الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

((الغربال)) ⁽¹⁾

ناصر مهنا اليحيوي

هذا اسم مؤلف حديث ألَّفه الأستاذ القدير والزميل الفاضل حسين بن عاتق الغريبي يحكي قصة أديب سعودي راحل كان ملء السمع والبصر هو الأديب السعودي محمد سعيد عبد المقصود خوجه عليه رحمة الله. وفي الحقيقة فقد تأخرت كثيراً في التعليق على هذا الكتاب الذي بذل فيه الزميل الصديق جهداً يستحق كل ثناء وتقدير.. وسبب تأخري في التنويه به أو التعليق عليه هو أنني أردت أن أعطي لنفسي فرصة لأقرأ الكتاب بتمعن وهل يستحق أن يكتب عنه؟؟ فوجدت نفسي أمام كتاب ثري يحمل بين جانبيه كل ما تحمل كلمة ثراء فكري من معنى، فالكاتب تطرق إلى موضوعات في غاية التشويق وسرد فترات تاريخية هامة قبل توحيد المملكة وبعدها.. وتطرق أيضاً إلى الجهود الكبيرة والمضنية التي حملها الأديب الراحل على كتفيه مقدماً رسالته الأدبية التي نثرها على شكل مقالات حملت توقيع ((الغربال)).. عالج من خلالها العديد من القضايا الاجتماعية التي وجدت إذنا صاغية من ولاة الأمر ووجدت الكثير من الأفكار التي تطرق إليها طريقها إلى النور.. والمقالات التي أوردها الكاتب للأديب الراحل كانت عبارة عن قطع نثرية متكاملة معنى ولفظاً وبأسلوب بديع وبليغ وبكلمات راقصة لا تصدر إلا من إنسان بليغ ومبدع ولولا الله ثم الجهد الكبير الذي بذله الأخ حسين الغريبي بدعم من ابن الأديب الراحل الأستاذ عبد المقصود خوجه لفقدنا لوحات أدبية غاية في الإبداع.. ولكن بهذا المؤلف استطاع الزميل الغريبي أن يحفظ لتاريخ الحركة الأدبية في بلادنا جهود رجل خدم الأدب السعودي بكل ما يملك من وقت وجهد وإمكانيات..

ولم يكتف المؤلف بالتطرق إلى الأديب محمد سعيد خوجه وحده وإنما تطرق إلى تاريخ الصحافة في بلادنا ونشأتها وكذلك الإشارة إلى الأدباء السعوديين الذين تركوا بصماتهم على مسيرة الأدب في بلادنا..

والحقيقة أن الكتاب في غاية الثراء لمن أراد أن يضيف إلى مكتبته كتاباً يستحق أن يُقتنى.. ولا يسعني إلا أن أقدم شكري وتقديري إلى زميلي العزيز على إهدائه الجميل إليّ والذي قضيت معه أجمل الأوقات راجياً أن لا يقف عند هذا الحد خاصة وأن لديه القدرة والملكة على تزويدنا بالجديد داعين الله العلي القدير أن يوفقنا جميعاً إلى ما يحبه ويرضاه..