شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مع الفجر
شاعر الحوليات المتفرد! (1)
بقلم: عبد الله عمر خياط
.. على امتداد التاريخ العربي، ومع كثرة عدد الشعراء الموجودين في القديم والحديث لم يوجد من يضارع الشاعر الكبير أحمد إبراهيم الغزاوي في غزارة إنتاجه، واستمراره نحو ستين عاماً في تسجيل المواقف ورصد المناسبات من خلال حولياته في الأعياد والمواسم والسفر والقدوم لمؤسس الكيان الكبير الملك عبد العزيز ومن خلفه من أبنائه عليهم رحمة الله.
كانت أول قصيدة قالها الشاعر في جلالة الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ بمناسبة انعقاد المؤتمر الإسلامي بتاريخ 17 صفر 1345هـ وعنوانها ((إمام الهدى)) وفيها يقول:
إمام الهدى لا زلت للدين موئلاً
يعز بك الإسلام والعرب والحمى
وأنك في أرض الجزيرة مالك
من الأمر ما أولاك رَبك منعِماً
وإنك بالرأي السديد موفق
ولست براع يعتلي العرش مغنماً
وقد استمر هذا المنوال حتى وفاته عام 1401هـ.
الأستاذ عبد المقصود محمد سعيد خوجه.. أصدر أخيراً ضمن كتاب الاثنينية ـ 16 ـ ستة مجلدات ضخمة فخمة تشتمل على الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر والأديب الكبير أحمد إبراهيم العزاوي.. وقد تفضل وأهداني نسخة منها برفقة رسالته التي يقول فيها:
((يسعدني أن أهديكم نسخة من كتاب (الأعمال الشعرية الكاملة وأعمال نثرية) للشاعر الكبير الأستاذ أحمد بن إبراهيم الغزاوي ـ رحمه الله ـ وهو آخر إصدارات (كتاب الاثنينية) الذي عنيت من خلاله بنشر مثل هذه الإبداعات أثناء حياة أصحابها، حسب القائمة التي أثبتها في الجزء الأول.. غير أن هذا العمل يأتي استثناء لما سبق، حيث صدر بعد أن لحق مبدعه بالرفيق الأعلى.. لذلك لم يخل من صعوبة تمثلت في تحمل المسؤولية كاملة تجاه إخراجه بالمستوى الفني الذي يليق بعظمة الشعر والشاعر بالإضافة إلى مساهمة اللجنة التي كونتها بغرض مراجعة الأصول وعمل المقارنات وضبط الكلمات.. فقد كان الشاعر أو المؤلف في الإصدارات السابقة يمثل حلقة وصل مهمة لإنجاز العمل رغم بعد الشقة.. وعلى سبيل المثال فقد حرص شاعرنا الكبير زكي قنصل ((الذي يعتبر آخر شعراء المهجر)) على مراجعة قصائده بنفسه وأجازها من مهجره بالأرجنتين.. فحمل عني عبئاً كبيراً.. كما قام بقية الأساتذة أو من ينوب عنهم بمراجعة أعمالهم والموافقة على مسودتها الأخيرة قبل الدفع بها على المطبعة.. أما هذه المجموعة فهي غير مسبوقة في هذا السياق، لذلك كان التريث في وصولها إلى أيديكم طويلاً، ومخاض ودلاتها عسيراً.
لقد استغرق هذا العمل جهداً مكثفاً استمر زهاء ثلاث سنوات ما بين تجميع للمادة، ومراجعة النصوص، وضبط الكلمات بالشكل، وتصحيح بعض العبارات، كما قمت شخصياً بتقصي مناسبات كثير من القصائد ليجد القارئ الكريم الخلفية التي تعينه على متابعة أحداث القصيدة، بالإضافة إلى شرح بعض الكلمات التي ترتبط ببيئة الشاعر وقد تكون غريبة بعض الشيء عن بيئة القارئ، فرأيت بسط معانيها لتكتمل الصورة بكامل بهائها وجلائها.
ولا أخفيكم أن هاجس الخروج بعمل شبه متكامل كان يسيطر على مشاعري طوال فترة إعداد هذا العمل.. فالإنسان قد يتجاوز عن بعض الهفوات فيما يخصه، ولكن من الصعب عليه أن يتغاضى عن شيء يدخل ضمن إطار مسؤولية جسيمة غيب الموت مبدع فنها، فتلقتها أيدينا وأبصارنا ومشاعرنا بما تستحق من عناية ورعاية، وكل الذي آمله أن يلقى هذا العمل استحسانكم ويرقى إلى مستوى تطلعاتكم.
وإن جاء في هذه المجموعة بعض الأخطاء والهنات ـ وذلك ما لا تخلو منه معظم الأعمال الكبيرة ـ فالعذر لدي أن الكمال غاية لا تدرك، كما أن حجم العمل الذي بدأ من قراءة نصوص بعضها مهترئ وبالكاد يقرأ، مروراً بمراجعتها وترجيح الصائب منها، في دورة أشبه ما تكون بميزان الذهب وتوخي العدالة، ثم تجميع ما لم يرد أصلاً من المصدر الأصلي والبحث عنه في مظانه بمحفوظات (أرشيف) الصحف التي نشر بها الشاعر قصائده قبل عشرات السنين.. كل ذلك وغيره قد أدى دون شك إلى سقط هنا أو هناك، ولكن ثقتي كبيرة في فطنتكم التي تنقي مثل هذه الشوائب وتتجاوزها إلى اللب والجوهر.. وقد لاحظت أن عدداً كبيراً من حوليات شاعرنا الكبير التي كان يلقيها بمناسبات عيد الفطر، ويومي السابع من ذي الحجة بمنى، والحادي عشر من ذي الحجة بمكة المكرمة، لم ترد في أوراق الشاعر أو دراسة الدكتور العطوي، وبحمد الله عثرنا عليها بعد جهد كبير، لتكتمل بذلك منظومة حولياته القيمة.. بالإضافة إلى عثورنا على عدد لا بأس به من القصائد التي عملنا على تجميعها وبالتالي حفظها من التبعثر والاندثار.
أتمنى لكم وقتاً ممتعاً مع شعر ونثر أستاذنا الشاعر والأديب الكبير أحمد بن إبراهيم الغزاوي، سعيداً بأن أسمع تعليقكم ورأيكم الذي يثري هذا العمل ويساعد على الارتقاء به في الطبعات القادمة بمشيئة الله.
الواقع أنه جهد مشكور ما كان ليرى النور لولا ما بذله الأستاذ عبد المقصود خوجه من جهد وما أولاه من عناية للبحث والتنقيب والمراجعة لإظهار هذه الأعمال للشاعر الذي ظل صوته مدوياً على مدى ستين عاماً.. فله خالص الشكر، أما استعراض هذا الإصدار فإن ذلك يحتاج لوقت أرجو أن يتوفر لي لتقديم الدراسة التي يستحقها في وقت غير بعيد إن شاء الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :702  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 112 من 142
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج