شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ظلال (1)
بقلم: عبد الله الجفري
ـ ((هشام ومحمد علي حافظ)): أصبحا اليوم (المؤسِّسان)، كتاريخ يبقى مسجلاً في هامة كل مطبوعة بذلاً من أجل إصدارها ثم إنجاحها: الجهد، والمال، وسهر الليالي.. وبعد أن كانا ـ معاً ـ يعتزان بكونهما/ (الناشران) لإمبراطورية من الصحف والمجلات التي تتكلم العربية، وتنزف بكلمات محرريها وكُتَّابها (الأكثر انتقاء): دماء وجراحاً عربية، وتدافع عن قضايا المسلمين والعرب.. برغم أن أحد الناشرين (هشام) كتب ذات يوم: أن جدَّته التركية قالت له عبارتها التركية أيضاً: ((عرب خيانات))، فأثار عليه كُتّاب مطبوعته، ولكن.. بقيت (الشرق الأوسط): جريدة العرب الدولية الناطقة بلسان عربي مبين، والمعبِّرة عن وجدان عربي، والمدافعة عن قضايا العرب والمسلمين.. وبقيت هي ((العين)) الباكية بدموع العرب، واللسان المزغرد بأغاني العرب، على قلة ما غنَّى العرب على امتداد القرن العشرين!
* * *
ـ واليوم.. نهنِّىء الأمير ((أحمد بن سلمان))/ رئيساً لمجلس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والنشر، الذي قال لمجلس إدارته الجديد: نريد ((عقولكم)) قبل أو أكثر من ((فلوسكم)).. فقد أثبت أن سموه يتمتع بحسن اختيار الكفاءات الصحافية التي تواصل قيادة مراكب هذه المطبوعات، ما عدا الذين حسبوا أنفسهم أنهم ((يتعالون)) على مَنْ سبقهم.. فهم لا أكثر من راكبي مرجيحة الشهرة، مجرد ((مفردات)) تلوح في زرقة السماء كقوس قزح، وما تلبث أن تتلاشى!
والتهنئة للأمير ((أحمد بن سلمان))/ فرَحاً بإنجازٍ صحافي إعلامي، من عشقنا لاسم وطننا.. نتمنى أن يكبر أكثر، ويزداد انتشاراً وبهاءً لخدمة الكلمة (العربية) الصادقة.. فدعمه المادي: يكسب مطبوعاته الروح التي تنجح بها في قناعات قرائها.. ووفاء الشركة المعنوي لكل مَنْ ساهم (بعرقه) في تكوينها، وتطويرها، وسعتها، إنما هو: اعتراف بهذه الصلة القوية بين الوفاء والكلمة، وبين الكلمة ومواقف الرجال!
ـ والشيء بالشيء يُذكر.. ومن باب (التذكُّر): لن أنسى تلك المرحلة الجميلة بحق التي شاركتُ فيها الأخوين العزيزين ((هشام ومحمد علي حافظ)) التأسيس، والاختيار، وكيف كنا نخطب ود وتعاون وأقلام المميزين لينضموا إلى أسرة ((الشرق الأوسط))، ثم ((المجلة)) و ((سيدتي)).. وقد تعامل معي ((السيدان هشام ومحمد علي حافظ)) بروح الإخاء والمودة، وقرّباني إليهما بدافع الثقة، ومنحاني الفرص لأكتب ما أؤمن به، وأُعرف من خلال مطبوعاتهما: كاتباً عربياً سعودياً يفرح بصندوق بريده المكتظ من أنحاء العالم!
لكنهما عندما قرَّرا قطع ((الحبل السرّي)) بيني وبينهما: أصدرا قراراً (مفاجئاً) لي بفصلي، ولم يصرفا لي كامل راتب الشهر الأخير، بل جزءاً منه، ولم يُصفِّيا لي حقوقي لقاء خدماتي طوال السنوات التي خطوت معهما فيها منذ أول عدد من ((الشرق الأوسط)).
لكني لا أفتش الآن في هذا التذكر عن أبعاد (الفعل)، بقدر ما أسجل هنا ـ للسيدين هشام ومحمد علي حافظ ـ ذلك الإحساس الذي كان يغسلني طوال فترة صداقتي معهما وقربي منهما.. وقد كانا يُشكِّلان في مرحلة من عمري: أحسن عمل يتجوهر بالصدق، وبالإبداع، لأن كلاً منهما: منحني شعوراً (بالأخوة) معه.
ولعلّني ـ هنا ـ أخص أخي: ((محمد علي حافظ)).. فقد كان يُمحِّضني صداقته بزهو ذلك الخُلق الجميل، وقد كان يُقدِّر كثيراً جداً: محبة والده الأستاذ/علي حافظ لشخصي، ويذكره بها دائماً.
أما أخي ((هشام علي حافظ)): فقد كان واضحاً معي، وإن اختلفت ابتسامته عن وضوحه، ولا ينسى الناس له أنه عندما أراد المشاركة في الحفل الذي أقامه الشيخ/عبد المقصود خوجه لتكريمي، وقف وقال في كلمتي يصفني: (سيد بلا جنون/تيس بلا قرون).. وعلَّق الناس على أسلوبه الأدبي هذا بقولهم: هذا هو هشام!!
ـ بقيت كلمة تخص هذا الإنسان الذي أُسمِّيه: (رجلاً) وهو الأستاذ/محمد معروف الشيباني.. الذي أكدت لي مواقفه: أن الإنسان (موقف)، وهو واحد من الذين يصنعون المواقف الرجولية!
* * *
ـ وبعد.. لقد ترجَّل ((الناشران))/الفارسان بحق في مضمار السبق الصحافي: السيدان ((هشام ومحمد علي حافظ)) من صهوة الجواد الذي انطلقا به ذات صباح بهي لافتتاح عصر صحافي ذهبي.. كان لهما فيه ((الريادة)) لإصدار مطبوعة يومية تتم طباعتها في عديد من مراكز الطبع في الغرب، والوطن العربي، وذلك عبر الأقمار الصناعية من لندن.. فتتواجد الصحيفة صباح كل يوم بين أيدي القراء الناطقين بالضاد في أنحاء العالم.
كل منهما: خطَّ ((تاريخاً)) عصامياً كان يفيض بالطموح.. وقد ورثا عن والدهما وشقيقه: (علي وعثمان حافظ) عشق الصحافة منذ أصدر الوالدان صحيفة ((المدينة المنورة)).. فصار العشق: مخاضاً لرسالة عظيمة تحتفي بشرف الكلمة/إقرأ!!
* * *
ـ آخر الكلام:
ـ ((ليست الغاية: التنظير للصمت..
بل لأهمية أن لا يكون الخروج منه مادة للندم عليه))!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :397  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 103 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.