شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الكلام الأخير
جدة ـ البهية (1)
بقلم: إبراهيم الناصر الحميدان
رغم اعتصارات الزمن لنا.. فنحن نحاول سرقة لحظات نخرج فيها من تلك الشرنقة الرهيبة لنطل من خلالها على عالمنا الحميمي.. عالم المظلة التي نتفيؤها بالمحبة وزيادة التلاحم.. فهذه التهديدات التي نستشعرها من كل جانب أنها تحاول اختراق نسيجنا الوطني.. وإذا كنا نفتقد الكثير من المؤسسات التي نلتف حولها حتى تعبِّر عن مشاعرنا فمحبة الوطن هي القدوة.. والثقافة هي المشعل الذي نستضيء به. وبالأمس القريب تلطف الوجيه الشيخ عبد المقصود خوجه على عادته في تكريم رجال الفكر فجمعني في اثنينيته الرمزية بأصدقاء الأمس البعيد في تظاهرة قربت المسافات. فسمعت من نفحاتها خطاب الود الذي ظل عبقاً ـ رغم الزمن المتلوّن ـ فكان أن جاءت الحفاوة سلسلة بلا تكلّف قالها الدكتور عصام خوقير المبدع المقل والناقد الكبير الأستاذ حسين بافقيه فذكروني بقامات الأمس التي غيبتها جسدياً الرموس وإن لم تغب عن أذهاننا بصماتها في فكرنا ـ رحمهم الله جميعاً ـ وكان المحتفي خير عنوان لذلك السفر الطويل جزاه الله كل خير.. ثم تلطف صديقي الأديب البارز محمد سعيد طيب أبو شيماء في ثلاثيته الجميلة والتي تضم بين جنباتها شرائح مختلفة من وجهاء المدينة العريقة ـ أمنا جدة ـ فقابلت تحت مظلتها رجال المال ورجال الفقر في وقت واحد والمتقاعدين بخبراتهم الثرية وأريحيتهم الحميمة للتعبير عما يجول في خاطرهم دون تزلف أو رياء. إذ اختفى خطاب النفاق الذي كان سائداً في القرن الماضي.. وأصبح الرأي الحر هو القائم فالمصير مصيرنا جميعاً يحتاج إلى المصارحة.. ولا فرق في القادم بين الكبير والصغير أو الحاكم والمحكوم.
وقد أعجبتني في تلك الجلسة هذه الرؤية العميقة التي تنفذ إلى محاولة التحليل الموضوعي من قبل الذي يتلقى التساؤلات فيحاول أن يقول رأيه الصريح ـ تلجمه بعض الشفافية المثالية ـ الدكتور خالد الدخيل لأن للمجالس المفتوحة محاذيرها وهناك من يتصيدون في الماء العكر!! فالدكتور خالد قامة ثقافية نعتد بها ويملك حساً وطنياً ينتمي إلى وعاء المستقبل بعيداً عن هذه الثرثرات التي سئمنا من ترديدها.. مثل التقليدية أننا نشهد في مثل هذا الحضور النابه تطلعات شيخنا القصيمي في التجديد وموازين العصر التي تميل إلى كفة الثقافة الحرة لا المستهلكة التي تعفنت ونؤمن بأن غدنا يدفعنا إلى ضرورة التخلص من القيود التي تمنع استحضار الرأي الأخير وإطلاق حرية التعبير ولا ننسى هنا أن رأي نصف المجتمع المرأة مازال مغيباً ويحاد بالكتمان التعيس.فلنفتح النوافذ ما دام العلم يخترق الفضاء والمسافات من كل جانب.. والمستقبل للرأي المستنير بما في ذلك شذرات من ضفاف العولمة التي نأخذ منها ما يحقق أهدافنا ويؤكد الشجاعة في التعبير. لقد استروحت في أجواء عروسنا جدة هذه النسمات العبقة بإطلالة المستقبل الذي يحثنا على المضي نحو الآفاق الفكرية تكرسها العلوم الإنسانية. فشكراً لمن جعل هذه النوافذ تطل على غدنا المشرق إن شاء الله بعيداً عن النفاق الذي مضى إلى غير رجعة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :344  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 128 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالعزيز الرفاعي - صور ومواقف

[الجزء الثاني: أديباً شاعراً وناثراً: 1997]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج