شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور عبد المحسن القحطاني ))
ثم تحدث الدكتور عبد المحسن القحطاني - عميد القبول والتسجيل بجامعة الملك عبد العزيز - فقال:
 
- بسم الله الرحمن الرحيم..
- السلام عليكم - أيها الحاضرون - ورحمة الله وبركاته:
 
- وبلسان المحتفي نقول لأستاذنا المربي والمكرم ورفاقهما: حللتم أهلاً ووطئتم سهلاً؛ ولا أكتمكم - أيها الإخوة الأكارم - وأنا أستمع إلى السيرة الذاتية من مرب قدير وأستاذ كبير هو عثمان الصالح؛ أنني رجعت بعمري ثلاثين عاماً إن لم تزد؛ قرأت ذلك التاريخ في قسمات وجه فتى عاش في قرية، هذه القرية تحتضنها جبال ليست صلدة ولا قوية وإنما طينة تعطي، تحفها رمال حمراء أو قرمزية فتعطي الليل برودة والصباح صبا؛ في هذه القرية عاش الأستاذ إبراهيم المدلج وهو يحلم بأن يبلغ مبلغ الرجال وهو طفل، أنهى الابتدائية فأراد أن يثبت لأهله أنه أصبح رجلاً، يريد أن يغادر هذه الطفولة، فإذا به بعد بضعة أيام يعود إلى مدرسته وكأني به معيداً في جامعة يمارس عليهم تربية الكبير للصغير؛ وفارق الزمن - أيها الإخوة - كما تعرفون كنا وما زلنا الرجل الأكبر يوماً أقدر منا سنيناً.
- هذا هو إبراهيم المدلج وهذه هي قريته، فرح فرحاً شديداً حينما جاءت القرية الأم الأكبر وهي تضع معهداً علمياً فطار به فرحاً، فكان أمام عاملين: عامل المسؤولية وعامل الأنانية؛ إما أن يقوم بمسؤوليته كأستاذ في مدرسة، أو أنانيته.. كأن يتعلم ويزداد تعليماً؛ وكان بين هذين الصراعين، فكأنه أنزل نفسه منزلة بين المنزلتين، حاول أن يدرس منتسباً وألاَّ يضيع أخوته في التدريس.
 
- ثم حين امتد ذلك أتعرفون ماذا صنع؟ فتح نادياً رياضياً وكيف كانت الرياضة آنذاك في مدينة الرياض فما بالكم في قراها؟ كان آباؤنا ينهروننا نهراً حينما نلعب الطابة، والطابة هي كرة القدم يعتبرونها تلهية للشباب وللناشئة، ولكن حينما تولاها مربٍ أقنع أولياء الأمور بأن أبناءهم في حصانة لأنهم مع أستاذ، فلذا لو قام بالنادي غير مربٍ لم يرض الآباء بذلك، ثم ماذا صنع بالنادي؟ قَلَبَه إلى نادٍ ثقافيٍ نادٍ رياضي يتسامرون ويتحاورون؛ إن هذا الجيل جيل التجربة، لا أتحدث عن إبراهيم المدلج وقد أسقطت لقبه، إنما أتحدث عن جيله وكأني أتمثل بقول الشاعر:
وإذا تفاضلت القلوب حماسة
فأرق قلب بينها القلب الشقي
 
- وأمتثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم ما معناه: "إن الرائد لا يكذب أهله" فهو من الجلدة يحافظ عليهم انتقل وما زال هاجس التعليم عنده، ولكنه تحمل أسرة ولم يعش في عقدة المؤهل وإنما أراد أن يثبت رجولة التعليم.. ورجولة التعليم ليس في شهادة تؤخذ وإنما في معرفة يقتدر عليها، وهذا ما صنعه إبراهيم المدلج.
 
- لا أريد أن أتحدث كثيراً عن الأستاذ إبراهيم المدلج، ولكني أردت التحدث عن جيله، صاحب الشيخ عثمان الصالح في مدرسته فتعلم منه الشيء الكثير، الَّذي أظن أنه سيأتي عليه حين يتحدث، إن هذا الجيل - أيها الإخوة - حينما يكرمون لأنهم أهل الإبداع فإن وجدناهم أحسنوا فعلينا أن نتبعهم، وإن وجدناهم بنوا فعلينا أن نضيف لما بنوا، وكان هذا هو ديدنهم وحثهم لنا جميعاً.
 
- أما فيما يتصل بأدبه، فإنني سأحمله مسؤولية لأنه فعلاً استطاع أن يضللنا مرةً بأبي حافظ، ومرةً بهايم، ومرةً أخرى يأخذ دواوينه فيغلق عليها الأدراج؛ ومع ذلك سلم الليلة من نقد النقاد؛ ولكني أقول له أهلاً ومرحباً بك بلسان المحتفي وبلسان الحاضرين؛ وأسفت للإطالة ففي النفس أشياء كثيرة.
 
- وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :685  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 92 من 155
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.