شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الشاعر عبد الله بلخير.. وذكريات نصف قرن (1)
سليمان ناصر
يعتبر كتاب ((عبد الله بلخير.. يتذكر)) من أكثر الكتب التي أصدرها الناشر السعودي ومؤسس ((ندوة الاثنينية )) الأستاذ عبد المقصود خوجه أهمية وإثارة ذلك أنه يضم بين صفحاته الـ (727) مجلداً حافلاً بالأحداث المميزة والمواقف المعبّرة التي قدمها الشاعر الشيخ عبد الله بلخير في شكل صور خاطفة التقطها الصحافي خالد محمد باطرفي وجعل منها مسلسلاً شيقاً جذاباً وهو مسلسل بالغ الأهمية يروي فيه بلخير سيرته الذاتية عبر فيض من ذكريات لا ينضب معانيها، خصوصاً أنه عاش تأسيس المملكة العربية السعودية، وشهد على نمو حركات الاستقلال والوعي الوطني وكل الأحداث التي زلزلت المنطقة بعد الحرب العالمية الأولى. ولقد رافقها في مطلع شبابه من بيروت وبغداد والقاهرة ودمشق، فوقف على أسرارها، وأدرك ما خفي من جوانبها، الأمر الذي جعل الحوار معه متعة أدبية وسياسية قلّ نظيرها.
يروي الأديب بلخير في الصفحات الأولى من الكتاب حكاية تاريخ المدرسة والتعليم في السعودية بدءاً بـ ((المدرسة الأهلية)) في مكة المكرّمة.. مروراً بمدرسة ((الفخرية)) و((الصولتية)). وانتهاء بمدرسة ((الفلاح)) في جدة ومدرسة ((الصحراء)) في البادية الحجازية. وهو يسرد وقائع ذلك النمو المطرد بأسلوب شيق فيروي كيف تطوّرت النهضة الثقافية خلال الثلاثينات والأربعينات مع تطور حركة الإصلاح التي شجع عليها المغفور له الملك عبد العزيز. وقال بلخير إن نظام التعليم في المملكة أبصر النور مع طلب العلم في المسجدين الشريفين المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة المنورة. وهو نظام متوازن عبر العصور عرفه جامع الزيتونة في تونس، وجامع القرويين في مدينة فاس المغربية، والجامع الأزهر في القاهرة.
وينتقل بلخير في ذكرياته إلى مرحلة انتظامه في الدولة السعودية يوم اختاره الملك عبد العزيز موظفاً في ديوانه (1941) بهدف تسجيل الأنباء الصادرة عن إذاعات الدول العربية والأجنبية. وكان ذلك في السنوات الأولى من اندلاع نيران الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي جعل من المكتب الذي يضم موظفين آخرين عدّة الدائرة الحيوية التي تفرعت عنها لاحقاً مديرية الإذاعة والصحافة والنشر.
وتناولت أحاديث بلخير مرحلة الغليان الوطني الذي بدأ قبل الحرب العالمية الثانية، ووصلت حرارته إلى مختلف دول المنطقة وكان من السهولة رصد هذه الحال من بيروت العاصمة التي وصل إليها الشاب السعودي العام 1935 ليلتحق بالجامعة الأميركية. ومن ((مطعم فيصل)) الشهير حيث كانت تجري عمليات طبخ النظريات السياسية والعقائد الحزبية، أطلّ بلخير على مختلف الحركات التي عرفها العالم العربي، أي حركة القوميين العرب، والبعث العربي الاشتراكي، والحزب السوري القومي الاجتماعي، إضافة إلى نمو الأحزاب المحلية الأخرى. ولقد سجّل عبر الحوار مع خالد باطرفي وقائع كثيرة، وأحداث مثيرة، يمكن أن تكون لشاهد التاريخي على أخطر مراحل هذا القرن.
الناقد الدكتور محمود رداوي كتب أكثر من مئة وخمسين صفحة في المذكرات قسمها إلى 12 حلقة راجع من خلالها سيرة الشاعر عبد الله بلخير، والأثر الذي ستتركه الأخبار والمعلومات القيمة التي يستحضر بها الماضي.
وقال الدكتور رداوي في وصف ملخص هذا الحوار الشيق: ((.. ومن خلال هذا العمل الأدبي الرفيع المعاصر جعلنا عبد الله بلخير نرافقه في رحلته التاريخية، عبر الرجال والأماكن والمناسبات والأحداث والأخبار.. فقرب منا شخصيات ملكية وسياسية وفكرية سعودية وعربية وإسلامية وزرنا معه بلداناً وأماكن عربية في لبنان وسورية والعراق إضافة إلى بلدان نقلنا إليها نقله تاريخيه، حين أحضر معها التاريخ بأحداثه ورجاله القدامى والمعاصرين. إن كتاباته تشكل عملاً فنياً يقترب من أدب السيرة والرواية، بل تجمع الفنين السيرة بحسها السردي الوجداني واعتمادها على البوح والصراحة والرواية بمقدرتها على الرسم والإثارة والتشخيص وإنماء الأحداث والوقائع)).
في المقدمة كتب الناشر ومؤسس ((ندوة الاثنينية )) في جدة الأستاذ عبد المقصود خوجه يقول إنه يأمل في المستقبل بإصدار الأعمال الشعرية الكاملة للشيخ عبد الله بلخير، الأمر الذي يساعد في فهم عصره بكل متغيراته واتجاهاته الفكرية والأدبية والسياسية، خصوصاً أن تجربته الغنية بالأحداث والمعلومات سوف تكون الشاهد على الحقبة الممتدة من العام 1925 حتى الآن. وهي أخطر حقبة عرفتها المنطقة العربية خلال هذا القرن!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :389  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 79 من 142
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج