شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أصداء الطريق
أعمال الكبار (1) !!
بقلم: محمد عبد الواحد
ـ نحن نراهم أيضاً.. ولكن ليس من خلال حجم أرصدتهم في البنوك.. ولا من خلال القصور واليخوت.. ولا تتسع أعيننا دهشة من خلال ((البودي قارت)) أو الحراس الراكضين من الأمام والخلف.. ولا من خلال انتفاخ كروشهم.. أو حتى ((بزات)) السموكنج.. والياقات المنشاة البيضاء.. أو مسابح الألماس.. في أيديهم.. أو ذلك البريق المتعالي في أعينهم.
ـ لا..
ـ نحن نراهم.. بحجم ما قدموا من أعمال خيرة لبلادهم وأهلهم.. وبحجم ما تركوه من أثر وتأثير حسن في مجتمعاتهم.. وبحجم ما بذلوا.. وزرعوا وأنتجوا.. ورفعوا بنيان حضارة هذا البلد.. وأسهموا يداً بيد مع الدولة.. في المجالات كافة، نحن نرى هؤلاء الرجال بعيون مفتوحة.. وقلوب فرحة ووجوه مستبشرة.
ـ نحن تلك الأرض الخصبة برغم جفاف الصحراء التي يثمر في وجهها الخير.
ـ ولهذا اعتدنا أن نبارك كل الأيدي التي تبني وتشيد وتعمل من أجل نهضة هذا الوطن ورقيِّه.
ـ وفي بلادنا والحمد لله الكثير من هؤلاء الرجال العاملين المخلصين والذين رزقهم الله من خيراته فلم يبخلوا على بذل العطاء الخيِّر والمثمر من أجل خير البلاد والعباد.. وتسابقوا لكسب المثوبة.. والأجر.. وأدوا واجبهم تجاه بلادهم التي هي نبع خيراتهم.
ـ هؤلاء الرجال هم بيننا.. أحياء حتى وإن ماتوا ومن هؤلاء ذلك الرجل النبيل الذي رحل عنّا وبقي اسمه على ألسنة الرجال والأطفال والنساء صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز تغمَّده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته.. وقد تذكرت.. الكثير من أعماله الخيِّرة الكبرى.. من أجل أدباء وشعراء ومثقفي ومفكري هذا الوطن.. وحنوَّه البالغ واهتمامه بهم.. والوقوف إلى جانبهم.. في الأزمات والمحن.. كان رحمه الله أخاً كريماً.. يسأل عن مرضانا.. ويهب لنجدة المعوز أو الفقير.. ويأخذ بيد الصغير والكبير.. ولم يتوقف عطاؤه رحمه الله حتى آخر لحظات حياته وبقيت أعماله الخيِّرة من أجل هذا الوطن شواهد ناطقة بيننا.. لا تنسى أبد الدهر.. لقد كرَّمنا فيصل بن فهد بن عبد العزيز رحمه الله فكرَّمه الله بحبه وحب خلقه له.. والله يحب الكرماء ويبارك لهم فيما رزقهم.
ـ وبالأمس في اثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه كرِّم رجل من الوطن العربي من الكويت الشقيق.. اعتاد أن يكرِّم الأدباء والشعراء وبطريقة أكثر أثراً وتأثيراً.. هو الشيخ عبد العزيز بن سعود البابطين فقد قدم جهداً كبيراً في إصدار أول معجم متكامل لشعراء الوطن العربي.. وخصص جائزة كبرى للمبدعين من الشعراء العرب لتشجيعهم، هذا ما نعرفه عن البابطين الذي شاهدته لأول مرة يوم أمس.. ولكن الذي لا نعرفه.. هو أن هذا الرجل أيضاً قد أنشأ أكبر مكتبة وطنية تحوي مائة ألف كتاب عن الشعر والشعراء ودراسات إنتاجهم.. أنشئت هذه المكتبة في الكويت مع مكتبة سمعية أخرى مماثلة وافتتح العديد من المدارس في الوطن الإسلامي.. وأرسل العديد من البعثات لدراسة العلوم المتقدمة.. إلى الخارج.. وكل هذا بتمويل من ماله الخاص.
ومثل هؤلاء الرجال.. في أي بلد عربي نحن نراهم.. بملء أعيننا.. ونبارك خطواتهم ونسأل الله أن يكثر من أمثالهم.
ولهذا نحن نرى الكبار كباراً بما يقدمونه من أعمال كبيرة لأوطانهم.. وليس من خلال أرصدتهم.. ولا أزيد!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :312  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 97 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[حياته وآثاره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج