المدرسة الصولتية وتكريمٌ مُستحقّ
(1)
|
|
بقلم: تاج الدين محمد السوَّاس |
|
تشرفت بحضور اثنينية
عبد المقصود خوجه وهي الاثنينية التي تكرم أصحاب الريادات من داخل المملكة العربية السعودية ومن خارجها فكان التكريم قبل شهر للمدرسة الصولتية بشخص مديرها الأستاذ ماجد سعيد بن مسعود رحمت الله. |
من خلال حفل التكريم تعرفنا على تاريخ إنشاء هذه المدرسة. |
أسسها الشيخ رحمت الله بن خليل العثماني سنة 1285هـ في المسجد الحرام، ثم تبرع أحد أمراء الهند ببعض الأماكن من داره بمكة المكرمة فانتقلت إليها المدرسة، ولما كثر طلابها وضاق بهم المكان انتقلت المدرسة إلى الحرم الشريف ثانية وكانت تسمى المدرسة الهندية أو مدرسة الشيخ رحمت الله، وجاءت النقلة النوعية عندما تبرعت السيدة (صولت النساء) بمبلغ مالي كبير للمدرسة فقام الشيخ رحمت الله بشراء أرض لتبنى عليها المدرسة بمحلة الخندريسة (بين جبل عمر وجبل الكعبة) وكان ذلك عام 1290هـ فأطلق اسم المدرسة الصولتية نسبة إلى المتبرعة الكريمة (صولت النساء) وبدأت الدراسة بها في 12/11/1291هـ ثم بنى الشيخ رحمت الله مسجد المدرسة عام 1302هـ من حجارة مكتبة الحرم المكي بعد أن تم هدمها لقربها من بئر زمزم ومضايقتها للحجاج. |
زار جلالة المغفور له الملك عبد العزيز المدرسة الصولتية كمنبر للعلم بجوار المسجد الحرام وقال: إنها الجامع الأزهري ببلادي وقد عدها البعض المدرسة النظامية الأولى في الجزيرة العربية، وأطلق عليها أم المدارس. |
أسهمت المدرسة الصولتية في تأسيس المدرسة الخيرية ومدرسة الفلاح في مكة المكرمة حيث أمدتها بالمدرسين الذين تخرجوا فيها بالإضافة إلى الاستفادة من طريقة تأسيس المدرسة الصولتية. |
خرّجت المدرسة الصولتية خلال مسيرتها التي امتدت إلى 137 سنة العديد من المشايخ والعلماء ومن تسلم المناصب العالية من أبرزهم: |
1 ـ الشيخ عبد الرحمن سراج ـ مفتي الحنفية. |
2 ـ الشيخ أحمد عبد الله ميرداد ـ شيخ الأئمة. |
3 ـ الشيخ أسعد دهان ـ قاض بمكة المكرمة. |
4 ـ الشيخ عبد الرحمن دهان ـ شيخ المشايخ. |
5 ـ الشيخ محمد خيَّاط ـ مؤسس المدرسة الخيرية. |
6 ـ الشيخ حسين المالكي ـ مفتي المالكية بمكة المكرمة. |
7 ـ الشيخ عبد الله زواوي ـ مفتي الشافعية بمكة المكرمة. |
8 ـ الشيخ عبد الله سراج ـ قاضي القضاة ومفتي الأحناف. |
9 ـ الشيخ عبد الله غازي ـ المدرس بالمسجد الحرام والمؤرخ صاحب كتاب: إفادة الأنام بذكر أخبار البيت الحرام. |
10 ـ الشيخ أحمد قاري ـ صاحب مجلة الأحكام الشرعية والتي حققها معالي الأستاذ الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان مع الدكتور إبراهيم أحمد علي ولم يسبقها إلا مجلة الأحكام العدلية. |
11 ـ الشيخ عبد الله فدا شاعر وورّاق. |
ومن المداخلات والكلمات استوقفتني كلمة عبد المقصود خوجه وما فيها من معلومات أسمعها لأول مرة بأن مناهج المدرسة الصولتية تفضل على النحو التالي: |
1 ـ العلوم الدينية ونسبتها 45 في المائة. |
2 ـ اللغة العربية وآدابها ونسبتها 32 في المائة. |
3 ـ علوم المنطق ونسبتها 18 في المائة. |
4 ـ التاريخ 5 في المائة. |
كما استوقفتني إشارة معالي الأستاذ أبو سليمان إلى أنه كان في مكة المكرمة قبل إنشاء المدرسة الصولتية العديد من المدارس، وإنه من أشهر النساء في تلك الفترة السيدة فاطمة زوجة الأستاذ عباس قطان، والسيدة صولت النساء، خلاصة القول: إن المدرسة الصولتية بجوار الحرم المكي الشريف في حاجة إلى مبانٍ حديثة خارج منطقة الحرم، وأن يقوم بعض المستثمرين على إنشاء جامعة دينية أهلية باسم الجامعة الصولتية. |
وحتى يحين ذلك على إدارة المدرسة إبقاء هوية المدرسة كمدرسة دينية مع محاولة تحديث طرق تدريسها بالأخذ بروح العصر باستخدام الحاسب الآلي وتدريس اللغة الإنجليزية وخصوصاً بعد أن تمت معادلة شهادتها بشهادة الثانوية العامة. |
|