الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

النجوم لا تسير بجوار الجدار ⁽¹⁾

بقلم: محمد الفايدي

هذا الجهيمان الذي يكرمونه بعد غد الاثنين في اثنينية عبد المقصود خوجه هو نفسه عبد الكريم الجهيمان الذي أفردت له جريدة الجزيرة يوم الخميس الماضي ملحقاً خاصاً عن مسيرة حياته الأدبية التي صاحبها كثير من الشقاء والمعاناة إلى أن وصل إلى ما وصل إليه من مكانة أدبية واجتماعية قل أن يصل إليها أديب آخر مثله ما عدا القلة التي يطلق عليها الاستثناء التي تؤكد القاعدة.

وحتى يتأكد الشيخ عبد المقصود خوجه الذي يلومنا أحياناً على عدم المشاركة في بعض الاثنينيات أن كل اثنينية تستمد أهميتها من فارسها كما هي أهمية هذا الفارس عبد الكريم الجهيمان الذي سيزحف إليه محبوه وعاشقوه بعد غد زحفاً ليستمعوا أو ليستمتعوا بما يقول وما يقال عنه في ليلة أعتقد أنها ستكون من أجمل الاثنينيات طوال تاريخها الحافل والطويل.

في ليلة الاثنينية الماضية ليلة تكريم الأستاذ الخزندار والد الأستاذ عابد خزندار ملت على عابد وقلت له هل يمكن أن أحظى بجلسة خاصة وانفرادية مع صديقك عبد الكريم الجهيمان عندما يصل إلى جدة قبل أو بعد تكريمه في الاثنينية أوعدني خيراً.. ولا زال الوعد قائماً.

وبعض الكبار تسعى إليهم ولا بأس أن تحفى قدماك حتى تلتقيهم ولا تكتفي بمعرفتهم عن طريق قراءة كتبهم ومؤلفاتهم وحياتهم الحافلة بالإبداع والشجاعة والبطولة والإقدام وإنما الأكبر من هذا وذاك أنهم وضعوا بسماتهم في أمكنة حيث لا يمكن لأحد أن يطلبها أبداً.

فهذا التميمي النجدي الذي ولد ودرس في معهد عنيزة العلمي وتنقَّل من القصيم إلى مكة إلى الرياض إلى المنطقة الشرقية وفي كل مدينة من هذه المدن له فيها ذكريات حلوة ومرة وستعرفون أهميته مجدداً ليلة الاثنين في أمسية أعتقد جازماً أنها ستكون من الأمسيات التي سيكون تاريخها معجوناً بماء الذهب والدم الذي لن تمحوه الأيام ولا السنون. فالتاريخ يصنعه الكبار بعطائهم وشجاعتهم، هناك من أسقطهم التاريخ لأنهم بدون عطاء وبدون حتى أدنى شجاعة وهم الذين يطلق عليهم عادة (السائرون بجوار الجدران).

ويكفي أن عبد الكريم الجهيمان بمسيرته الحافلة خلَّف وراءه تلاميذ من أهم مميزاتهم أنهم يرفضون السير ضمن قطيع تعوَّد أن يقول آمين بدون مناقشة أو تفكير.