شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الجهات الخمس
حمد القاضي (1)
بقلم: خالد السليمان
لم أكن أعلم أن الشمس تشرق في الليل حتى كان ذلك المساء الجميل في دارة الشيخ عبد المقصود خوجه العامرة عندما تجلى الوفاء في ليلة مشهودة من لياليه العطرة فأضاءت سماء جدة كوكبة من صفوة رجال أدباء ومفكري هذا الوطن الغالي الثري بفكره ومفكريه يتبارون في تكريم رجل أبا إلا أن يكون نجماً ساطعاً في سماء فكر وثقافة وأدب الجزيرة العربية يستدل به المسافرون في دروب الفكر والثقافة والمعرفة في بلادنا الحبيبة والبلاد العربية.
كانت ليلة وفاء لم تندر يوماً في بلاد الوفاء أشرقت لها شمس الإنسان النبيل حمد القاضي وهي الشمس التي لم تغب يوماً عن سماء فكر وثقافة وبناء وطننا الحبيب، وإذا كنت قد قدمت وصفه بالإنسان النبيل أولاً فهو الأستاذ الأديب المفكر المثقف الكاتب الشاعر الإعلامي فذلك لأن نبله الذي اشتهر به وطغيان الجانب الإنساني على كل جوانب حياته الشخصية والمهنية قد جعل منه شخصية نادرة الوجود تجول في القلوب كيفما شاءت وتنثر الزهور أينما حلت وتشيع الدفء الإنساني بلا حدود حتى ظن محبوه ومن أتاحت لهم الحياة فرصة التعرف إليه أنه إنسان من زمن آخر.. زمن لا نقرأ عنه إلا في كتب رسمت لنا المجتمع المثالي حتى ظنناه من وحي الخيال.
لقد أراد الشيخ عبد المقصود خوجه بتكريمه للأستاذ الحبيب حمد القاضي أن يكرم محبيه، وهو حين يكرم محبيبه فإنه يكرم كل أبناء هذا الوطن الغالي الذي يفاخر به حمد القاضي رجلاً من خيرة رجاله المفكرين ممن آلوا على أنفسهم تسخير كل طاقات النفس للبذل والعطاء والتضحية ليظل وطنهم منارة إشعاع فكري وثقافي امتد ويمتد عبر العصور.
وكم كنت سعيداً وفرحاً بتلقي الدعوة الكريمة للمشاركة باثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه لتكريم الأستاذ حمد. فليس أحب على قلب الإنسان من أن يرى الوفاء في أهله، وخلال الرحلة من الرياض إلى جدة برفقة الوالد الجليل الشيخ عثمان الصالح والأستاذ حمد القاضي والأستاذ منصور الخضيري لم نكن نسمع من الصديق الكريم الأستاذ حمد سوى عبارات ملؤها التواضع والشكر والثناء لمبادرة تكريمه وكيف أنه ليس إلا جندياً من أصغر جنود هذا الوطن الذين يخدمونه في كل ميدان، وظني أنه لو خيِّر بين أن يمضي إلى حفل تكريمه أو الطلب من قائد الطائرة العودة به إلى الرياض لاختار العودة تواضعاً من أن يكون موضع تكريم يجهد الآخرين وكأنه استكثر على محبيه أن يكرموه، وما تكريمه إلا تكريم لهم، ونيابة عن كل محبيه لا بد من توجيه الشكر للرجل الفاضل ذوي السيرة العطرة الشيخ عبد المقصود خوجه فقد نجح في أن يضع حداً حاسماً لعملية هروب استمرت لسنوات من هذا التكريم.
ولعلّ من نعم الله التي لا تنقطع أن كانت ليلة الوفاء تلك موعودة بليلة وفاء أخرى لا تقل عنها إكراماً وإشعاعاً في الليلة التي تليها عندما تجلى الوفاء في أهل الكرم والخلق في أمسية تكريم أدباء مكة لأدباء الرياض في دارة الأديب والشاعر الكبير الدكتور عبد الله باشراحيل في مجلس ضم صفوة وخيرة رجال وعقول مكة المكرمة وهل تضم خير بقاع الأرض إلا خير رجالها.
وقد كنت أحسب أن السماء لا يظهر فيها إلا قمر واحد ولكن سماء مكة في تلك الليلة كانت مليئة بالأقمار، فطوبى لنا بهذه الصفوة الخيّرة من رجال ملأوا العقول وأثروا القلوب وفاضوا علينا بسيل دفاق من مشاعر صادقة أشاعت الدفء في صدورنا وبثت الطمأنينة والسرور في نفوسنا.
لقد قرأت كثيراً عن المشاعر الدافئة وكتبت مستشهداً بها كثيراً ولكنني كنت أظنها وصفاً نزين به كتاباتنا حتى شعرت بعذوبتها في تلك الليلة وأحسست بها تسري بداخلي وكأني أعيش لذة عشق.
وليس غريباً على الأديب الكبير عبد الله باشراحيل ولا على صفوة أخيار مكة أن نلقى منهم كل هذا الترحيب والتكريم فهم قادة الركب في الكرم والوفاء وفانوس يضيء الموائد بعد أن يهدي إلى دروب العلم والمعرفة والعلى.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :340  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 96 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد عبد الصمد فدا

[سابق عصره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج