شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يسعد صباحك
نوادٍ للمتقاعدين.. أين (1) ؟!
بقلم: علي مدهش
هل قدامى الدبلوماسيين وحدهم الذين يمكن لهم أن يستأثروا بنوادٍ ترفيهية يمارسون فيها جانباً من حياتهم الطبيعية فيما بعد التقاعد عقب تسريحهم من الخدمة بقوة النظام؟!
هذا باختصار شديد سؤال أمسكت بأطرافه من فم أكثر من قارئ عزيز اقتحم أذني بهاتفه ليسرد رأيه فيما أثير من طرح لتلك الصورة التي نقلتها وبلا رتوش لوقائع ما حدث في أمسية تكريم الإعلامي والدبلوماسي المعروف الأستاذ عباس غزاوي في دار الأستاذ عبد المقصود خوجه وخصوصاً تلك التي تتعلق بحالة الدبلوماسي العائد من سنوات العزلة إلى وطنه ليعيش حالة انعدام وزن.. مغيباً تماماً عن حميمية وطقوس بلاده.. لكن شيئاً واحداً قد يعيد إليه توازنه إن انفتحت طاقة ليلة القدر في وجهه ووجد عندها نادياً لا يشغل وقت فراغه في المفيد فحسب، بل جعله ملتقى دائماً يضم بين جنباته كل الذين فرَّقهم الشتات وعندها فقط ستلوذ الغربة والاغتراب للفرار بمعرفة ((الوفاء)) و ((حديث الذكريات)) و ((ملتقى الخبرة)) وربما فكرة تأسيس النادي أو النوادي الدبلوماسية في مدن الوطن الغالي ستجد صداها في اتجاه التنفيذ عندما يتحول وعد صاحب الاثنينية بنقل الفكرة لسمو وزير الخارجية إلى شيء من الواقع.
أكيد أن لا أحد يمكن أن يكون كارهاً ولا ضنيناً على دبلوماسيينا إن تحققت لهم مثل هذه الأمنية الغالية وهي ميزة جد راقية تليق بمكارم فعالهم ونبل خدماتهم الوطنية وتكريماً لتاريخهم الحافل بالإنجاز والوفاء والانتماء والذي لا ينبغي أن يقابل بالنكران والحرمان والجحود.. لكن مثل هذا الخير ألا يجدر بأن يعم المتقاعدين كافة بلا استثناء ولا يصح أن تعامل فئاتها سواء حكومية أو أهلية بمثل ما تواجهه من إهمال وتطنيش ثم تسقط بلا ريح كأية ورقة خريف مهملة.. وبشيء غير قليل من الحماس يشاركني صديق القلم ورجل الأعمال محمد حسن يوسف الرأي فيما يقاسيه المتقاعدون من إهمال وغفلة وتناسٍ لا نرى له مبرراً في ظل انتماء فئات المتقاعدين لمؤسستين كبيرتين شغلهما الجانب الاستثماري وحساب الربح والخسارة عن أداء دورهما الإنساني تجاه المتقاعدين كما يجب.. ومن ثم ألا يحق لنا أن نتساءل: ماذا فعلت مؤسسة معاشات التقاعد أو مؤسسة التأمينات الاجتماعية من أجل خدمة متقاعديهما (؟!) وأين دور هاتين المؤسستين إن لم يكن في العمل على تأسيس نوادٍ ترفيهية تهتم بالنواحي الصحية والرياضية والثقافية والتسلية والترفيه.. وجعل هذه النوادي ((مؤسسات جاذبة)) و ((بيت خبرة)) يمكن الرجوع إليها والاستفادة من تجاربها ومؤهلاتها العالية وعقولها المعطلة حالياً في إدارة شؤون حياتنا العملية والعلمية في المدارس والكليات والجامعات ومعاهد التدريب بل إن مثل هذه النوادي التي تعد واجهات ومعالم حضارية لأي بلد مثل جمهورية مصر العربية التي فاقت بالعدد كماً ونوعاً ما يغطي هذا الجانب بمؤهلات الأمان والوفاء واللمسة الإنسانية الساحرة.. وما لم تقم هاتان المؤسستان بدورهما في هذا المجال.. أما كان من الأولى لهما القيام بعمليات تنسيق وحث دائم للدوائر والمصالح والمؤسسات الحكومية منها والأهلية ببناء نوادٍ لمتقاعديها وخصهم بهذه الحسنة الباسقة التي تمكنها من تلميع وجهها الحضاري.. بدلاً من أن تطلق رصاصة الرحمة على حياة وظيفية صحيح أنها بدأت بشهادة سيرة وسلوك لكنها تنتهي على أيدي هاتين المؤسستين دوماً بمطالبتهم سنوياً بشهادة إثبات حياة وكأن من لم يمت بالسيف.. مات بالتقاعد!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :348  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 152 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثالث - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج