شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مذكرات رئيس تحرير سابق
أعمدة النجاح في ((عكاظ)) (1)
بقلم: عبد الله عمر خياط
ربما اختلف كثيرون حول أهداف الاثنينية التي يقيمها الأديب الأستاذ عبد المقصود خوجه.. وربما اختلفوا أيضاً حول مجريات وقائعها ومن يتحدث فيها!
بل ربما اختلفوا حول من نالهم التكريم، وما قيل فيهم.. أو تحدثوا به!
ولكن الذي لا خلاف عليه أن للاثنينية أثراً كبيراً في تاريخ أدبنا المعاصر وعطاءً ثراً لا ينكره إلا جاحد.. وما أكتبه في ((مذكرات رئيس تحرير سابق)) لا علاقة له بالاثنينية وصاحبها الكريم.. ولكن لعلاقة ((عكاظ)) بالاثنينية التي كرمتني.. هو الذي شد قلمي لهذه المقدمة والحديث عن الاثنينية ببعض ما يستحقه صاحبها.
ففي الشهر الماضي.. تمكّن الأستاذ عبد المقصود خوجه من اصطياد الأستاذ عبد الله الداري الذي هو من صناع ((عكاظ)) واحتفل في ليلة مزهرة كان لي فيها هذا الحديث عن الداري.. وصحبه الذين قامت ((عكاظ)) وحققت نجاحها بتعاونهم، الذي قلت عنه بعد هذه السطور المتواضعة عن الاثنينية وصاحبها.
لقد سعدت في العام الماضي.. بتفضل صديق الجميع أخي الأستاذ عبد المقصود خوجه بتكريمي في اثنينية مزهرة حضرها جمع غفير من بينهم صديقي الحبيب الأستاذ حمد القاضي الذي حضر خصيصاً من الرياض.. كما كرم من قبل الكثير والكثير جداً من روّاد الأدب. ورجال العلم.. ولكن سعادتي اليوم أكثر. وفرحتي أكبر بتكريم سعادته لأخي ورفيق المشوار من بداية السلم، الأستاذ عبد الله أحمد الداري، ولهذا فإنني أنتهز الفرصة لأقدم الشكر الجزيل للأستاذ عبد المقصود الذي كرّس جهده ليس لتكريم الروّاد والمشاهير فحسب.. بل أيضاً لتكريم المجاهدين والمكافحين من أصحاب العطاء.
إن هذا الدور الذي يقوم به الأستاذ عبد المقصود له من الأثر أحسنه في نفوس المكرمين وذويهم.. وفي نتاجه الذي يقوم بطباعته وإصداره في كتب ثمينة إثراء للمكتبة العربية. وشهادة على العصر وأهله.. فله منا الشكر.. ومن الله أحسن الأجر.
وأعود.. لضيف الليلة صديق العمر.. وزميل المشوار الأستاذ عبد الله الداري.
لقد تعرفت عليه في منتصف السبعينيات هجرية من خلال مكاتب جريدة ((البلاد السعودية)).. يوم كان يعمل مصححاً بالجريدة في المساء. وموظفاً في النهار بإدارة البريد الذي كان يتولاه الرجل الشهم صاحب الخلق الكريم الأستاذ حسن قاضي ـ رحمه الله ـ وللتأريخ فقد تعلمت من هذا الرجل خلال الزيارات التي كنت أقوم بها لإدارة البريد لالتقاط الأخبار الكثير مما أفادني بمنافع شتى. وبالمناسبة هو والد معالي الدكتور سهيل حسن قاضي مدير جامعة أم القرى.
اللقاء الأول بالأستاذ عبد الله الداري كان في مكتب الأستاذ الكبير عبد الغني قستي أستاذ جيلنا الذي علمنا كيفية التعامل مع الحرف وممارسة الصحافة.. ومن ذلك المكتب في جريدة ((البلاد السعودية)) انطلقنا لإقامة ندوة ((سندباد)) التي تحوّل اسمها فيما بعد إلى ((ندوة الشباب الأدبية)) ومن أعضائها: أسامة السباعي، محمد عمر العامودي، علي سحرتي، ومحمد صدقة خياط رحمه الله.
ويوم عرض عليّ الأستاذ الكبير محمد عمر توفيق ـ رحمه الله ـ التفرغ للعمل في مكتب ((البلاد)) لم أجد أحداً لاستشارته غير الصديق الداري الذي فاجأته بزيارة في بيته بـ ((شعب عامر)) والخروج وإياه للمطعم الشهير ((بيوم)) لتناول العشاء والاستنارة برأيه. الذي كان من ثماره ما حققته في مجال الصحافة.
كان الأستاذ الداري يومها يعمل بجريدة ((حراء)) مع الأستاذ الكبير صالح جمال ـ رحمه الله ـ.. واستقر عملي بجريدة ((البلاد)) حتى قيام ((عكاظ)) التي كان للأستاذ الكبير أحمد عبد الغفور عطار ـ رحمه الله ـ فضل وضع أسمائنا مع المؤسسين.. فانتقلنا إليها لنعمل سوياً.
ويسعدني بكل فخر أن أعلن أمامكم أن نجاح ((عكاظ)) يوم توليت رئاسة تحريرها كان بفعل اثنين:
ـ الأستاذ عبد الله الداري.. بخبرته.. وحسن تقديره.
ـ الأستاذ عبد الله جفري.. بخبرته ((أيضاً)) وجرأته.
يشاركهما بالطبع جيل الشباب الصاعد الذي يمثله: علي مدهش، عبد الله باجبير، محمد عبد الواحد، ويدعم هؤلاء وأولئك أساتذتنا الرواد، وفي مقدمتهم: محمد حسين زيدان، ضياء الدين رجب، محمد عمر توفيق، عبد الله عريف رحمهم الله جميعاً.
لقد كان الأستاذ عبد الله الداري حصيفاً في تعامله.. يعيد النظر فيما يقدم على نشره. الأمر الذي جنبنا الكثير من المشكلات، وورطه هو مع الكثير من الكتّاب والمبدعين فيما يمكن أن يحدثه تأجيل النشر.. أو منعه من أثر. يدل عليه ما نظمه الأستاذ راشد الحمدان من شعر يقول فيه:
الثلج في الغرب شيء من حياتهمو
والثلج في الشرق شيء اسمه الداري
والحق أن الأخ الداري.. ليس بهذا الشكل ولكنه يقدم مصلحة العمل ومنفعة القارئ على ما عداهما. ولذا كان بعض المتعاملين مع الصحيفة. ينزعج إن تأخر مقاله.. أو لم تنشر قصيدته بدعوى أنها بين المكاتب كما كان يقول الأخ عبد الله.
لقد عشق الأستاذ الداري الصحافة ووهبها شبابه.. ولكنها بكل أسف لم تمنحه من ذلك ما يتكافأ وما قدم، واليوم عندنا يكرمه سعادة الأستاذ عبد المقصود خوجه.. فإنه يقدم بذلك يداً للصحافة ورجالها الذين يعتبر الأستاذ عبد الله الداري أحد أبرز كفاءاتها بين أبناء جيلنا.
فتحية له.. وشكراً للأستاذ عبد المقصود على ما قدم.
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :387  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 93 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ترجمة حياة محمد حسن فقي

[السنوات الأولى: 1995]

أحاسيس اللظى

[الجزء الثاني: تداعيات الغزو العراقي الغادر: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج