(( كلمة الدكتور المهندس محمود سعادة ))
|
ثم تحدث الدكتور المهندس محمود سعادة - نائب وزير البحث العلمي، ونائب رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في مصر - مشاركةً منه بهذه المناسبة فقال: |
- بسم الله الرحمن الرحيم.. |
- الحمد لله الَّذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.. صدق الله العظيم. |
- أيها الإخوة الأفاضل: لن أستطيع أن أزيد عما قيل عن الأب والرجل العالم السيد الأستاذ الدكتور: سيد فهمي كريم، ويمكن أنا الوحيد الَّذي أقول كريم لأن حقيقة الاسم هي كريم، ولذكر كريم قصة طريفة إذا سمح لي أستاذي الفاضل الدكتور سيد أن أسردها، فأكون في حل من سردها. |
- الدكتور سيِّد كريم هو نجل المغفور له إبراهيم باشا فهمي كريم، وعندما أراد الملك فؤاد الأول أن يصدر مرسوماً بإدخاله الوزارة ليكون وزيراً للأشغال العمومية، كان الملك فؤاد لا يقرأ ولا يكتب العربية، فكانت المراسيم والقرارات الملكية تصدر بالفرنسية، فالمترجم كتب إبراهيم باشا فهمي كريم، لأنه لم يستطع قراءتها كريم، فعندما نطق الاسم جلالة الملك أصبح منطوقاً سامياً، وأصبح اسمه إبراهيم باشا فهمي كريم؛ ومن هنا كانت قصة الدكتور سيِّد كريم. |
- الدكتور سيِّد كريم - كما قيل سابقاً - من مواليد عام 1911م؛ وأعيد ذكر التاريخ لأنه نفس العام الَّذي ولد فيه الأديب الفذ نجيب محفوظ؛ والَّذي حصل منذ عامين على جائزة الآداب العالمية جائزة نوبل؛ دبلوم العمارة الَّذي حصل عليه من القاهرة هو - في الحقيقة - بكالوريوس كلية الهندسة، عندما دخلت بعد أجيال بعده كلية الهندسة، فوجئت باسم الدكتور سيد أفندي فهمي كريم معلقاً ومتوجاً في مكتبة كلية الهندسة، ومن زار منكم مكتبة كلية الهندسة في جامعة القاهرة سيجد الاسم - إلى الآن - ما زال موجوداً في لوحة الشرف بكلية الهندسة. |
- جامعة زيورخ لها شقان في زيورخ الجامعة الحكومية والمستوى الأعلى، الكلية العليا الفيدرالية في زيورخ، والتي تخرج فيها للمرة الثانية بعد حصوله على البكالوريوس من جامعة القاهرة عـام 1932م؛ حصل على البكالوريوس - أيضا - ويسمى في زيورخ الدبلوم، فحصل على الدبلوم مرةً أخرى عام 1935م، لأن هذه الجامعة - أو هذه الكلية - من صعوبتها ألاَّ تعترف بأي شهادات تمنح من أي جامعة أخرى؛ ثم حصل على الدكتوراة في العمارة من نفس الكلية في زيورخ؛ وبذلك كان أول مهندس مصري يحصل على درجة الدكتوراة في مجال العمارة، سبقه أساتذة ودكاترة في مجالات أخرى، في الهندسة الميكانيكية، والهندسة الكهربية، ومجالات الهندسة الأخرى..، إنما في العمارة كان - وبحق - أول مصري يحصل على درجة الدكتوراة في العمارة. |
- عمل كمساعد لأستاذه وباختيار أستاذه في زيورخ، ثم عاد بحكم القوانين المصرية بعد الحصول على الدكتوراة، أو الوصول إلى سن معين، أيهما أقرب عليه أن يعود ليخدم وطنه، فعاد إلى مصر وعمل بكلية الهندسة، ووصل إلى درجة الأستاذية في عام 1938م؛ وتشاء الظروف أن عام 1938م هو نفس العام الَّذي ولدت أنا فيه. |
- لقد ذكر في سيرته أنه أول من أنتج وأصدر مجلة علمية عن العمارة والفنون في مصر؛ استقطبت في هذه المجلة العلمية عمالقة الفكر المعماري والأدب والفنون، ليكتبوا فيها ولتنشر أبحاثهم في هذه المجلة، والتي ما زالت تستخدم كمرجع وإن توقف صدورها مؤقتاً الآن، إنما ما زالت تستخدم كمرجع من مراجع الفنون والعمارة لكافة الدارسين، وخاصة في الدراسات العليا. |
- حصل الدكتور سيِّد كريم على عدد وفير من وسائل التكريم، منها: الأوسمة والجوائز، وقد سبق ذكر وسام الشرف - الَّذي حصل عليه من الملك بودوان في بلجيكا؛ وكذلك حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى من مصر.. وهو أرفع الأوسمة العلمية في مصر، وحصل الدكتور سيِّد كريم من ضمن جوائز التقدير - سيف من الذهب مكتوب عليه كلمة: جدة، هدية من سموّ الأمير عبد الله الفيصل، عندما قام بتخطيط مدينة جدة، فكتب على السيف كلمة: جدة. |
- لن أطيل على حضراتكم، فمعلوماتي الكثيرة وإن كانت عندي مدونة وسأتركها لصاحب الأمسية، لأن فيها تواريخ عن كل مدينة أنشئت، وتاريخ إنشائها في كافة الدول العربية وفي مصر العربية؛ وكذلك في هذه الورقة التي أمامي عمل الدكتور سيِّد كريم في مجالات، مثل: السياحة والتخطيط السياحي، فهو الَّذي خطط للسياحة في مصر، وفي المغرب العربي الشقيق، وفي الجزائر الشقيقة، وفي عدد كبير من الدول..، ومعي بيان بأسماء الأماكن التي أنشأها في هذه البلاد. |
- وله في مجال الثقافة مشروعات كبيرة، منها: المشروع الَّذي تتنفس منه محافظات ومدن كبرى في مصر.. وهو مشروع قصور الثقافة؛ فهو صاحب الفكرة وهو الَّذي أشرف على تنفيذها؛ وله نشاط في مجال الصحافة، فهو الَّذي صمم مبنى نقابة الصحفيين، ودار أخبار اليوم، ودار روز اليوسف، ودار ومطابع المصري، ودار الشرق الأوسط، وفي خارج مصر دار الطباعة والنشر في جدة، ودار الطباعة والنشر في الكويت، ودار الطباعة المالية في الرياض. |
- وله أبحاث ومشروعات عالمية مبتكرة، منها: برنامج اقتصاديات التعمير، وله مشروع أرجو أن تتبناه الدول المحيطة في البحر الأبيض - وقد بدأت فعلاً في دراسته - يتعلق بحماية شواطئ بلاد البحر الأبيض من التآكل، ومن خطر الزلازل التي يسببها ارتفاع منسوب المياه في هذه الشواطئ، وكذلك بالنسبة للبحر شبه المغلق.. البحر الأحمر، والَّذي تطل عليه عدد من الدول، منها: السعودية، ومصر، والسودان الشقيق، وجيبوتي، والصومال؛ فإذا نفذ هذا المشروع فسيكون حماية لأرض الله. |
- أستاذي الدكتور سيِّد كريم: أنا آسف إذا كنت استقطعت جزءاً من وقتك الكبير؛ ومعذرة أيها السادة فإني أرجو أن أضيف إلى ما قلت عن الدكتور سيِّد كريم، أنه رجل متدين جداً وهو من الناس الَّذين تنطبق عليهم الآية: إنما يخشى الله من عباده العلماء وشكراً لحسن استماعكم، والسلام عليكم. |
|
|