شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
فضاء الحرف
المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافية (1)
بقلم: حسين عاتق الغريبي
في مساء الاثنين 17/10/1420هـ أتاحت (( اثنينية )) الأديب الفاضل ورجل الأعمال (( عبد المقصود خوجه )) لعدد كبير من روادها فرصة ثمينة للّقاء بالمدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ((إيسيسكو)) معالي الدكتور عبد العزيز عثمان التويجري والاستماع إلى كل ما دار من حديث وحوارات شيّقة حول المنظمة.
وجاءت كلمة فارس الاثنينية التويجري في بلاغة لا تخلو من المغازي المؤثرة في النفوس.. فقد منح الحاضرين وقتاً مفيداً استعرض فيه الأهداف الخيرة التي تسعى إليها المنظمة، والمنجزات التي تمت، والصعوبات التي تواجهها الجهود التي تبذل لإزالتها.
وقد شعرت حقيقة بمدى حاجة هذه المنظمة الرائدة لكل جهد ((فكري ومادي)) للنهوض بأعبائها، وتدعيم فعالياتها لكي تؤدي رسالتها على أكمل وجه.
وللعلم فإن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة التي تعرف بـ ((إيسيسكو)) هي من ثمار مؤتمر القمة الإسلامي الثالث الذي عقد في مكة المكرمة والطائف حيث تقرر إنشاؤها في يناير عام 1981م، وتم تأسيسها بعد مرور سنة واحدة من ((بلاغ مكة)) أي في عام 1982م.
وتتمثل أهداف المنظمة فيما يلي:
1 ـ تقوية التعاون وتشجيعه وتعميقه بين الدول الأعضاء في ميادين التربية والعلوم والثقافة والاتصال.
2 ـ تطوير العلوم التطبيقية واستخدام الثقافة المتقدمة في إطار القيم والمثل العليا الثابتة للأمة الإسلامية.
3 ـ تدعيم التفاهم بين الشعوب الإسلامية والمساهمة في قرار السلم والأمن في العالم بمختلف الوسائل، ولا سيما عن طريق التربية والعلوم والثقافة والاتصال.
4 ـ تدعيم التكامل والسعي للتنسيق بين المؤسسات المتخصصة التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي في مجالات التربية والعلوم والثقافة والاتصال، وبين الدول الأعضاء في المنظمة الإسلامية ((إيسيسكو)) تدعيماً للتضامن الإسلامي.
5 ـ جعل الثقافة الإسلامية محور مناهج التعليم في جميع مراحله ومستوياته.
6 ـ دعم الثقافة الإسلامية وحماية استقلال الفكر الإسلامي من عوامل الغزو الثقافي والتشويه، والمحافظة على معالم الحضارة الإسلامية وخصائصها المتميزة.
7 ـ حماية الشخصية الإسلامية للمسلمين في البلدان غير الإسلامية.. ويبلغ عدد الدول الأعضاء في المنظمة ((44)) دولة.
ـ ولا شك أن هذه الأهداف الخيِّرة تمثل طموح الأمة الإسلامية وتصور مشروعها الإسلامي الذي نأمل منه إبراز شخصية الحضارة الإسلامية وإعادة هيبتها الأولى عندما انطلقت في عصرها الذهبي، في موكب يزهو بالعلماء والمفكرين، لتصنع إنجازات حضارية رسمت للعالم معالم الطريق في العلوم والفنون، ومظاهر الحياة الراقية.
ـ تلك الحضارة التي سادت أقطار المسلمين، ونعمت البشرية بعطائها، نتذكرها، ثم نتأمل واقعنا المعاصر. كانت أمة الإسلام واحدة، تنطق بلغة القرآن الكريم، ولها فكرها المتميز، وثقافتها النقية من الشوائب الدخيلة، ولذا قامت حضارتها الإسلامية ((على أسس العلم النافع المنتج، والفكر الرشيد المبدع)).
ـ ثم تكالبت عليها الظروف لتصبح أمماً شتى، متنوعة في أنحاء العالم، يتنازع بعضها الأهواء، ويفتك بها الداء، وتقع معظم أقطارها تحت طائلة فترة زمنية عصبية، أدى فيها الاستعمار البغيض دوراً كريهاً ساهم في اضمحلال شخصيتها الإسلامية، وإذابة هويتها الثقافية في بوتقة الفكر الدخيل. وعندما انقشع الظلام بنيل الشعوب المستعمرة حريتها، بقيت آثار وتراكمات ظهرت سلبياتها على اللغة والثقافة والعادات. وهو ما نلمسه الآن في حياة بعض الشعوب المسلمة في أفريقيا وآسيا، وما نراه من فقر يسود أرجاءها، وجهل يحاول طمس هويتها الثقافية.
ـ ومن هذه الصورة تتبيّن لنا ضخامة العبء الملقى على عاتق المنظمة الإسلامية ((إيسيسكو)) للمحافظة على معالم الحضارة الإسلامية، وحماية الشخصية الإسلامية لأمة الإسلام في البلدان الأخرى غير المسلمة.
ـ وقد لا يبدو سهلاً تحقيق الأهداف كاملة في ظل الإمكانيات الحالية التي لا تغطي أحياناً احتياجات البرامج التربوية والثقافية كافة، والمشاريع المخطط لها في العديد من الأقطار الإسلامية، أو تصل بالبحث العلمي إلى الدرجة المأمولة لحماية ((استقلال الفكر الإسلامي من عوامل الغزو الثقافي)).
ومن المؤسف أن نجد الدول الغربية والمتقدمة تنفق على ((البحث العلمي)) ما يصل إلى ((17%)) من مواردها، بينما النسبة لا شيء في معظم دول العالم الإسلامي!
إن ما يدعو إلى التفاؤل بإنجاح المهام التي تضطلع بها المنظمة وجود مديرها العام الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري على رأس العمل، لما أبداه خلال الفترة الطويلة في عمله بها من حماس باهر، وما بذله من جهود كبيرة، رغم قلة الموارد المالية، ساهمت في تنفيذ العديد من البرامج الهادفة.
وقد أسعدنا تكريم الأستاذ عبد المقصود خوجه لهذه الشخصية الوطنية الإسلامية الفذة، وهي عادته في انتقاء الرواد والممتازين من الرجال لتكريمهم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :336  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 92 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثالث - النثر - مع الحياة ومنها: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج