شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( أبيات للشاعر محمد سعيد بابصيل ))
ثم ألقى الأستاذ عدنان صعيدي نيابة عن الأستاذ محمد سعيد بابصيل أربعة أبيات شعرية - تحية للمحتفى به - قال قبلها:
- تحية وفاء للصديق القريب البعيد، سعادة الدكتور يوسف عز الدين، الَّذي ملأ قلوب أصدقائه - عندما عاصرناه بمصر دارساً ومقيماً - ملأها حباً وولاءاً..، وذلك في الخمسينات الميلادية.
يا حبيباً قد غاب عنا طويلاً
وشدا به الإخوان جيلاً فجيلا
قد سمعنا عنه قليلاً كثيراً
واختفيتم عنا كثيراً قليلا
كم سعدنا أيام كنا بمصر
نتناجى بحب مصر طويلا
فتقبل تحية من صديق
غاب عنا رغم الوفاء وصولا
 
ورد عليها الدكتور المحتفى به قائلاً:
- إنه - حقاً - صديق عزيز أشكره، وأتمنى أن أرى بوساطته الأخ عبد الله عبد الجبار.
 
وسأل الأستاذ ماهر عبد الوهاب قائلاً:
- هل توافقون من يقول: إن هذين البيتين من أجمل ما قيل في الشعر العربي:
إن العيون التي في طرفها حور
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يَصْرَعْنَ ذا اللب حتى لاحراك به
وهنَّ أضعف خلق الله أركانا
وأجاب الدكتور يوسف عز الدين قائلاً:
- لا شك بأنهما من عيون الشعر العربي وأعدهما من الشعر التعليمي؛ فقد انتهى عصر هذا أجمل بيت وهذا أهجى بيت، بعد أن كثر الشعر العربي الحديث، وكثر الشعراء، وكثرت الأبيات الجميلة، وانصرف الناس عن الشعر الأصيل ومتعة الفن الجميل.
 
ثم وُجِّه سؤال من الدكتور مصطفى عطار جاء فيه:
- هل لكم أن تحدثونا عن ندوة الأستاذ عبد العزيز الرفاعي (رحمه الله) حيث كنتم من روادها وصديقاً أثيراً للراحل الكبير، مع رجاء إتحافنا عن أثر هذه الندوة - وأمثالها - على الحركة الأدبية والثقافية؟
 
فقال الدكتور يوسف مجيباً على سؤال السائل:
- جزاك الله كل الخير، فقد كنت أنوي أن أتحدث عنها وأنساني الشيطان - لعنة الله عليه -.
 
- الحقيقة كانت أول ندوة أحضرها في الرياض، إذ تربطني به (رحمه الله) رابطة قديمة؛ كان يأتي إلى العراق ويزورني في المجمع العلمي العراقي، وتوطدت بيننا الصلة؛ كانت الندوة رائعة ومن الندوات القليلة التي أظهرت المواهب الكثيرة، بخاصة الشعراء الشباب أو الشعراء الَّذين لا يجدون لهم مكاناً يلقون فيه أشعارهم؛ والرجل (رحمه الله) كان في منتهى الخلق الكريم.
 
- أقول منتهى.. لأنني قلت له مرة: أنت أزعجتني بخلقك الكريم، فقد تحدث أشياء تثير الأعصاب ويأخذها برحابة صدر، وطيبة نفس، وخلق رضي، قلت له: أبا عمار أزعجتني أنت بهذا الخلق، فبمثل هذا الخلق كانت الندوة تدار، وكانت مفتوحة ليس لها نظام أو منهج، كان يعرف إخوانه، يقول: فلان نريد قصيدة منك اليوم، ويكون بعضهم قد حضر ويسأل فلان: ما رأيك في القضية الفلانية؟ كان له فضل في إدارة هذه الندوة، وكانت تكتب الجرائد عنها، وشجع هو بنفسه الشعراء والكُتَّاب الكبار من أساتذة الجامعة، وطبع لهم كتبهم (رحمه الله) وجزاك الله خيراً - أيها السائل - إذ ذكّرتني بإنسان حبيب عظيم، ويشهد الله إني قد كتبت فيه عدة أبيات وما تمكنت أن أكمل القصيدة، حزناً على هذا الرجل الفاضل، والصديق الوفي الكريم.
 
ومن الأستاذ عبد الله ترجمان ورد السؤال التالي:
- ما رأي سعادتكم في شعراء المهجر، كجبران خليل جبران وغيرهم..؟ وهل شعرهم يعتبر تجديداً في مفاهيم الشعر الحديث؟
وردّ الدكتور يوسف مجيباً:
- شعر المهجر نسق خاص، يذهب العربي وأكثر المهاجرين الَّذين لم يكملوا التعليم العالي، فيصطدم المهاجر بالحضارة الأمريكية ويجوع ويعرى، يحمل على أكتافه - أحياناً - الأشياء التي يبيعها فيتألم.. فيرسم ألمه بالحرف، وبعضهم لم يتقن اللغة العربية جيداً، لذلك هاجم المشارقة أدبهم، ووصفوهم بأنهم لا يقيمون للنحو وزناً كبيراً، والحقيقة أن شعرهم جميل ورقيق ولطيف، وقد أثر في كثير من الجيل الَّذي سبقنا من الشعراء لصدق المعاناة فيه.
 
وتقدَّم الدكتور محمود حسن زيني بسؤال قال فيه:
- ونحن إذ نحييكم ونكرمكم - جميعاً - مع صاحب الاثنينية، سعادة الأستاذ عبد المقصود خوجه، نكرم فيكم العراق الشقيق برجاله العظماء، ورواده المفكرين، والأدباء، والنقاد الغيورين على الفكر والأدب والنقد العربي الأصيل، ونفزع إلى الله (العلي القدير) أن يعيد للعراق مجده الإسلامي التليد.
- ضيفنا وحبيبنا رائد النقد الموضوعي الحديث، نود الاستماع إلى رأيكم النقدي الإيجابي إلى الدعوة إلى الأدب الإِسلامي، وإعادة التاريخ الأدبي عن تاريخنا الأدبي، من منظور إسلامي أو بعبارة أخرى من وجهة نظر الإِسلام إلى الأدب؟
 
وأجاب المحتفى به قائلاً:
- أشكر الزميل الحبيب الصديق على لطفه وأنا أقرأ له، ويعجبني هذا الاتجاه الَّذي يسير فيه، وأرجو أن يستمر في هذا الاتجاه الحسن.. وأقول:
- ما زال الشعر العربي الحديث - والشعر الإِسلامي بخاصة - بحاجة إلى تنظير، فليس الشعر الإسلامي هو الشعر الَّذي تذكر فيه لفظ الجلالة ومدح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إنما الشعر الإسلامي هو الَّذي ينبع من عقيدة سليمة وإيمان عميق، فتحس وأنت تقرؤه - وإن لم يذكر فيه القرآن الكريم أو الرسول صلى الله عليه وسلم - أنه إسلامي واضح العقيدة صادق العاطفة، وبغير الصدق والإيمان فلن يكون شعراً صادقاً؛ فنحن نحس عندما نقرأ شعر حسان أو كعب بن زهير الَّذي نظم قصيدته ولم يكن مسلماً؛ وحتى الأعشى بالرغم من عدم إسلامه، فقد رده أبو سفيان عن مدح الرسول بمئة ناقة - تحس به صدقاً، لأنه في أعماقه كان متأثراً بالإِسلام وتعاليمه.
- فالشعر الإسلامي يجب أن يكون صادق الإيمان عميق العقيدة؛ فالقصيدة الصادقة تهز المشاعر والأحاسيس، وخير الشعر ما كان صافي المسرى، رقيق الألفاظ، ينبع من وجدان المسلم؛ فتزوده بمتعة روحية، وتحبه وتردده لحلاوته، لأنه نابع من الوجدان العميق والإيمان الصافي.
 
ومن الأستاذ إبراهيم محمد إبراهيم ورد السؤال الأخير وهو:
- الأحداث التي تحل بالأمة كبيرة جداً، وصداها عند الشعراء لا يرتقي لمستوى الأحداث؛ بم تعلل ذلك؟
وردّ المحتفى به على ذلك بقوله:
- هذا صحيح، أما التعليل فأتركه لكم..
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :639  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 57 من 155
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج