شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يوميات البلاد
نحن واثنينية عبد المقصود خوجه (1)
بقلم: د. غازي زين عوض الله
إذا كان الشعر ديوان العرب في الماضي فإن اثنينية الأديب الأستاذ عبد المقصود خوجه هي ديوان العرب المعاصر وذلك لعدة أسباب من أهمها.
إنها تحتضن الفكر العربي من خلال استقطاب رموزه الذين تكرمهم بين وقت وآخر، إلى جانب روّاد فكرنا وثقافتنا وتهتم بالجانب الثقافي، والأدبي، والفني.
فمنذ تأسيس (( الاثنينية )) الذي بدأ عام 1403هـ فنشاطها لم يتوقف إلا في موسم الإجازات في المملكة باختلاف أوقاتها وزمانها، بحكم أن رواد الاثنينية يسافرون إلى خارج المملكة أو داخلها.. والمتتبع لحركة ونشاط الاثنينية التي صدر عنها ما يربو على ثمانية مجلدات يلاحظ وهو يستقرىء محتوياتها أو مضامينها مدى الثراء الفكري الذي خرج من أساطين العلماء والمفكرين الذين استضافتهم (( الاثنينية )) وهم يتحدثون عن تجربتهم الأدبية والثقافية بكل عفوية وتجرد وإحساس صادق في المعنى والكلمة واللفظ وأهم من ذلك بكثير أن الجديد في الحديث هو ((الذات)) و ((التأمل)) من المحتفى بهم يأتي بشكل استرسال تاريخي عن حياتهم الشخصية وعن خبرتهم وتجاربهم الذاتية التي لم تدوِّنها مؤلفاتهم ومقالاتهم المنشورة في الصحف أو خلافها من الدوريات الأخرى وتأتي كلمات الترحيب من المحتفي وكأنها دراسة علمية نقدية عن حياة الضيف في علمه وثقافته، وفلسفاته الفكرية، فغالباً ما يكون المكرم أو المحتفى به ثرياً بالمعلومات والمؤلفات التي تشكل أثراً مرجعياً في دنيا العلم والثقافة والفكر وإضافة إلى المكتبات العربية والإسلامية.. وأهم ما يميز (( الاثنينية )) ذلك التفاعل الاتصالي الذي يتم بين المحتفى به وروّادها بشكل مباشر وغير مباشر ثنائي الاتجاه ضمن إطار نظرية الاتصال الدائرية في تفاعلها.. فالحوار الفكري الذي أصبح تقليداً متعارفاً عليه في نظام (( الاثنينية )) يكون متمثلاً في شكل أسئلة وأجوبة.. وكلاهما يمثلان قاعدة طرفي المعادلة القائمة بين روّاد (( الاثنينية )) الذين يسألون والمحتفى بهم الذين يجيبون عن أسئلتهم. فالتقليدية التي أشرنا إليها آنفاً في سياق الموضوع لم تكن نمطية الفكر في ذاتية الاتجاه أو أحاديته بل في الحوار الدائر الناشط في تفاعله الذي يتجاوز حدود ذلك المفهوم في النظرية التقليدية الراسخة في أذهان البعض الذين يتمسكون بها إلى حد التشبث بالرأي، والفكر ((الأستاتيكي)) الرافض لكل حركة فكرية متجددة ومعاصرة. فإن ما يطرح من حوار في (( الاثنينية )) بعد كلمة الضيف أو حديثه.. يفتح باب آفاق المعرفة والثقافة ثنائية الاتجاه التي يمكننا أن نستفيد منها ومن تجاربها الناضجة عن طريق حركة ما يسمى بـ ((الاستقطاب الفكري)) ونظرية الاستلاب للعلوم والمعارف المكتسبة والاستجابة لها بردِّ فعل مؤثر بـ ((التنميط الثقافي)) الذي يحدث نتيجة التفاعل الحركي والفكري الذي أحدثته أجواء (( الاثنينية )) التي كان لها دور فعّال في إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من روّادها للالتقاء برجال الفكر والأدب،والعلماء الأفاضل من السعوديين، والعرب الذين كرمتهم وما زالت بشكل دوري ومنتظم.. فالتكريم لأولئك في حد ذاته معلم من معالم حضارتنا الفكرية والثقافية وأحد أوسمتها القلادية التي تبرز شخصيتها في دنيا العالم المتحضر. وهكذا تقف (( الاثنينية )) في خندق واحد مع المؤسسات الثقافية الأخرى التي تدعمها الدولة وترعاها في سبيل تحقيق الإطار التنموي لحركة الفكر والثقافة في بلادنا والتي استهدفتها الخطط التنموية في كل مراحلها المتعددة والتي بلغت ذروتها من التقدم والنجاح في ذلك المجال، وهكذا سارت على منوالها بقية المجالات الأخرى في كل مناحي الحياة وأصبحنا نحس بها ونلمسها في حياتنا اليومية وواقعنا الاجتماعي.
ولم يبق في الأخير سوى كلمة تقديرية أبعثها من كل قلبي للأديب عبد المقصود خوجه صاحب (( الاثنينية )) الذي كرّم ثقافتنا بتكريم أدبائنا ومفكرينا وعلمائنا والأكاديميين بل تجاوز حدود تكريم الثقافة المحلية إلى جغرافيا أو خريطة الثقافة العربية، فاستضاف أبناءنا من المثقفين والمفكرين فكرَّمهم في الوقت الذي لم نر غيره من رجال المال قدَّموا خدمات لرجال الفكر والأدب في بلادنا بأقل ما يمكن بطبع كتبهم ومؤلفاتهم التي أصبح معظمها حبيس الأدراج في مكاتبهم الخاصة.. وكما يقول المثل العام ((يد واحدة لا تصفق)) فإن ما تقوم به الأندية الأدبية والثقافية المدعمة من الدولة لا يمكن أن تسد حاجة طبع مؤلفات الأدباء والمفكرين لأن تلك الأندية لها مهمات أخرى في دعم الأنشطة المنبرية من محاضرات وندوات وهلم جرّا.
وأخيراً ((حياك الله)) يا عبد المقصود خوجه في (( اثنينيتك )) التي أحدث نشاطها أثراً فعّالاً في قلب كل مفكر ومثقف يقدر رسالة العلم والعلماء والمفكرين.
آخر كلام:
من شاعر القطرين خليل مطران:
نلتقي تارة ونشرد أخرى
كل ترب في مخبأ متداري
فإذا البعد طال طرفة عين
حثنا الشوق مؤذناً بالبدار
 
طباعة

تعليق

 القراءات :609  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 16 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.