شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ورحل زاهد زهدي الأديب الذي لم يستنكف تجربته مع الأغنية (1)
علي فقندش (جدة)
ـ زاهد زهدي شخصية أدبية عربية أكثر من رائعة.. كردي عراقي جميل اكتنزت شخصيته إبداعاً مختلفاً ((أدباً وشعراً ونقداً ودراسات وأعلاماً)) فكان أشبه بإذاعة كاملة كما شبهه الأقربون.
أيضاً هو طراز مختلف من الرجال الأكثر صموداً وتحدياً أمام المرض الذي لم يهزمه إلا هذا الأسبوع عندما فاضت روحه إلى بارئها جل وعلا في لندن.
زاهد محمد زهدي الذي التقيته مراراً في جدة حيث كان بعد حرب الخليج الثانية موزعاً أقامته بين جدة ولندن كان منها تلك الزيارات الأسرية المتعددة التي كان قد دعانا إليها. رحم الله زاهد زهدي لم أجد فيه إلا التحدي والإصرار على الحياة وأن يكون اسماً ورقماً في قيدها وسجلاتها.
رحم الله زاهد زهدي الذي صمد كثيراً رغم عنف السرطان الخبيث في تعامله مع ذلك الجسد النحيل الخائر القوى.. صمد زاهد بقواه العظيمة في دواخله وبروحه المتفانية بالحب والعلم والثقافة وكل ما له علاقة بعوالم الإبداع حتى إن عالم كتابة الأغنية الذي لا يهتم به كثير من الأدباء والمثقفين باعتبارهم إياه نشاطاً جانبياً إلا أنه كان يفخر بسجله الحافل مع كبار نجوم الأغنية ربما كان أبرزهم الراحل العلم في الغناء ناظم الغزالي في عدد من أشهر أغنياته لعلّ أبرزها ((مروا علي الحلوين)) ومائدة نزهت في ((كل ما أمر ع الدرب)) كذلك أشهر أغنية وحدوية رددها العراقيون ((كرد وعرب رمز النضال)).
ومؤخراً كان الأديب وصاحب الاثنينية الشهيرة بجدة عبد المقصود خوجه قد احتفى بالأديب والإعلامي الراحل زاهد زهدي رحمه الله. وزاهد ولد في مدينة الحيرة عاصمة العراق على عهد الحجاج، والتي تقع جنوبي شرقي بغداد، وذلك في يوليو عام 1930 وهو من الأكراد العراقيين أماً وأباً،إلا أنه عاش في وسط عربي كوَّن ثقافته.
ـ أكمل دراسته الابتدائية في مسقط رأسه ـ مدينة الحيرة، ثم رشح للقبول في كلية الملك فيصل الأولى في بغداد، وهي مدرسة ثانوية أطلق عليها اسم كلية، لأن الدراسة فيها باللغة الإنجليزية، ولها نظام خاص ولا يقبل بموجبه إلا ثلاثة من كل محافظة، هم الأول والثاني والثالث، ويسري بها نظام دراسة داخلي صارم، ويديرها مدير إنجليزي.
ـ تم فصله من كلية فيصل ـ وهو في الصف الثالث المتوسط ـ بسبب مساهمته في قيادة إضراب طلابي ضد إدارة المدرسة جر إليه جميع ثانويات بغداد، وأغلقت بسببه ثلاث صحف وطنية.. وقفت إلى جانب الطلبة المضربين، وكان ذلك عام 1947هـ.
ـ بعد فصله من المدرسة اشتغل عاملاً في مصانع الشالجية الخاصة بالسكك الحديد في بغداد، وهي تجمُّع عمالي كبير، وخلال الأشهر الأولى بعمله أسهم في قيادة إضراب عمالي ضد الإدارة الإنجليزية للسكك، وجرت في خلال ذلك مؤامرة لاغتياله.. انتهت بإصابته بجراح بالغة.
ـ تم طرده من العمل أيضاً بعد إعلان الأحكام العرفية في العراق تحت ستار تحرير فلسطين، ثم جرت إحالته إلى المجلس العرفي العسكري الذي حكم عليه بالسجن أربع سنوات، وبوضعه تحت مراقبة الشرطة لسنتين.. قضى معظمها في سجن نقرة السلمان الصحراوي.
ـ خلال وجوده في السجن، وبسبب كتابته الأشعار والأناشيد الوطنية التي كان يرددها السجناء الوطنيون، حكم عليه بثلاث سنوات إضافية وهو داخل السجن.
ـ عمل بعد عام 58م في دار الإذاعة العراقية مديراً لقسم الأحاديث والبرامج، وقدم برامج خاصة في الإذاعة، ونشرت الصحف الكثير من قصائده.
ـ خلال تلك الفترة صدر له ديوان (شعاع في ليل) باللغة العربية الفصحى، وديوان: (أفراح تموز) باللغة الشعبية.
ـ عضو في اتحاد الأدباء العراقيين ونقابة الصحفيين في العراق، وكان في السبعينات نائب رئيس تحرير مجلة: (النقل والتنمية) والمشرف المباشر على إصدارها.
ـ تم فصله من الإذاعة على عهد اللواء عبد الكريم قاسم، فاضطر للعمل في شركة انشائية مع مواصلة نشره الشعر في الصحف، وقد اعتقل بسبب إلقائه قصيدة في اتحاد الأدباء.. تحدى فيها عبد الكريم قاسم بحضوره.
ـ بعد انقلاب 8 شباط الذي نفذه البعثيون غادر العراق سراً إلى إيران، في مسيرة قطعها على دراجة وعلى قدميه، وقد أوشك خلالها على الموت.
ـ غادر إيران إلى منطقة أذربيجان الشمالية، ثم اخترق الحدود الإيرانية السوفياتية سراً، والتحق بجامعة أذربيجان، حيث بدأ دراسة الأدب الفارسي في جامعتها.
ـ بعد ذلك انتقل إلى أوروبا، حيث واصل دراسته وحصل على الماجستير ودكتوراه الجامعة، ودكتوراه الدولة في العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال.
ـ خلال وجوده في أوروبا صدر له كتاب دراسة أدبية عن الشاعر الملا عبود الكرطي يرحمه الله، وتم طبعها في العراق بكتاب صدر عن المركز الفلوكلوري عام 1972م.
ـ استمرت غربته الأولى عن العراق (7) سنوات، أما غربته الحالية فقد دخلت عامها العاشر، وهو يواصل العمل ضد النظام الدكتاتوري القائم في العراق، من خلال أشعاره وبرامجه الإذاعية في إذاعات المعارضة، وعلى الأخص إذاعة صوت الشعب العراقي.
ـ متزوج من قريبة له زاملته في جميع مراحل الدراسة، وحصلت على الشهادات العليا نفسها التي حصل عليها، وعملت أستاذة في جامعة البصرة والجامعة المستنصرية، وله أربعة أولاد.. توفي أحدهم بعد عشر سنوات من إصابته بصعقة التيار الكهربائي خلال غارة جوية إيرانية على بغداد، وكان خلال السنوات العشر فاقد الوعي تحت رعاية والدته في القاهرة.. وبعد أن تركت عملها، تكرم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز بإرسال ولده للعلاج في الولايات المتحدة لمدة 14 شهراً، انفق فيها الكثير على علاجه ورعاية عائلته بعد انتهاء فترة العلاج.
ـ نشرت له الصحف السعودية قصائد عديدة، كان أهمها قصيدته عن أزمة الخليج التي نشرتها الرياض على صفحة كاملة.
ـ كان خلال غربته الأولى يدعى باستمرار إلى مختلف البلدان الأوروبية، لإلقاء قصائده في تجمعات الطلبة العراقيين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :325  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 109 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.