شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الشعراء في إخوانياتهم (1)
خالد القشطيني
قضيت الأسبوع الماضي في قراءة كتاب الاثنينية الذي تفضّل بنشره الشيخ عبد المقصود محمد سعيد الخوجه ضمن سلسلة الاثنينيات، للأديب والشاعر محمد إبراهيم جدع وكان بعنوان ((البهاء زهير ـ شاعر حجازي)).
كانت هذه المطالعة متعة خاصة فلم أكن أعرف أن للبهاء زهير مثل هذا الظرف وخفّة الدم. يظهر أن الشاعر أخذ أكثر من نصيبه في الدنيا من الأصدقاء الثقلاء. وإلا كيف أفسّر مقطوعاته العديدة عن الثقلاء من أصحابه، كما قال في أحدهم:
وجليس لي فيه
قط مثل الناس حس
ليس منه أينما كنت
على رغمي حبس
ما له نفس فتنها
هُ، وهل للصخر نفس
إن يوماً فيه القا
هُ، ليوم هو نحس
وقال عن ثقيل آخر:
وثقيل ما برحنا
نتمنى البعد عنه
غاب عنا ففرحنا
جاءنا أثقل منه!
وترفق البهاء زهير مع أحد خلاّنه وقد رآه مبتلياً ببغلة نحسة متهالكة فقال فيها وفي صديقه:
لك يا صديقي بغلة
ليست تساوي خردلة
تمشي فتحسبها العيون
على الطريق مشكلة
وتخالها مدبرة إذا
ما أقبلت مستعجلة
مقدار خطوتها الطو
يلة حين تسرع أنملة
تهتز وهي مكانها
فكأنما هي زلزلة
أشبهتها بل أشبهتك
كأن بينكما صلة
تحكي صفاتك في الثقا
لة والمهانة والبله!
ولكن الشاعر لم يكن قاسياً بحق سائر إخوانه، فله قصائد وأشعار تفيض بالشوق والمحبة لهم، أو فلنقل لبعضهم، من ذلك أبيات يعاتب فيها أحد أصدقائه على طول غيابه ويحثه ويهيب به أن يجدد زيارته لبيت الشاعر، إذ يقول:
لعلّكم قد صدكم عن زيارتي
مخافة أمواه لدمعي وأنواء
فلو صدق الحب الذي تدَّعونه
وأخلصتم فيه مشيتم على الماء
وإن تكُ أنفاسي خشيتم لهيبها
وهالتكم نيران وجد بأحشائي
فكونوا رفاعيين في الحب مرة
وخوضوا لظى نار لشوقي حراء
حرمت رضاكم إن رضيت بغيركم
أو اعتضت عنكم في الجنان بحوراء
لا يسعني وأنا في هذا الصدد غير أن أحيّي الأستاذ جدع على حسن اختياره من أشعار البهاء زهير، والناشر الفاضل على حسن اختياره لهذه الاثنينية الثالثة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :565  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 54 من 142
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.