شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إشارة
الاثنينية نموذج للأدب الرفيع (1)
بقلم: محمد حامد الجحدلي
الحديث عن الصوالين الأدبية يذكرنا دائماً بأن هناك رجالاً نذروا أنفسهم لصناعة الأدب بطريقة تجاوزت المشهد الثقافي المعتاد وبمستوى يؤكد نشأة هؤلاء الكبار الذين ترعرعوا في بيوت ثقافية واستطعموا مذاقها منذ نعومة أظفارهم وتتلمذوا على أيدي جيل الرّواد ومع كثرتهم إلاّ أن هناك منهم من نستطيع تصنيفه ضمن النخب الثقافية إن لم يكن في صدارتها وهذا يتطلب ممن أوكلت إليه أمانة الكتابة الصحفية ولا سيما المتخصصين منهم أو بحكم من واقعهم كرؤساء الأقسام في الملاحق الأدبية باعتبارهم الأقرب في توثيق جهود هؤلاء بما قدموا من منجزات أدبية تستحق أن تؤرخ وأن تتناوله الأقلام الثقافية ليكون في متناول المتلقي بمختلف مستوياتهم طلاباً ومثقفين وباحثين ومتابعين لما يدور في الساحة الأدبية لمزيد من التواصل والانفتاح على مجمل النوافذ الثقافية التي أضاءت الطريق لأجيال المعرفة ووقفت بثبات أمام الأبواب المشرعة لنقلة أدبية يجب أن نعيشها بكل مقاييس الكلمة الصادقة وقد يطول المقام لذكر أسماء بعينها ليس من باب الإشادة بقدر عطاء فكرة تتداولها الأجيال للذكرى والتاريخ علماً بأن معظم هذه الأسماء ليس لديها الرغبة في الظهور الإعلامي بل تعترض عليه بشدة وهو ما يُعبّر عن تواضعهم ليتركوا أعمالهم ومنجزاتهم تتحدث عن نفسها وفي ذلك ترفّع لمكانة الأديب المتأدّب والذي حدد لنفسه موقعاً مناسباً يليق بتاريخ عائلته دون الاتكاء على الوسائد المخملية لطالبي الشهرة وحب الأضواء الساطعة والتي يبحث عنها أدعياء الثقافة ويحملونها على أكف الراحة لإقامة احتفالاتهم بفنادق الخمسة نجوم ببعض العواصم العربية مع توجيه دعوات خاصة والزج بأسماء بعض الأدباء والمثقفين ومنهم من يفاجأ بذكر اسمه في قائمة المكرمين وهو ما زال في مسقط رأسه ولم يغادر بلده لظروف صحية تكالبت عليه بعد أن تقدم به العمر ومثل هذه الصور لم تعد غريبة على الوسط الثقافي فقد تناولته الصحافة الأدبية في صيف العام الماضي بتفاصيل كثيرة ومثيرة للجدل وفي مقابل ذلك تبقى الصوالين الأدبية التي ما زالت محافظة على صفتها المحلية وتستضيف نماذج أدبية رفيعة وتخصصات متعددة تشبع نهم المتابع المحلي دون أن تكلفه عناء السفر وتُقدّم في الوقت عينه صورة مضيئة لشرائح المثقفين وحضورهم بقوة على مستوى ساحتنا الأدبية، وبعيداً عن المجاملات فقد سُعدت مع عدد من الأصدقاء في الأسبوع قبل الماضي بحضور اثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه على شرف الشيخ الدكتور طارق محمد السويدان في مشهد ثقافي أؤكد أن مدينة جدة لن تنساه لا على المدى القريب ولا البعيد حيث أبحر فارس الاثنينية في ذلك المساء ولامس فكر ونبض الحاضرين الذين تجاوزت أعدادهم المئات واكتظت بهم حديقة قصر مؤسسة الاثنينية في ليلة اكتمل بدرها بنسمات أجوائها العليلة وفواصل من أبيات الشعر العربي الأصيل لراعي تلك الأمسية الأستاذ الدكتور جميل مغربي، ما أضاف لها مذاقاً آخر وتفاعل معها الحاضرون في محطات فارسها المفكر الإسلامي والباحث العربي المبدع الدكتور طارق السويدان حتى وإن بدأ متأخراً إلى حد ما لارتباطات مسبقة فإنه استطاع أن يدغدغ مشاعر وأحاسيس ذلك الجمع الطيب والنخب الثقافية التي ساهمت في نجاح تلك الأمسية.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :615  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 85 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.