الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

41 نصاً نثرياً ليحيى السماوي

جرح باتساع وطن ⁽¹⁾

جدة/حاتم صادق

((جرح باتساع الوطن)) هو عنوان الكتاب الجديد الصادر في جدّة للشاعر العراقي المهاجر يحيى السماوي، ويحتوي على مجموعة من النصوص النثرية الجميلة والمعبرة التي هي في واقع الأمر قصائد من الشعر المنثور العميق الرائع.

الكتاب النثري الذي أصدره الناشر عبد المقصود محمد سعيد خوجه يمكن أن نطلق عليه تسمية ديوان شعر بالرغم من أن الشاعر يقول في كلمة حق في البداية ((لا أعرف إلى أية فصيلة أدبية تنتمي هذه الكتابات، ولقد سرّني ألا أعرف مثل هذه الفصيلة، كل الذي أعرفه، أنها إسقاطات ذاتية كتبتها أثر كل محاولة أفشل فيها باصطياد عصافير الشعر، منذ التجأت إلى القصيد أملاً في أن يصنع لي وطناً من الكلمات، بعدما فرض علي التشرد فأصبحت غجرياً دونما وطن، باستثناء بضعة حروف خطّت على بطاقتي الشخصية، كيما أثبت من خلالها أنه لي وطن يدعى العراق)).

واحد وأربعون نصاً نثرياً مشحونة بنبض الشاعر الذي ينام ويصحو وهو يلهث خلف سراب الشوق إلى الوطن الذي أحبه وعشقه عشقاً ليس له حدود، لكن كلاًّ منهما أخذ بعيداً عن الآخر عنوة، بكل ما في القسر من جبروت واضطهاد وموت متعدد الأشكال والأوقات، فأصبح الوطن كل شيء في حياته، الوطن بكل ما فيه، وبكل ما يمثله، وبكل ما يأتي منه، مهما كان صغيراً أو ضئيلاً، فلا شيء في الوطن تافه أو ليس له قيمة عند يحيى السماوي الذي يبكي شعراً، ويغني شعراً، ويتحدّث شعراً، ويتنفس شعراً، وكله من أجل العراق، الوطن الذي يعيش تحت الأسر والعذاب والظلم.

من أجواء ((جرح باتساع الوطن)) هذا المقطع من قصيدة بعنوان ((التضحية)):

لقد ضحيت بحاضري من أجل غدي،

ومن أجلك ضحيت بغدي يا حبيبتي..

لكنني من أجل الوطن أضحي بنا..

نحن الاثنين، فأنا أرفض الحب،

الذي ينمو في فصل،

ليموت في فصل آخر،

مثل نبات الحلفاء.

* * *

أي عناء هذا؟

في الوطن، نعد القوائم بأسماء المدن

التي سنهرب إليها..