شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ظلال (1)
بقلم: عبد الله الجفري
ألا تحزنون مثلي.. ألا تدهشون معي؟!
استغربنا ـ كل الذين يقرأوا ـ هذا ((الموقف)) العجيب الذي تصرُّ عليه في هذه الأيام: (( أُسَر))، أو أبناء، أو حتى أحفاد (المبدعين) في الفن، وفي الشعر، وفي الثقافة.. من الذين رحلوا عنا وخلّفوا تراثاً من فنونهم وإبداعاتهم، تستفيد الأجيال منه، ويساهم أيضاً في التسجيل التاريخي لتطور الآداب والفنون.. وهذا (( الموقف)) المتصلب والشخصي: لا (( يمنطقه)) عذر هؤلاء الذين قرروا حجب إبداعات، وقلائد آبائهم من موسيقى وفنون وقصائد، ومنع إذاعتها، ومصادرة طباعتها ونشرها لحمايتها من الإهدار والضياع على مر السنين والتناسي!!
ولا نحسب خلف هذا (( الموقف)) من دوافع وأسباب: ما يتعلق بالتحريم، أو ((بالحرمانية!)) كموسيقى، أو كشعر، دون أن يجدوا النص الدقيق الموثَّق.. إلا أنها (الأنانية) فقط التي وصفها الروائي الإيطالي ((البرتومورافيا)) فقال عنها: ((الأنانية.. وحش غريب يمكنه أن ينام تحت أشد الضربات عنفاً، ثم يستيقظ مجروحاً حتى الموت.. بسبب خدش))!!
وما نظنه هو: (( الخدش)) الذي أصاب نفوس هؤلاء الورثة الذين لا نهاجمهم لأشخاصهم، ولكننا بكل تأكيد، وبحزن عميق عاجز: نشجب موقفهم السلبي المنَّاع عن إثراء المكتبة الثقافية الإبداعية والموسيقية بتراث موسيقي وشعري!
وحين كتبت أسأل التلفاز عن أسباب حجبه لأغاني الفنانَيْن الكبيرين اللذين احتفلا بالتراث الموسيقي في عطائهما وألحانهما، وهما: محمد علي سندي، وفوزي محسون.. إتصل بي ((صديق)) إعلامي يقول لي:
ـ لا تظلم إدارة التلفاز، فقد امتثلت حزينة (لقرار) أسرتَيْ الفنانين الكبيرين بمنع إذاعة وعرض أغانيهما من المذياع وعبر الشاشة (!!) ونحسبهما لا يملكان هذا ((الحق العام)) الذي صار للناس.
والآن.. أمامنا (( معضلة)) جديدة نشر عنها ملحق (روافد) في هذه الحكاية:
ـ القيِّمون على تركة الشاعر الراحل الكبير/ أحمد بن إبراهيم الغزاوي، رحمه الله: رفضوا عرضاً مالياً ضخماً لشراء قصائده غير المنشورة، تقدم به صاحب (الاثنينية) الأستاذ/ عبد المقصود خوجه، الذي يصدر أيضاً سلسلة (( كتاب الاثنينية ))، وبلغت قيمة العرض: مليون ريال.. بل ورفض هؤلاء (القيّمون): إجراء أي نوع من الحوار في شراء القصائد لنشرها في كتاب، بلا تبرير مقنع!!
وكنا ـ حقاً نتمنى أن يفصح هؤلاء (القيّمون) على تركة الشاعر الراحل عن أسباب حجبهم لإبداعات شاعر كبير، كانت أحد ألقابه الهامة: شاعر الملك عبد العزيز، وقد نشرت له ((صوت الحجاز)) و((البلاد السعودية)) قصائد غزلية، ووصفية رائعة في تصوير الطبيعة الخلابة في الطائف ومدن أخرى.. وكان شاعراً رقيق الصورة، جزل المعاني.. غير ما كان يعرفه الناس عنه بأنه: شاعر المديح فقط، وله كتاب جميل عنوانه: ((شذرات الذهب)) أصدرته مجلة (المنهل) قبل سنوات، ويعتبر تحفة فنية أدبية.
إن مثل هذه الإبداعات (موسيقية، وشعرية، وأدبية وفنية): ليست مِلْكاً حكراً كالبيوت وحجارتها وأراضيها.. بل هي حق مشاع للناس: القارئين المتذوقين، والدارسين المستفيدين، والمؤرخين لمسيرة وتطور الفنون والآداب والشعر.. أبدعوا، وكتبوها، ولحنوها للناس، والحَجْر عليها: ظلم للفنان وللشاعر، وطمس لتراثه ومؤلفاته، وقَتْل لسيرته في التاريخ!
وأذكر أننا حين كنا نفتش عن شعر ونثر المبدع الكبير ((حمزة شحاته)) رحمه الله، يوم أبدى الأمير الشاعر/ عبد الله الفيصل استعداده لطبع شعره، وشكَّل لجنة من الأدباء.. تجاوبت يومها ابنة الشاعر الكبير: الأديبة والإعلامية الكبيرة الأستاذة (( شيرين)) شافاها الله وعافاها، وقدمت كل ما لديها من تراث والدها، وحتى ما لدى أخواتها وأصدقاء أبيها.. فكانت الناضجة الواعية التي قدَّرت أبعاد الخدمة العظيمة لإحياء تراث وإبداعات والدها، وحفظها من الضياع!!
آخر الكلام:
للشاعر الكبير/ حمزة شحاته:
ـ يا مُعافى من داء قلبي وحزني
وسليماً من حرقتي واشتياقي
هل تمثَّلت ثورة اليأس في وجهي
وهول الشقاء في إطراقي؟!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :503  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 104 من 142
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج