شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
في هذا الإنجاز الأدبي الرفيع عبد المقصود خوجه يفتح المجال للباحثين والناقدين لدراسة ((الأعمال الشعرية)) للشاعر الأديب أحمد بن إبراهيم الغزاوي (1)
حسين عاتق الغريبي
كتاب الاثنينية
الأعمال الشعرية الكاملة وأعمال نثرية،للشاعر والأديب الكبير أحمد بن إبراهيم الغزاوي) عمل أدبي جليل يحق لـ (كتاب الاثنينية) أن يفخر به، ويعده تتويجاً لإصداراته القيمة. ويسجل لناشره الأستاذ الأديب عبد المقصود محمد سعيد خوجه بكل عبارة تحمل آيات الشعر والتقدير، والثناء على هذا الجهد العظيم الذي بذله، وأظهره في أروع إخراج يدرجه ضمن كنوز الموروثات الأدبية الراقية.
وأنعم وأكرم بمن أهديَ إليه الكتاب: (صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود. الإنسان.. وكفى) راعي افتتاح فعاليات البرامج والنشاطات الثقافية المواكبة للذكرى المئوية لتوحيد المملكة العربية السعودية على يد المؤسس الباني الملك عبد العزيز آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ واختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية لعام 2000م.
تواصل ثقافي
والأمير سلمان بن عبد العزيز ـ كما جاء في كلمة الناشر ـ (لا يزال قلباً نابضاً في جسم الحركة الثقافية بماله من صداقات وطيدة وعلاقة متينة مع الكلمة ورجالاتها على امتداد العالم العربي، وقد بنيت شبكة الصداقات على تفهم كامل للدور الثقافي المطلوب، وما للكلمة من أهمية في بناء صروح التواصل بين الشعوب، بالإضافة إلى دورها الرائد في توجيه الحركات الثقافية والفكرية.. وكان سموه بذكائه اللماح قد أدرك منذ بواكير شبابه هذه المسؤولية الخطيرة الملقاة على عاتق المثقفين، وتعمّقت هذه المعرفة مع تعمق الصلات الطيبة فكان هذا التلاقح الفكري، والثقافي عطاء ثراً وسنداً كبيراً وعضداً مؤثراً لدعم هذه المسيرة الخيرة خصوصاً مع مركز الثقل في مصر الحبيبة ولبنان المعطاء قبل صحافته المهاجرة وبعد عودتها في ظلِّ صداقات أساسها الندية والتقدير، فحظي سموه باحترام كبير يليق بمكانته وسموق قامته في دنيا الثقافة والإعلام. وقد دعم سموه هذا الإطار من التواصل بمعرفة وثيقة بكثير من خلفيات كل حدث وتطوره، وكان ولا يزال مطلعاً على أدق التفاصيل، ويحرص كل الحرص أن يلم شخصياً بكل كبيرة وصغيرة عبر منظومة تستهلك الكثير من وقته، ولكنه يقوم بذلك بحب كبير يجعل تواصله مع الكلمة ورجالاتها يداً تمتد لتصافح، وتساند، وتكرم أصحاب الكلمة انطلاقاً من تقديره للدور الذي يقومون به)..
ولم ينس الناشر في غمرة هذه الأفراح أن يؤكد على ((أن نور (إقرأ) قد انبثق من بين شعاب مكة المكرّمة زادها الله تشريفاً وتعظيماً، فظلّت عبر العصور المنبع الصافي للكلمة الخالدة، بخلود القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، فما أسعدنا بهذا الماضي التليد، والحاضر المشرق والمستقبل الواعد)).
الشاعر الغزاوي
ولد الشاعر الكبير أحمد بن إبراهيم الغزاوي بمكة المكرمة في شهر ربيع الأول عام 1318هـ واتصل بالملك عبد العزيز آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ منذ عام 1345هـ، وكان الغزاوي معروفاً ومشهوراً قبل العهد السعودي، يقول الأستاذ الأديب حسين عرب: ((كان الغزاوي من المعروفين، ولا أقول المقدمين، ولكن الذي استغربه أني لم أجد اسم الغزاوي في قائمة كتاب ((أدباء الحجاز)) الذي أصدره محمد سرور الصبان ربما في عام 1345هـ، ثم كتاب ((المعرض الذي جمعه وأصدره كذلك الصبان، بينما جمع في هذين الكتابين أدباء وشعراء من مكة وجدة لم يكن الغزاوي أقل من أحدهم مكانة أو شعراً بينما كان الغزاوي في ذلك الزمان أرجحهم أدباً وشعراً..)).
حظي بثقة الملك عبد العزيز فعينه في بعض المناصب الهامة، وأعجب بشعره فأنعم عليه بلقب ((حسَّان جلالة الملك)) بموجب الأمر الملكي الصادر بتاريخ 22/2/1352هـ.
يقول الأستاذ عبد الرحيم أبو بكر عن الشاعر أحمد إبراهيم الغزاوي، في كتابه: (الشعر الحديث في الحجاز):
((إنه شيخ الشعراء، وأجهر شعراء المديح في الحجاز صوتاً، شاعر كان ولا يزال يذكر بجيل حافظ إبراهيم والجارم، وغيرهما من أصحاب الديباجة القوية التي تنم عن تمكن من الثقافة اللغوية القديمة. ملأ أجواء الحجاز وأنهار صحفه بمدائحه وحولياته، بل كاد شعره يقتصر عليهما، إذ لا تمر مناسبة إلا وكان الغزاوي فارسها وابن بجدتها يسجل وقائعها في شعره الرصين. و((شيخ الشعراء)) يعد من الرعيل الأول الذي استطاع بجهده الخاص أن ينجح في تكوينه الثقافي في مبدأ حياته حينما كانت وسائل الثقافة محدودة ومحصورة في مصادر الأدب القديم على قلتها وبعض ما يفد من الشام ومصر وغيرهما من أصداء ((أدبية)).
فكرة الإصدار وإنجازه
لشاعرنا ((الغزاوي)) في وجدان الأستاذ عبد المقصود خوجه مكانة يحكمها التعاطف مع شعره، وذلك يعود كما قال في كلمته: ((لارتباطي الوجداني بالوميض الذي ينبعث من بين جنباته، وهو يستشرف نور الفجر في بطاح مكة المكرمة.. وأترسم ملامحه حين يطل على جبل النور وحين يتوشح الضياء والزهو بين الحطيم وزمزم، وحين تهب عليه نسمات الصبا فيستلهم أرق الشعر وأعذبه في قوالب لا تبتعد كثيراً عن الشعر التقليدي المحافظ على رصانة العبارة، وفخامة الأسلوب، وجزالة اللفظ، وحلاوة الجرس، بالإضافة إلى ما لديه من نزعة نحو التجديد والتحديث الذي لم يخرج في كل أطواره عما هو مألوف للذائقة العربية وموسيقية اللفظ، وروعة الكلمة ومعناها ومبناها..))
وانطلاقاً من هذا الإعجاب بالشاعر، وتجاوباً مع متطلبات النشاط الأدبي والفكري في الساحة الأدبية نبتت فكرة جمع أعماله الشعرية والنثرية.
يقول ناشر هذا الإصدار الضخم الأستاذ عبد المقصود خوجه: (تعود إرهاصات هذا العمل لثلاث سنوات خلت حين تحدثت مع معالي الأستاذ الدكتور سهيل بن حسن قاضي، مدير جامعة أم القرى (آنذاك) حول طباعة الأعمال الكاملة لشاعرنا الفذ، ولمست من معاليه تجاوباً مشكوراً لمنحي شرف طباعة ونشر هذا الديوان تحت مظلة ((كتاب الاثنينية ))
وانطلق العمل بتشكيل لجنة من كل من: الشاعر الكبير راضي صدوق، وحسين أحمد حسون، وسعد سليمان محمد، ومحمد الحسن محجوب عثمان، مع الاستعانة بآراء ومساعدة الأستاذ الشاعر الكبير حسين عرب، والأستاذ الدكتور محمود بن حسن زيني، والأستاذ الدكتور محمد بن سعد بن حسين.
(لقد استغرق هذا العمل جهداً مكثفاً استمر زهاء ثلاث سنوات ما بين تجميع المادة من مظانها، ومراجعة النصوص، وضبط الكلمات بالشكل، وتصحيح بعض العبارات. وظهرت المعاناة من خلال قراءة نصوص بعضها مهترئ، وبالكاد يقرأ، وترجيح الصائب منها، في دورة أشبه بميزان الذهب، وتوخي العدالة، وتم تجميع ما لم يرد أصلاً من المصدر الأصلي والبحث عنه في مظانه بمحفوظات (أرشيف) الصحف التي نشر بها الشاعر قصائده قبل عشرات السنين.
وقد لاحظ الناشر أن عدداً كبيراً من حوليات شاعرنا الكبير التي كان يلقيها بمناسبة عيد الفطر، ويومي السابع من ذي الحجة بمنى والحادي عشر من ذي الحجة بمكة المكرمة، لم ترد في أوراق الشاعر أو تلك الدراسة التي قام بها الدكتور مسعد عيد العطوي عن الشاعر وحصل بموجبها على درجة الدكتوراه، وتم العثور عليها ـ بحمد الله ـ بعد جهد كبير لتكتمل بذلك منظومة حولياته بالإضافة إلى العثور على عدد لا بأس به من القصائد التي تم تجميعها وحفظها من الاندثار.
وجرى تقسيم الأعمال الشعرية التي احتوت على (1777) صفحة في أربعة أجزاء على النحو التالي: (الحوليات ـ المناسبات ـ الوطنيات ـ الحكم ـ إخوانيات ـ الاجتماعيات ـ إسلاميات ـ الرثاء ـ تحايا وتهاني ـ وجدانيات ـ الوصف ـ الهجاء ((قصيدة واحدة))).
أما الأعمال النثرية فقد تم جمعها في جزءين لتصبح المنظومة كاملة في ستة أجزاء (2463) صفحة.
ويقول الناشر عن هذه العملية: ((أما النثر الذي وفقنا الله لجمعه في جزءين فقد حصلنا عليه نتيجة عملية مسح مكثفة في الجرائد والمجلات والدوريات، موسوماً كلاً منها بمصدره ومناسبته.. وقد تم تصنيف النثر ليضم مقالات أديبنا الكبير الإبداعية في جزء خاص. والجزء الآخر اشتمل على مقالات نشرها تحت عنوان: ((يوميات الندوة)) و((تعقيبات الندوة)) وهي عبارة عن بعض عيون الأدب والشعر التي استلها من بطون الكتب وعكف على التعليق عليها وتوضح جوانبها الجمالية وقد ذهب في ذلك مذهباً مشابهاً لما كتب به ((شذرات الذهب)).
وفي القسم الأخير من الجزء السادس عرضت الأوسمة والميداليات والهدايا التي نالها الشاعر الكبير أحمد بن إبراهيم الغزاوي في صور ملونة زاهية وإخراج بديع.
لقد أولى سعادة الأستاذ الفاضل الأديب عبد المقصود محمد سعيد خوجه هذا العمل الضخم جل عنايته الخاصة، فكان يبحث ويسأل ويحقق رغم مشاغله كرجل أعمال شهير، وقد لمست ـ شخصياًً ـ مدى الاهتمام أثناء لقاءاتي به في رحاب الاثنينية، وكثيراً ما حدثني عن رغبته في أن يتم هذا الإنجاز الأدبي في الصورة التي يتمناها خدمة للأدب ورجالاته ومحبيه.
يقول في كلمة الناشر: ((ويشرفني أنني قد ساهمت بجهد المقل في تحقيق عدد كبير من القصائد ومناسبتها بالرجوع إلى بعض الأساتذة الذين عاصروا تلك الحقبة، أو ممن لهم صلة مباشرة بالحدث الذي تناولته، وقد وجدت منهم مشكورين كل تعاون وتفهم أدى إلى ظهور العمل بهذه الصورة التي آمل أن تنال إعجابكم.. كما أوليت هذا العمل عناية فائقة، خاصة وأن شاعرنا الكبير استعمل من قاموسه الكثير من الكلمات التي لها دلالات تتعلق بالبيئة أو الأشخاص أو المعالم الحجازية مما يصعب على غير ابن الأرض معرفته بدلالة الكلمة وأحياناً سلامة نطقها)).
وفي ختام كلمته يؤكد على محاولته ((تناول هذا العمل من ناحية توثيقية صرفة، ليكون مجتمعاً لأول مرة بهذا الشكل في متناول يد الدارسين والباحثين والنقاد، ويفتح المجال رحباً من أجل إثراء الساحة عطاء، ومقارنة، وإمتاعاً، وتشريحاً للنص بما يعود بالفائدة والنفع العميم على المهتمين بهذه الجوانب التي قد تخفى بين طيات النص، وتحتاج إلى ناقد حصيف كي يجليها كأبهى عروس يغمر عطرها الوجدان، وتتيه فرائدها بين النفوس المتلهفة لجميل القول وحلو الكلام)).
إن القارئ لـ ((الأعمال الشعرية الكاملة، وأعمال نثرية)) للشاعر الأديب الكبير أحمد بن إبراهيم الغزاوي. من خلال هذا الإصدار الثمين ليجد متعته الحقيقية في قراءة وتذوق الشعر الأصيل والنثر الرصين المكلل بالصور البيانية البليغة)).
وما قدمته هنا عبر هذه السطور لا يعدو قراءة سريعة للتعريف بهذا العمل المتميز الذي يستحق منا جميعاً الاحتفاء به، وتقديم الشكر والتقدير لناشره الأستاذ الفاضل الأديب عبد المقصود محمد سعيد خوجه الذي لا يزال صاحب عطاء جزيل غمر الساحة الأدبية بأعماله الجليلة المتمثلة في تكريم الأدباء والعلماء والمفكرين، ونشر ما يفيد وينفع من إنتاجهم، وتشجيعهم على مواصلة البحث والتأليف، والله ولي التوفيق.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :510  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 108 من 142
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج