شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
فضاء الحرف
((محمد علي خزندار)).. ودرس من الماضي (1)
بقلم: حسين عاتق الغريبي
كلما التقيت أحداً من الرعيل الأول، ممن عايش مرحلة التأسيس، شعرت بالميل إلى عقد مقارنة بين هذا الجيل وسلفه.
ومن خلال تتبع مراحل المكوّنات الشخصية الإنسانية لدى أولئك الرجال الذين (أحبوا صعود الجبال) و (حفروا الصخر بأظافرهم).. أصل إلى حقائق، أهمها:
أن الجيل (السلف) في تربيته نشأ على ثوابت راسخة من القيم الدينية المستمدة من تعاليم الإسلام، والعادات الحميدة. وساهم في تدعيم هذه الثوابت، أفراد مجتمعه الذين كانوا له القدوة الصالحة.
ـ الشعور بلذة الحيوية الفاعلة، وأثرها في تحريك عجلة الحياة بعزم لا يرضخ للعوائق، وصبر يحتمل الشدائد.
ـ عشق العمل، والتفاني في ميدانه، والتضحية من أجل البناء، وإنكار الذات، كل تلك السمات وغيرها هي الدلالات التي أوحت لنا سر النجاحات الباهرة في مجتمع الرعيل الأول.
الشيخ (محمد علي خزندار) (1330هـ) من ذلك الجيل الباني، كان فارس (الاثنينية) في الأسبوع الماضي. رأيته في تلك الأمسية الوضيئة، تحيطه هالة من الوقار المدهش، ألقت على الحضور الكثيف ضياء من الخلق النبيل، والسكون المعبر الذي يخفي تحت دثاره نأمات دافئة، تعكس صدى إيقاع الزمن البعيد.
وجاءت أسئلة الحضور لتداعب أوتار الذاكرة، ويصغي الجمع لشاهد العصر، وهو يروي لمحات من أحداث الماضي.
ـ التعليم وكيف كانت نشأته الأولى، وانطلاقته في عهد التأسيس.
ـ فرحة أهل الحجاز بقدوم الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه وإعلان البيعة التي كان الضيف أحد شهودها.
ـ صور من حياة الملك عبد العزيز، وفيها دروس قيّمة عن التواضع والرحمة وحب الخير للناس.
ـ روايات شيّقة تكشف جوانب من حياة العصر، ورجالاته البارزين في المجالات (الأدبية، والاجتماعية، والمهنية).
وذكريات أخرى أمتعت النفوس، وأضاءت أمامها السبل القويمة للنجاح في الحياة.
ـ حقيقة هامة ذكرها الشيخ محمد علي عن سر نجاحاته العملية في الميدان الوظيفي أو غيره، ونصيحته لهذا الجيل.
وبدا كأنه كان يتوقع هذا السؤال، ويتشوّق للإجابة عنه قال: إن حبه الشديد للعمل كان سر نجاحه، وقد اكتسب من هذه الصفة حب وتقدير الناس له، ومن خلال هذا العشق وصل إلى مراتب وظيفية متقدمة. ولم ينس أن يشير إلى عامل (الصبر) الذي كان له الدور الفعّال في تذليل المصاعب، والرضا بالموجود.
ـ وفي اعتقادي أن هاتين الصفتين هما أساس النجاح لأي عمل يراد تنفيذه، ونشفق ـ أحياناً ـ على بعض الحالات التي تعكس صور التخاذل والخمول، والتهرب من أداء المسؤولية، لدى بعض الشباب الذي ينتظر من السماء أن تمطر له ذهباً، وهو جالس في مكانه يصاحب الفراغ الممل.
وسمة أخرى افتقدها بعض شباب اليوم هي: (الاعتماد على النفس) فنجد منهم من يركن إلى الغير ـ وخصوصاً الوالدين ـ في صنع مستقبله الوظيفي، ولا يكفيه ما قدماه له من رعاية واسعة شملت تربيته وتعليمه، وحتى بناء أسرته المنزلية!!
وما أروع ما قاله أديبنا الأستاذ عابد خزندار في كلمته عن والده الشيخ محمد علي.. حين أبدى تأثره بوالده الكريم الذي رعاه وأسرته كافة بالحب الكبير.. ولم يستطع أن يتحدث كثيراً عنه، وترك دموعه تعبر لنا ـ نحن الحضور ـ عن صدق المحبة والوفاء، والشكر والامتنان للوالدين، والدعاء لهما بالرحمة والغفران.
ـ بقي أن نشكر صاحب (الاثنينية) أستاذنا الفاضل عبد المقصود خوجه الذي ما فتئ يسعدنا بالتعرف على النماذج المضيئة من رجال العلم والأدب، والتي تستحق كل التكريم فجزاه الله خير الجزاء.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :304  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 105 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل بن عبد العزيز

نائبة رئيس مجلس مؤسسي ومجلس أمناء جامعة عفت، متحدثة رئيسية عن الجامعة، كما يشرف الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عمرو الفيصل