شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ظلال (1)
بقلم: عبد الله الجفري
ـ تعتريني لحظات مفاجئة.. أقشعرُّ فيها، أتلجلج، أنْبهت.. أفكر أن خطوات الإنسان قد تكون مرهونة بمسمار صدئ مُلقى.. يُعرقله!
تناثرت هذه المسامير الصدئة على الطرقات، حتى حسبناها أحياناً من الطريق.
انغرس في الخطوة، أو في ((الدولاب)) وكان مهملاً فوق التراب.. لحظتها: يتساوى الإنسان والعجلة.. تتساوى خطوات الإنسان ودورة دولاب العربة.. تتساوى أرضية الزمن بأرضية الشارع: ذلك المنهك بسيل، المتورم بحفريات مزمنة، المرقَّط (بترقيعات) مؤقتة، الراضخ لخطوات البشر عليه!!
* * *
ـ الإسلام/ هذا الدين العظيم حتى يرث الله الأرض ومن عليها: إنه واضح، مضيء.. لا يستقيل من نضاله، ولن تقدر الخفافيش في الظلمة أن تسيء إليه!
الإسلام: لن تهزمه اغتيالات الضمير، ولا تعذيب الحرية.
الإسلام: وطن الحرية.. ولن تحاصره: وراثة الأحقاد، ولا قتامة العقول!!
* * *
عبد الله الداري/ أبو أحمد: واحد من جذور شجرة الصحافة التي ضربت في الأرض، وإن توارى واعتزل.. كرَّمه صاحب (( الاثنينية ))/الشيخ عبد المقصود خوجه، فأراد أن يُكرم فيه: عصاميته، ونحته في الصخر، وصبره على صمته الطويل.. حتى قلنا: لو أن ((الداري)) دخل مسابقة في الصمت لأطول مدة، فلا بد أنه يفوز بمرتبة الشرف.. وبذلك نتذكر بيت الشعر الشهير جداً الذي أطلقه ـ كبالونة مداعبة ـ صديقنا الكاتب ((راشد الحمدان))، وتلقفه الوسط الصحافي يومها.. حتى كاد يصبح مثلاً، فقال:
ـ الثلج في الغرب: بعض من حياتهمو
والثلج في الشرق،شيء اسمه: الداري!!
عبد الله الداري: صحافي متمرس.. كان يمتلك القدرة على العمل في صمت مقتدر حتى نسيناه!!
* * *
ـ لأن ((رأس)) السنة الميلادية، والكريسماس، ورأس القرن الجديد: سيحل موعدهم هذا العام في رمضان الفضيل.. فهناك (إخوان عرب) أصابتهم الحيرة!
نعم.. لا رأس السنة، ولا رأس القرن.. وإنما هي ((رؤوسهم)) ولا حول ولا قوة إلا بالله!!
ـ (الوجيه) بحق/عبد الرحمن المعمر: أديب محتجب عن الكتابة إلا لماماً.. وعن الإسهامات الصحافية حتى في الصوالين والمجالس الأدبية: يلزمه أدبه وعشقه للمتح والإصغاء بالصمت المعبر أكثر من الكلام، لكنه حين يوجه إليه سؤال، أو يطلب منه المشاركة في الحوار: تُفاجأ كمستمع له إلى (شلال) من معلومة، ورأي وأفكار، خصوصاً عندما يقلب صفحات التاريخ، أو يتحدث عن التراث!
نفتقد ـ هذه الأيام ـ روحه المرحة في لقاءاتنا به، حتى إن أحد أصدقائه سأله: ((إيه الحكاية يا وجيه))؟! فأجاب: حكاية العمر كله!!
* * *
ـ رزان المغربي: ((نطاطة)) محطة الـ (mbc) الشهيرة، والمعروفة بمذيعة الغرب لدى العرب.. تصر أن ترفع رصيدها لدى المشاهدين قبل المشاهدات، وذلك بمزيد من (التحام) ملابسها بلحمها، وإبراز نتوءاتها أو تضاريسها الأنثوية.. بينما الإدارة الإنجليزية في الـ (mbc): مبسوطة!!
* * *
ـ سألني بعض الأخوة الذين يتفضلون عليّ بمتابعة ما أكتب، وبالتالي ما يُكتب ضد فكرتي:
ـ لماذا لا ترد على بعض مناوئيك، وكأنك تهمل هذا البعض؟!
ـ قلت: إن كان رده يحمل فكرة أخرى، فإنني أحترم الرأي الآخر ومن حقه أن يعترض ويضع البديل.. وإن كان من جماعة: ((تأبط شراً)) فحريص أن لا أنشر الفحش مرتين!!
ـ لم يسبق لي أن شُرفْت بلقاء هذا الشيخ الذي محّضنا كل صدقه في ما كان يكتبه لنا: هدياً من الدين السمح، حتى صدقه وعد ربه.. وكأنه كان يرى لحظة رحيله من الدنيا تحت جفنيه، وهو يضم بكفه حفنة من تراب البقيع في المدينة المنورة!
لكني ـ مثل الكثير من محبّي كلماته ومتابعي هديه ـ فُجعت بخبر انتقاله إلى الرفيق الأعلى إثر حادث مروري أثناء عودته من جدة إلى المدينة المنورة، بعد أدائه للعمرة والصلاة في المسجد الحرام.
وفي كل يوم، بل وفي كل لحظة: تفرز لنا هذه الحياة عِبراً، ولا نحسبنا نتَّعظ.
يرحم الله العلامة الشيخ/عبيد الله محمد أمين كردي، رحمة الأبرار الأتقياء، لا حول ولا قوة إلا بالله.
* * *
ـ آخر الكلام:
ـ دعاء.. مأثور:
((اللَّهم.. قوِّمنا إذا اعوججنا، وأعنَّا إذا استقمنا، وخذ بأيدينا إذا عثرنا.. وكن لنا حيث كنا)).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :358  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 91 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.