شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة السفير أحمد البيومي الغمراوي ))
ثم أعطيت الكلمة لسعادة السفير أحمد البيومي الغمراوي - القنصل العام لجمهورية مصر العربية الشقيقة - فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم..
- والحمد لله ربّ العالمين، الَّذي علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد القائل: "الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم القيامة".
- أيها الإخوة: تحية لكم - جميعاً - في هذه الليلة الطيبة في هذا المكان الطيب، الَّذي هيأ الله فيه أن يكرم العرب والمسلمون علماءهم؛ وفي الحقيقة: إن هذه الأرض الطيبة منَّ الله عليها منذ وصل إبراهيم وابنه إسماعيل، إلى أن يكونا أول البنائين لأكرم بناء؛ ثم منَّ الله عليها بالعلماء ليعملوا في خدمة الإِسلام، على اعتبار أن جدة هي واجهة المسلمين وبوابة الحرمين، فلا عجب أن يسخر الله العلماء من أمثال سيِّد كريم، وغيرهم.. ليعملوا كادحين عاملين، كما فعل آباؤهم من قبل، وليبنوا كما أمر الله بإعمار هذه الأرض، بأن يقام البناء، وأن يستمر الإِسلام إلى أبد الأبدين.. الأهم من ذلك أن يكون من هذه الأرض الطيبة، وفي هذا المكان الطيب، الَّذي لا أدري إن كانت قد مرت فيه أقدام إبراهيم وإسماعيل وهما في طريقهما إلى مكة؟ ربما يكون قد بورك في القدمين، فأصبح مكاناً يجلس فيه العلماء والأدباء، بفضل رجل سخره الله لأن يكرم العلماء والأدباء.
- إن ندوة عبد المقصود خوجه - أيها الإخوة - ندوة ليس لها قرين في الوطن العربي، فهي ندوة مسجلة بالصوت، وهي لأول مرة في الوطن العربي تسجل وفي كل أسبوع، كتابةً وصوتاً وصورة: جمع العلم والعمل وسخره من أجل الأدب، والعلم بارك الله فيه، وبارك في أهل هذه الأرض الطيبة التي سيباركها الله باستمرار، ويبارك في أبنائها بفضل دعوات النبيّ، وبفضل دعوات إبراهيم.
- أيها الإخوة: الرجل الَّذي نكرمه الليلة حيرني أمره، كنت في سنتياجو شيلي، فوجدت مبنى الأمم المتحدة هناك على شكل منارة - المنارة الملوية - فاستغربت في ذلك، ولم أكن أعرف أي شيء عن الدكتور سيد فهمي كريم، تماماً كما منَّ الله علينا بنعمة النسيان كعرب، لأننا لا نعرف علماءنا؛ وكنت أول هؤلاء الناس، قيل لي: استغربت أن يكون في سنتياجو شيلي - وهي بلد كاثوليكية صرفة - مبنى يشبه الجامع؟ قلت لهم: هل هذا جامع؟ قالوا: لا هذا مبنى الأمم المتحدة: "سنتياجو شيلي" خططها مهندس اسمه الدكتور سيِّد كريم بعد الزلزال، منتدباً عن الأمم المتحدة.
- شوقني أن أعرفه، ذهبت إلى بغداد، وفوجئت أنه سبقني إلى هناك وكان مخططاً لبغداد الحديثة.. زرت أبا ظبي بعد الاستقلال، قالوا: إنَّه خطط أبا ظبي وسافر البارحة، وفي الكويت قالوا كذلك حينما زرتها، وفي عمان قيل لي حين زرتها في ظروف معينة؛ إنه قام بتخطيط المدينة، وعندما وصلت جدة قال لي أخي وصديقي الدكتور محمد سعيد الفارسي: أتعرف أن الدكتور سيِّد كريم هو أول من اشتغل، أو عمل مكتب تخطيط المدن هنا؟ هذا الرجل المحير حيرني فيه أمر آخر، بعد أن اشتغل كل هذا العمل، تفرغ لمدة خمسة عشر سنة لدراسة الهيروغلوفية، ليرد على افتراءات الغرب على العرب وعلى الإِسلام؛ وأجاد الهيروغلوفية، ووضع نظريات، وسيصدر له أربعة عشر كتاباً هذا العام، ادخرهم - جميعاً - كل واحد فيه نظرية جديدة.
- أضرب على سبيل المثال عن فرعون وموسى والأكاذيب التي وضعها اليهود؛ عن تاريخ الأنبياء والمغالطات التي وضعها اليهود والغرب في التاريخ العربي والإِسلامي؛ محاولة لوضع الإِسلام في موضعه الصحيح، لأن التاريخ لم يخططه ولم يكتبه العرب - للأسف - وإنما كتب في أوروبا، والأوروبيون هم الَّذين وضعوا بدايته فقالوا: إن الحضارة ابتدأت باليونان، وذكروا أن كل العلوم ابتدأت باليونان، وأنكروا دور الإِسلام ودور مصر القديمة وكافة الأدوار، وكأن العالم لم يبدأ إلا بالحضارة اليونانية، حتى الألعاب الأولمبية حطوها بالألومبياد اليونانية، كل شيء وضعوه ونسوا حقبة من التاريخ طويلة، سواء بالنسبة للإسلام أو بالنسبة لمصر الفرعونية القديمة؛ وكان ردهم عليه بالسكوت في معظم المؤتمرات العلمية التي حضرها، وأثبت فيها بالعلم والتخطيط العلمي عدم صدق هؤلاء الناس.
 
- وفتح الدكتور سيِّد كريم لعلمائنا مجالاً جديداً لإعادة تأريخ العلوم، وإعادة البحث العلمي والتخطيط في المستقبل، وسيسلم رسالة لزملائه وإخوته من علماء هذه البلد، وعلى رأسهم الدكتور محمد سعيد الفارسي، وسعادة أمين عام جدة الَّذي أحييه في غيبته، حيث أنه في مؤتمر المدن في الإسكندرية، فنحييه الليلة وكان يتمنى أن يكون بيننا.
 
- الحقيقة: أن الدكتور سيِّد كريم له فضل كبير في أنه جمعنا هذه الليلة في هذا المكان الطيب، لنستمع اليوم منه إلى الكثير الكثير مما قرأنا من الشمال لليمين؛ للأسف، نحن كعرب - يحب البعض منا أن يقرأ من الشمال لليمين مع إن كتابتنا من اليمين للشمال، لأن الغرب - بطريقة ما - حبب إلى البعض القراءة كما الشمال لليمين؛ وتكريم العلماء والأدباء سنَّة حميدة سنَّها الشيخ عبد المقصود خوجه، وهي مكرمة أشكر الشيخ عبد المقصود خوجه عليها، وأشكركم - جميعاً - والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :812  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 81 من 155
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج