شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( فتح باب الحوار ))
كان السؤال الأول من الأستاذ عبد الحميد الدرهلي قال فيه:
- لا شك أنكم تعرضتم من خلال أعمالكم الأدبية إلى حملات نقدية ربما عاصفة، ربما إيجابية وهادئة؛ هل كان النقد موضوعياً وهل تحضركم بعض أسماء من انتقدكم، وما تأثيراته عليكم وردة الفعل لديكم، وما رأيكم في النقاد المحليين؟
وأجاب المحتفى به على السؤال بقوله:
- في الواقع: لم أتعرض لهذه التجربة، علماً بأن أكثر ما أسهمت به كان من الشعر، كانت بعض الحوارات تجري وتنشر لي آراء، ولكن - من فضل الله - لم يتناولني أحد بشيء من النقد اللاذع المحرج، فقط أحدهم أرسل ليّ مرة يعلق على قصيدة من القصائد التي نشرتها في صور من الشفق، ولكن كانت تنشر تحت اسم هائم فكتبها للجريدة.. ولكن أنا - في الواقع - جبان في المواجهة، ذلك أن المواجهات قد تشغلني وقد تثبط همتي أيضاً.
- سبق لي مرة أن تناولت عدداً من مجلة اليمامة الغراء قبل أن أبدأ بالرباعية، فوجدت أن العدد كله لا يضم بيتاً واحداً من الشعر الفصيح، وكان يضم قصيدتين حداثيتين، وأنا لست ضد الشعر الحداثي، ولكن ضد الشعر الحداثي الممجوج الَّذي لا مبنى ولا معنى، كما أنها كانت تضم ثمانية وثمانين بيتاً من الشعر النبطي؛ أنا وإن كنت - كما قال الأخ عبد الله - أقول الشعر النبطي، ولكن لا أؤيد الزخم الموجود في الساحة وفي وسائل الإعلام على مختلف أنواعها لهذا النوع من الشعر؛ أنا مع من يحافظ عليه ويحفظه كتراث وينشر الروائع منه، وكذلك إفساح المجال لمن لا يستطيع أن يعبر إلاَّ به، ولكن أن نشجع الشباب ونشجع الناشئة أن يتجهوا إليه فلست ممن يؤيد ذلك، وإن كنت قلته فأي شاعر يقول الشعر الفصيح يستطيع أن يعبر بالشعر النبطي في أهازيج وفي عرضات.. وفي سمر.
- أقول: إنني عندما تناولت ذلك العدد، كتبت لرئيس التحرير الدكتور العرابي وفقه الله، قال لي عبر بما تشاء، فكتبت أبياتاً شعرية إلاَّ أنني رفضت أن ينشرها باسمي فنشرها باسم إبراهيم الوائلي، أنا صحيح وائلي واسمي إبراهيم، لكن هذه جاء عليها حملة كبيرة ولكن تجاوزناها.. هذه الوحيدة التي جاء عليها حملة، فاتصل بي الدكتور فهد العرابي الحارثي فقال: نحن نرحب بك وبمن يريد أن يثري المجلة بالشعر العربي الفصيح، ولكن هناك عزوف، فأرسلت إليه قصيدة باسم آخر أستحث فيها أولئك الَّذين ينتقدونها وهم عازفون، ثم طلب مني أن أرتبط معهم بشيء من الإسهام، فارتبطت بالرباعية التي دامت ثلاثة أعوام، ثم بعد ذلك جاءت السباعية ولها الآن عامان.
 
ثم قدم فضيلة الشيخ محمد علي الصابوني المداخلة التالية:
- شعركم في الغزل رائع وبديع، وأبدع ما فيه أنه نظيف وعفيف لا يتعلق بالجسد، وإنما هو الروح للروح، وما ورد فيه من الشفاه والعيون الفاتنة قد كفرته قصائدكم الروائع في البوسنة والهرسك، فأنا أشد على أيديكم وشكراً لسعادتكم على نقدكم البناء؟
 
ثم سأل الأستاذ عبد السميع عثمان قائلاً:
- من هم الشعراء الَّذين تأثرت بهم من القدامى، ومن هم الَّذين أعجبوك من المعاصرين من شعراء الجزيرة العربية، وكيف ترى مستقبل الأدب العربي في هذه البلاد؟
 
وأجاب الأستاذ المدلج قائلاً:
- في الواقع: إن لكل شاعر خلفية ينطلق منها ويثري بها موهبته، إذا كان الله (سبحانه وتعالى) قد جعل له موهبة، فمن الَّذين تأثرت بشعرهم الرصافي وقد أكون من القلة الَّذين هاموا بشعره، لكني تأثرت به خاصة في القصائد الوصفية والتي تتناول المآسي الاجتماعية، كذلك تأثرت من القدامى بطبيعة الحال بالمتنبي؛ كذلك الشعراء الَّذين ضمهم كتاب جواهر الأدب، فقد قرأته عدة مرات، والمطارحات التي كانت بين الفرزدق والأخطل كنا نتابعها؛ كذلك قرأت أكثر من مرة شعر أبي نواس للعبرة وللمعرفة.
 
- ومن شعراء المملكة أو من شعراء الجزيرة العربية؛ فما لا شك فيه أن شعر أبي ريشة كان مدرسة بالنسبة لخارج المملكة، أما داخل المملكة فكثيرون..، قرأت ديوان سمو الأمير عبد الله الفيصل (متعه الله بحياته) وكذلك بعض دواوين الشاعر غازي القصيبي، وكذلك القرشي، وكذلك العواد، وكذلك أستاذنا الكبير محمد حسن فقي؛ هؤلاء الَّذين أستطيع أن أذكرهم، ولكن هناك غيرهم كثير، لأن وجود مكتبة ووجود الإنسان في جامعة أو معهد أو حتى مدرسة، يهيئ له أن يقرأ ويتابع.
وقدم الأستاذ أمين عبد السلام الوصابي السؤال التالي:
- هناك من يتهم الأدب العربي بأنه يعيش حالة من التردي والانحسار، وهناك مجموعة أخرى ترى أنه يعيش مرحلة الازدهار، والدليل على ذلك كمية الإصدارات الأدبية التي تحتويها المكتبة العربية، ما هو رأيكم في واقع الأدب العربي بشكل عام؟
وأجاب المحتفى به قائلاً:
- في الواقع: وإن كنت لست من أصحاب الآراء التي يعتد بها في مثل هذا المجال، لست من الدارسين للأدب والمتبحرين فيه، وإنما أنا شاعر أحاول أن أعبر بالشعر، وكذلك لي محاولات قصصية، ولكن من رؤيتي البسيطة إن الأدب في الوقت الحاضر تتجاذبه عدة صراعات وكل يغني على ليلاه، فالإنسان المتشبع بالروح الإِسلامية تجده يحلق في هذا، وهناك من أغراهم التقليد أو أغراهم ما في الساحة من وهج لأي شيء غريب فانصرفوا إلى ذلك الغريب، ويقولون: إن الشعر للشعر فهم يقولون لا تنظر في القصيدة وتنتقدها من خارجها بل انتقدها من داخلها، أنا لست مع هذا التوجه، لأن القصيدة المفروض أن تكون مرآة تعكس حال المجتمع الَّذي يوجد فيه الشاعر، وهي تعبر بالتالي عن آرائه وتوجهه، فإذا كانت هذه القصائد في الوقت الحاضر - أو أكثرها - تشتمل على تعبيرات ليست من بيئتنا ولا تعالج مشكلة لنا، مع أن لدينا من المآسي ما يفجر المواهب ما يجعل الإنسان يعاني عندما يستعرض ما نحن فيه؛ فلهذا فأنا أقول: إن الشعر بوجه عام في ساحتنا الآن للأسف الشديد إن الخط الثاني هو الَّذي له الصوت، وإن الخط المعتدل الوسطي يكاد أن يخبو.
 
ووجه الأستاذ مصطفى عطار السؤال التالي:
- هل لي أن أرجوكم أن تحدثونا بإيجاز عن جهادك كفرد من أسرة جامعة الإمام في إنجاز المدينة الجامعية لجامعة الإمام محمد بن سعود الإِسلامية؟ وشكراً سلفاً.
وأجاب ضيف الاثنينية على سؤال السائل بقوله:
- شكراً على هذا السؤال والحديث عن المدينة الجامعية ومن أسهم فيها يطول لكن، أنا أعرف من خلال ممارستي لعملي - سواء كوكيل للجامعة للشؤون الإدارية والخدمات، أو كعضو لهيئة المشروع، أو كرئيس للجنة البتّ فيها - أعرف أن الجهد الأول يعزى لرائد هذه النهضة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، لأننا عندما نذهب إلى الجهات المختصة ونطرح متطلبات هذا المشروع بالشكل المعتاد، تواجهنا صعاب كثيرة كما تواجه غيرنا؛ ولكن عندما يقوم معالي مدير الجامعة السابق - الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، وزير الشؤون والأوقاف والدعوة والإرشاد - ويعرض الأمر على من له الأمر، يصدر الأمر وتحصل الجامعة على مبتغاها؛ ولهذا ترون أن جامعة الإمام قامت في وقت شحت فيه الموارد، ومع ذلك استمر العطاء واستمرت عجلة الدفع حتى اكتملت - ولله الحمد -.
 
- هي ابتدأت عام 1401هـ وصممت - أيضاً - بعد الاستفادة من تجربات كثيرة ومن قبل شركة إسبانية، لأن الشركات الإسبانية تمتاز بأنها استفادت من التراث الإِسلامي الموجود في إسبانيا، وكذلك لا أخفي أن الجامعة منذ السنة الأولى استقطبت ثلاثة وعشرين مهندساً سعودياً من كلية الهندسة لسنتين متتاليتين ضموا إلى طاقم الشركة المشرفة، وأصبحوا يمثلون لدينا جهازاً إشرافياً متميزاً نعتمد عليه اعتماداً كبيراً.
 
- ولهذا مرت الجامعة - ولله الحمد - بخطوات موفقة، فهي الآن مدينة جامعية تقوم على أربعة ملايين متر مربع، وقد أنفق عليها ما يقرب من ستة بلايين ريال سعودي، وفيها أربعة أشياء متميزة عن غيرها، هي أولاً: قاعة المحاضرات وتتسع لألفي متفرج، لكنها مصممة بحيث تضم أكبر المؤتمرات، وفي القاعة ترجمة فورية، وفيها جهاز للتصوير، وفيها مسرح متحرك يصعد ويهبط أربعة أمتار، وفيها مجال كبير لإقامة المؤتمرات والمنتديات؛ وتسندها صالتين كل واحدة منهما تتسع لحوالي ثلاثمائة متفرج، ويوجد في المدينة الجامعية قاعات ومساندة تلكس وفاكس، وأشياء لا تحصى، ويوجد فيها ثالثاً قبة فلكية تعتبر رائدة في منطقتنا، كما يوجد فيها رابعاً مدينة رياضية تشتمل على 32 ملعباً من ضمنها أستاذ رياضي يتسع لحوالي عشرة آلاف.
 
- من ضمن ما تتميز به الجامعة أن الطالب له غرفة واحدة، فيها دورة مياه، وفيها مكتبة وثلاجة وسرير، وما يحتاج إليه الطالب.. ويوجد في كل مبنى ثمانون طالباً لكل عشرين طالباً مطبخ صغير وصالة، في حين أن الأكل يكون في مطعم الطلاب الَّذي يشتغل آلياً، ويوجد فيها 12 ألف موقف سيارة، منها تسعة آلاف مظللة، ستة منها تحت المنطقة التعليمية، وستة منها مظللة فوق الأرض لإسكان الطلاب وثلاثة مكشوفة، وبها مسجد يتسع لستة عشر ألف مصل، والقبة تقوم على أعمدة يبتعد العمود عن العمود خمسة وخمسين متراً، ويتوسط المنطقة التعليمية فترى في صلاة الظهر جميع الطلبة ومنسوبي الجامعة ينهلون إليه كما ينهل النحل إلى خليته.
 
وسأل الدكتور غازي زين عوض الله فقال:
- الشاعر إبراهيم المدلج: ما هي مساحة الحرية في خريطة شعرك، وما مدى الالتزام نحو بيئتك ومجتمعك، وكيف توفق بينهما؟ وعرفنا أنك تقول الشعر بالعامية، فما هو موقفكم تجاه ما يسمى بالأدب الشعبي؟
وأجاب الأستاذ إبراهيم المدلج قائلاً:
- لقد أجبت على الفقرة الأخيرة، أما الفقرة الأولى فجوابي عليها مختصر جداً، وهو أنني ليس لدي شعر أخجل من نشره إلاَّ في مجال الغزل، ولكن كشعر يصدر عن توجهي.. أنا أعتقد أن الساحة تتيح لمن توجهه مثل توجهي أن يقول وأن يعبر عن معاناته وعن هواجسه.
 
وتقدم الأستاذ عبد الله ترجمان بالسؤال التالي:
- قريتك داخلك، كيف ترى الحياة حولك وكيف تترجم هذه الرؤية شعراً، ما هي مكانة الرمزية في هذه الرؤية إن كان لنا أن نعرف تلك المكانة؟
فأجاب المحتفى به قائلاً:
- الحقيقة قريتي هي ملهمتي، قد قلت فيها شعراً كثيراً، والنادي عندما كان يقيم ندوة نصف شهرية كان الكل ينتظر مني قصيدة، فكنت أقول شعراً كثيراً بعضه أحتفظ به وبعضه أعتبره من المستهلك، لكن أوحت لي بالكثير من القصائد وخصوصاً منطقتنا منطقة المجمعة وحرمة غنية برياضها الغناء، بجبالها الجميلة، بسفوحها، بغدرانها وثغورها، بنخيلها، ببساتينها..، وهي توحي بالشعر؛ ولدي قصيدة ذكرت فيها واحداً وثلاثين موضعاً؛ سألني أحدهم أين قضيت إجازتك؟ فقلت: إنني قضيتها في حرمة؛ فقال في حرمة؟! وكأنه يريد أن أقضيها في أحد المصايف خارج المملكة، فأجبته بقصيدة طويلة لا تحضرني ولكن ذكرت فيها واحداً وثلاثين موقعاً من المواقع التي نرتادها؛ وعندي رباعية صغيرة من الرباعيات التي نشرت في اليمامة تقول:
قالوا ربيعك قلت في فلواتها
بين المروج الخضر في روضاتها
سدحى وبَنَّى والنخيل ببزمه
وفياضه الفواح نشر نباتها
وبزبدة الزاهي القشيب بساطها
والطير يملأ بالغنا جنباتها
وأبي طلاح والطراق وفي النظيم
أو الخفيسة أو بحرمة ذاتها
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :553  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 94 من 155
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.