شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
وميض
عابد خزندار واحتفاء النخبة (1)
بقلم: عبد الله فراج الشريف
في مساء يوم الاثنين الماضي 13/2/1422هـ كرمت اثنينية الأستاذ عبد المقصود خوجه أديباً مرموقاً، وكاتباً صحفياً مميزاً، يتابعه قراء الصحف على مختلف مستوياتهم الثقافية لأنه صاحب قلم حر نزيه وجريء، يتناول هموم مواطنيه وطموحاتهم باقتدار، وبأسلوب سهل ممتنع، مقاله ذو موضوع واحد، جيد السبك، واضح المعنى، نبيل الغاية والمقصد، وهو أديب واسع الاطلاع على تراث أدب أمته، وعلى آداب الأمم الغربية، فهو يقرأ بثلاث لغات حية من لغاتها: الإنجليزية والفرنسية والألمانية، ولعلّه يستطيع الكتابة بها، استطاع أن يكون أديباً متميزاً، بحصيلة معرفية وافرة، فهو قارئ صبور ذو جلد، يتمعّن وينتقي ما يقرأ، كان في شبابه عازفاً عن الكتابة، كما أنه عازف عن طلب الشهرة بطبعه، وكان أستاذه شيخ نقادنا وأستاذ أجيالنا الأستاذ عبد الله عبد الجبار ـ أمد الله في عمره ـ يحثه على الكتابة ويحرضه على الإبداع لما لمس فيه من مؤشرات النبوغ، منذ أن كان طالباً في المعهد العلمي بمكة المكرمة ثم دارساً بكلية الزراعة في جامعة القاهرة، ولكنه كان يعرض عنها، حتى صدر ملحق (الأربعاء) الذي تصدره جريدة المدينة، فكتب مقالات قليلة فيه بتشجيع من أستاذه الجليل، وبرغبة ملحّة من أديبنا الرائع الأستاذ عبد الله الجفري حينما كان مشرفاً على هذا الملحق، فجزاهما الله عنا خيراً، فقد أهديا إلينا أديباً نابهاً وكاتب مقالة مميزاً، ثم كتب في ملحق جريدة الرياض الثقافي، ثم في جريدة عكاظ، وأخيراً في جريدة الوطن. له مؤلفات عدة، رأيته في أحدها وهو كتاب حديث الحداثة، معتدلاً، لا ينساق وراء حداثة متوهمة، لا جذور لها في ثقافتنا العربية.
وتعرفت عليه أديباً فيلسوفاً في كتابه الآخر (قراءة في كتاب الحب)، الذي لم يعترف فيه بتمايز الأجناس الأدبية، وخرج عن شروط الكتابة التقليدية، فمزج بين كل الأجناس الأدبية في نص واحد، ولمست اهتمامه الجاد بتراثنا الأدبي والشعري منه خصوصاً في كتابه (معنى المعنى وحقيقة الحقيقة)، وهو مترجم يجيد لغته الأصلية واللغات التي ينقل عنها، وله أثران مميزان في هذا الصدد (شهرزاد) و (السرد) ولو أتيحت له الفرصة وأسعفه الجهد لترجم لنا عيوناً من الأدب العالمي.
وأظن أننا كلما أعدنا النظر في ما أبدع وأنتج الأستاذ عابد سنكتشف فيه مواهب جديدة، وعندما عرفته عن قرب ازددت به إعجاباً، لما يتمتع به من دماثة خلق وتواضع جم، وتسامح عند الاختلاف، وقبول للرأي الآخر واحترام له، فالأستاذ عابد شعلة حماس، أديب متفاعل مع أحداث الحياة، يحرص على تناول قضايا مجتمعة بمعرفة ووعي، يحب وطنه ويعتز بخدمته، ويبذل في سبيل هذا الحب الغالي والنفيس، ولو ناله العنت أو الأذى، نشيط وهو في هذه السن المتقدمة، التي نضج فيها فكره، واتسعت مداركه، يقول: إن ما لم ينشر له من نتاج أضعاف ما نشر.
وبمناسبة احتفاء النخبة المثقفة بعروس البحر الأحمر (جدة) بالأديب عابد خزندار، لا يسعني إلا أن أشارك بهذه الكلمات القليلة التي تضمنها هذا المقال، وإن لم ولن تفي بحقه عليَ، فهو عزيز على نفسي قريب منها، وإني لأرجو له الصحة الدائمة وأن يمد الله في عمره، وأن يوفقه في كل عمل ينتجه ويبدعه، إنه سميع مجيب.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :372  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 108 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.