة من مدحنا لأنفسنا على أشياء لا نستحق عليها المدح وهي تسري كالسم فينا مما يزيدنا بلاء على بلائنا وتأخراً على تأخرنا))؟ أقول هذا لأن كثيرين ممن حولنا يتألمون من إظهار الحقائق ويحبون أن يسدلوا عليها ثياب الخفاء دفاعاً عن الوطن كما يظنون))!
جاء ذلك ضمن سفر المجموعة الكاملة لآثار الأديب الراحل محمد سعيد عبد المقصود 1324هـ ـ 1360هـ الذي أعده وألف بين فصوله وبذل فيه جهداً مشكوراً الصحفي الأديب الأستاذ حسين الغريبي وصدر في مجلد يبلغ عدد صفحاته نحو ستمائة صفحة من القطع المتوسط عن الناشر عبد المقصود محمد سعيد خوجه وبعد ما يزيد عن سبعين عاماً مما قاله الأديب الرائد نجد أنفسنا في حاجة إلى المزيد من الشفافية والصدق في طرح قضايانا فما أشبه الليلة بالبارحة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :410  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 122 من 142
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.