شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
وميض
عندما نحتفي بفهد العريفي (1)
بقلم: عبد الله فراج الشريف
إن قامات الرجال تعلو بمبادئ سامية يعتنقونها، وصدق كلمة يلتزمونها، وجرأة في الحق لا يخشون عند الجهر به لومة لائم، ولا سطوة مراقب، والكاتب الصحفي الذي يجيد فن المقالة الصحفية، ويتخذ منها منبراً للجهر بكلمة الحق، ويستعرض فيها هموم الوطن وقضاياه، ويترجم آلام وآمال مواطنيه، بكل الإخلاص وثبات الجنان وقوة البيان، نادر في زمن الفيض الكتابي، الذي يغمر اليوم صفحات الصحف، يمارس فيه الهواة تجاربهم الأولى، ويسعى فيه التائقون إلى شهرة زائفة إلى ما يظنون أنه يبلغهم إياها.
وهذا الكاتب هو من يلتزم بكل هذا، لا يتنازل عن مبادئه السامية وقيمه المثلى، مهما كان الظرف الذي يعيشه، أو كانت المغريات شديدة التأثير تدعوه للتخلي عن هذه المبادئ وتلك القيم، الصادق الكلمة الذي يريد الوصول إلى الحقيقة وإعلانها عارية عن رتوش تغلفها، حتى وإن لم ترض الكثيرين، يكتب كلمة الحق ويصدع بها، لا يخشى في الجهر بها لومة لائم ولا سطوة ذي سطوة، همه الأول أن يرعى حق الوطن عليه، فيتصدى بجرأة لقضاياه وهموم أهله، ويصبر على ما يناله من أذى وهو يسعى إلى غايته النبيلة، غير مكترث لما قد يصيبه حينما يعلن حقيقة ويرفع للحق راية.
وهذا الصنف من الكتَّاب نادر في كل البلدان، ولعلّه في بلادنا الأندر، فكثير ممن يتصدون للكتابة في الصحف اليوم إنما يمارسون هواية ويبحثون عن شهرة عبر ما يكتبون ويعلنون به عن أنفسهم، يثنون على من لا يستحق الثناء، وينازلون من لا يتفقون معه على رأي ولو كان تافهاً، وأن الأستاذ فهد العريفي الصحفي المخضرم والكاتب ذا الإبداع الرائق في كل مقالاته هو من ذاك الصنف الذي تعلو هامته بما أنجز لوطنه عبر سني عمره المديد بإذن الله، وقد تابعت ما يكتب منذ أكثر من عقدين من الزمان، فملأ نفسي إعجاباً به، أحببت فيه صدقه وإخلاصه لوطنه، وجرأته في الجهر بكلمة الحق، رغم كل ما أحاط به من ظروف، قد تقسو أحياناً، لم يتخل قط عن مبادئه، يستشعر ألم مواطنيه ويعبر عنهم، يطالب بحقوقهم، ويسعى لرفع الظلم عن كواهلهم، يسعده أن يرى الأمل يلوح في أفق حياتهم، ويشقيه أن يشعر بتكالب الهموم عليهم، فيدفعه ذلك إلى أن يرفع صوته باسمهم، كنت أتابعه بشغف فإذا غابت زاويته لظرف طارئ أحسست بشوق كبير إلى ما يكتب، وانتظرت عودتها بفارغ الصبر واليوم نحظى بالاحتفاء به وتكريمه في اثنينية الرجل النبيل عاشق الكلمة الصادقة الأمينة الأديب الوجيه الأستاذ عبد المقصود محمد سعيد خوجه، الذي يسعدنا دوماً بلقاء من لهم أثر في ثقافتنا العربية من رواد علم وأدب وفكر وصحافة وفن.
وإني أتوقع أن تكون أمسيتنا هذه الليلة رائعة، تزداد جمالاً بحضور ابن حائل، الرجل الوطني صلب العود في مواجهة التحديات كافة، وبتحاورنا معه واستماعنا إليه، وهو على رأس نفر قليل من كتابنا، الذين يحتلون في أنفسنا أعظم مكانة، لما عهدناه منهم من إجادة لفن المقالة الصحيفة، التي وإن أوجزت عباراتها وفت بموضوعها، بحيث لا يمكنك أن تسقط منها سطراً أو كلمة، فهي بناء مبدع متماسك، تصل غايتها إليك عذبة في يسر، فتثير وجدانك وحماسك، والذين نستطيع أن نقدمهم إلى ساحة ثقافتنا العربية على امتداد وطننا العربي بكل الفخر والاعتزاز، فأهلاً بكاتبنا القدير الأستاذ فهد العريفي بين أحبته من مثقفي ثغرنا الجميل عروس البحر جدة، وشكرنا الجزيل للمضيف النبيل، الذي ينتقي خيارنا فيكرمهم، وإنا لفي شوق للقاء هذا المساء الاثنين 4/1/1423هـ.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :285  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 106 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ديوان الشامي

[الأعمال الكاملة: 1992]

محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[صفحة في تاريخ الوطن: 2006]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج