شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الفلك يدور
الدكتور عاصم حمدان (1)
بقلم: محمد صلاح الدين
احتفلت اثنينية الأخ الكبير الأستاذ عبد المقصود خوجه يوم الاثنين الفائت بأخ كريم وزميل بر عزيز هو الأستاذ الدكتور عاصم حمدان علي فكانت ليلة عابقة بأريج المحبة والوفاء مضمخة بكريم الذكريات عن كل ما هو عزيز كريم من تاريخ مكة المكرمة وطيبة الطيبة وأهلهما الكرام الميامين.
والحديث عن أخي الدكتور عاصم حمدان ذو شجون، ذلك أن الكثرة الغالبة من قرائه الذين يتابعون دراساته التاريخية والأدبية وأبحاثه الفكرية وتعليقاته السياسية لا يعرفون أن وراء هذا الإنتاج الأدبي الفكري المتميز نفساً كريمة مرهفة تفيض على كل من حولها بالمودة والرحمة وتعيش هموم الأمة وآلام الناس، وقلباً كبيراً يمتلئ غيرة على حرمات الله ومواريث الأمة وثوابت الدين.
* * *
ثمة جانب هام تتميز به كتابات أخي الدكتور عاصم، وتلك هي عنايته البالغة بالتاريخ للمجتمعات القديمة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والتأسيس لما ساد هذه المجتمعات من تكافل وتراحم وتلاحم، وما وطد وشائجها من مثل عليا وخلق كريم عاشت هذه الأجيال سعيدة راضية.
ولكن ما لا تعرفه جمهرة قرّاء أخي عاصم أنه يعيش في واقعه كل هذه الخلائق والمثل، ويتمثلها بصرامة في حياته مختلف تصرفاته وعلاقاته، ولعلّ هذا الجانب أشد ما يعاني منه أخي عاصم فهو يتعامل مع الناس بحس مرهف بالمسؤولية والمروءة والواجب، والتزام دقيق باللياقة والتواضع والإيثار، ويحسب أخي عاصم من طيبة قلبه أن الناس كلهم كذلك وما هم كذلك.
من هنا فإن أخي الدكتور عاصم كثيراً ما يتأذى من بعض من حوله، فقد اختلفت أحوال كثير من الناس فلم يعودوا يرون قضايا الواجب واللياقة بالأهمية التي يراها أخي عاصم، وما عاد كثير من الناس يطيقون ما يطيق من دقة والتزام ومراعاة للصغير والكبير.. وهكذا يعيش أخي عاصم ـ في بعض الأحوال ـ غربة وجدانية وتوتراً نفسياً أخشى أنه يعاني منه الكثير.
* * *
لقد تلقى أخي عاصم تعليمه العالي كله في واحدة من أرقى الجامعات البريطانية، وعاش عدداً من سنوات نضجه الفكري والعلمي في المجتمع البريطاني، فما زاده كل ذلك إلا اعتزازاً بلغته وحضارته وأرومته، واستمساكاً بدينه، ومحبة والتصاقاً بأهله وبني قومه، ومن هنا تأتي شدة كتابات أخي الدكتور عاصم في نقد نفر من المستغربين الذين افتتنوا ببهرج الغرب وبهرتهم حضارته على جهل بما عندهم من تراث عظيم.
ثمة جانب أعلم أن حديثي عنه سيغضب أخي عاصم، لكنني أستميحه العذر لأن تكريم الاثنينية إنما يستهدف إبراز الأسوة الحسنة والنماذج الكريمة، ذلك أن أخي عاصم مسكون بحب الضعفاء والمساكين ونجدة ذوي الحاجة والمسغبة، يتفقد أوضاعهم ويوفر احتياجاتهم ويستر عوراتهم ويصون كرامتهم عن مذلة السؤال، وإنه ليفتح بذلك أبواب الخير والبر على مصاريعها أمام من يثق فيهم من أخوته، واستنزالاً للرحمة وأماناً من الفزع الأكبر يوم الدين، يوم يقوم الناس لرب العالمين.
تحية لأخي عاصم حمدان في يوم تكريمه، مثلاً كريماً وأسوة حسنة وسيرة طيبة عطرة، وتحية لصاحب الاثنينية الأخ الكبير الأستاذ عبد المقصود خوجه، حسبه من الفضل أنه يفتح للناس أبواب الوفاء والعرفان، ويمهد لهم طرائق البر والخير، ويعرف بذوي الفضل، ولا يعرف الفضل إلا ذووه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :361  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 141 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل بن عبد العزيز

نائبة رئيس مجلس مؤسسي ومجلس أمناء جامعة عفت، متحدثة رئيسية عن الجامعة، كما يشرف الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عمرو الفيصل